TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فضاءات: الرأسمالية.. الـمـغـضــوب عـلـيـهـــا

فضاءات: الرأسمالية.. الـمـغـضــوب عـلـيـهـــا

نشر في: 22 أكتوبر, 2011: 05:56 م

 إيمان محسن جاسميمكننا القول إن الرأسمالية وصلت لذروة ما يمكن أن تصل إليه من بسط نفوذها وهيمنتها على نسبة كبيرة جداً من العالم كنظام اقتصادي – سياسي أبعد الاشتراكية وآلياتها من الواقع العالمي الحالي ليتحول العالم لمجموعة شركات ربحية تركت آثارها في حياة المواطن حتى في أوروبا وأمريكا نفسها،لهذا يمكننا القول بأنها  فشلت في أن تحقق العدل والمساواة للناس أو على أقل تقدير لم تكن قادرة على تحقيق أحلام مَن حلموا بأن تسودهم ذات يوم لتكون بديلاً لما كان سائداً لديهم عقود طوال.
مدن عدة في أرجاء العالم سواء من شرق آسيا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية شهدت احتجاجات نددت بالرأسمالية وعدم المساواة والأزمة الاقتصادية،وقد تتطور هذه الموجة لأكبر من شكل الاحتجاج السلمي كما شهدنا في روما وما نشهده أسبوعيا في وول ستريت وبالتحديد أيام الأحد من كل أسبوع على غرار أيام الجمع في ربيعنا الذي لازال يبحث عن مستقبل لأزهاره التي في طور التفتح.إذن لم تكن مشكلتنا نحن العرب لوحدنا، بل هي مشكلة العالم، وقد تكون مشكلتنا مزدوجة سياسية واقتصادية واستبدادية على وجه الخصوص، بينما مشكلة دول العالم الأخرى هي اقتصادية بحتة أو بعبارة أدق عدم مساواة والبحث عن مفردات العدالة الغائبة في الرأسمالية وبالتأكيد كانت هي الأخرى مغيّبة في الاشتراكية  بطريقة أو بأخرى بدليل إن أغلب الدول العربية انتهجت كلا المسارين في حقب متباينة من دون أن تحقق التنمية والتقدم والرفاهية برغم إن البلدان العربية تمتلك موارد كثيرة.من هنا يمكننا القول بأن مشكلة العالم اقتصادية بالدرجة الأولى، الديون أكبر كارثة تهدد العديد من دول العالم بما فيها الرأسمالية التي تنتهج الاقتصاد الحر مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان،بل الكثير من دول منطقة اليورو،حتى أمريكا نفسها جعلت العالم يرتجف لحجم مديونيتها وأوقفت العالم على قدميه أياما طوالا قبل أن تقر ما تقره من قرارات نجت هي من كارثة لكنها لم تستطع وقف تداعياتها على دول العالم الأخرى خاصة في ظل الترابط الستراتيجي الكبير اقتصاديا بين دول العالم، وبالتالي فإن الحلول جميعها تكمن في كيفية سيطرة الحكومات على ديونها وتجاوز ما يمكن تجاوزه من اخفاقات،وبالتأكيد فإن واحدة من المعالجات تكمن في الحد من الإنفاق العام، وترشيد الاستهلاك وهذا ما دفع الكثير من اليونانيين أن يرفعوا شعار'اليونان ليست للبيع' في مظاهرة مناهضة لإجراءات التقشف التي شملت خصخصة الكثير من المرافق العامة. في الفكر الرأسمالي السائد حاليا نجد بأن الحلول كثيرة ما تكون أو تصب في خانة رفع الضرائب وتسريح العمال وزيادة الأسعار عبر رفع الدعم عن بعض السلع المهمة، وبالتالي فإن الرأسمالية هنا باتت غير مرغوب فيها حتى في معاقلها طالما إنها سببت هذه الكارثة التي لم ينجُ منها حتى منظـّريها وأشد المدافعين عنها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram