TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من الدوحة :نقطة تحوّل في حياتي

من الدوحة :نقطة تحوّل في حياتي

نشر في: 22 أكتوبر, 2011: 06:29 م

 مؤيد البدري يمثل تاريخ 24 آذار من عام 1963 نقطة تحوّل مهمة خلال حياتي الرياضية التي امتدت منذ تخرجي عام 1957 وحتى الآن وتكمن نقطة التحول من المجالين التدريسي والصحفي اللذين كنت أمارسهما الى المجال التلفزيوني. لم تكن العوائل العراقية قد اقتنت هذا الجهاز العجيب الذي يُظهر صورة المتحدث والمذيع والمطرب والأفلام وكل شيء يعرض فيه ،
 لذلك فإن العوائل التي تفتقد هذا الجهاز كانت تذهب الى العوائل التي لديها هذا الجهاز لتقضي سهرة تكاد شبه يومية معهم ، وربط أهل بغداد سهرتهم وذهابهم للنوم بانتهاء البث التلفزيوني اليومي.يقول الأستاذ الراحل مجيد السامرائي الذي كان يقدم البرنامج الرياضي من التلفزيون فى بدايته : استوقفني رجل لا أعرفه وقال لي : أستاذ أنت تظهر فى التلفزيون وأريد أن أسألك سؤالاً وأستحلفك بالله أن تجيبني عليه إجابة صحيحة.. قلت له : ما سؤالك ؟ قال هل أنت تشاهد وترى الناس الذين يتابعونك في بيوتهم ؟ قلت له طبعاً لا .. إنكم فقط تشاهدونني أما أنا فلا أرى احداً مطلقاً ، وهنا قال الرجل : الآن سأسمح لعائلتي بمشاهدة التلفزيون!برغم أن العراق كان أول بلد عربي بدأ فيه البث التلفزيوني فى الثاني من أيار عام 1956 الذي يصادف عيد ميلاد الملك فيصل الثاني إلاّ أن التلفزيون بقي ضعيف الإمكانيات الفنية والبشرية لأنه اعتمد فى بدايته على العاملين في شركة (باي) الانكليزية التي قامت بإنشائه.عندما دخلت التلفزيون للمرة الأولى في شهر آذار من عام 1963 لم يكن وضع التلفزيون قد تغير كثيراً (البنكلة) هي نفسها منذ سبع سنوات والبرامج تكاد تكون صورة متكررة يومياً والعاملون هم أنفسهم الذين بدأ بهم من مخرجين ومصورين وفنيين بالصوت والإضاءة .وتشاء الصدف أن يعيّن الجابر مديراً للتلفزيون فاتصل بي عن طريق زميل الطفولة الأخ ضياء حسن لتقديم برنامج رياضي ، ترددت في بداية الأمر.أما التعليق الكروي فإن صاحب الفضل عليّ هو أستاذي الراحل إسماعيل محمد الذي علمني أسس التعليق الصحيح وأخذ بيدي وسمح لي بدقائق في بداية الأمر إلى أن أصبحت قادراً على التعليق لمباراة كاملة .أتاح لي التلفزيون التعرف على نخبة من الأدباء والفنانين والشعراء حيث كانوا يتواجدون بالقرب من الأستوديو لتقديم برامجهم لأن جميع البرامج كانت تقدم على الهواء مباشرة لعدم وجود (الفيديو تيب) الخاص بالتسجيل الذي بدأ عام 1966 مع بداية كأس العرب التي نظمها الاتحاد العراقي لكرة القدم في ملعب الكشافة وفاز ببطولتها العراق.ومن المخرجين الذين كانوا يعملون في تلك الفترة المرحوم حيدر العمر والفنان خليل شوقي وعبد الهادي مبارك وكريم مجيد والمرحوم ناظم الصفار والمرحوم مهدي الصفار وغيرهم.أما مخرجو برنامج الرياضة في أسبوع فكان أولهم كمال عاكف وآخرهم عبد الحليم الدراجي وبينهم المخرجون الخفراء المذكورة أسماؤهم سابقاً وخالد المحارب والمرحوم قاسم عباس والمرحوم فيصل جواد كاظم إلاّ أن عبد الحليم الدراجي صاحب الفترة الأطول في إخراج البرنامج بمساعدة الأخ فاضل جتي .ومن الفنيين الذين عملوا معي في المونتاج السينمائي كان علي مكي وعلي حسين أما مونتاج الفيديو فعمل الكثيرون وكانوا يتناوبون أسبوعياً حسب جداول عملهم ومنهم مارتن يوسف وصباح ميخائيل ومحمد حسن عباس ومدحت وجمعة لازم وسيروان ورويدة. إلا أن عملية المونتاج الكبرى كان يقوم بها المخرجون المرحومان قاسم عباس وفيصل جواد كاظم وعبد الحليم الدراجي.ومن مصوري الكاميرا المحمولة ثامر جعفر وداخل حمد وصدقي ومن المصورين السينمائيين قبلهم عبد الله سلمان وشكوري وسالم رديف وقاسم وحسن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram