اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > لا توجد رواية واحدة صحيحة عن طريقة مقتل القذافي

لا توجد رواية واحدة صحيحة عن طريقة مقتل القذافي

نشر في: 22 أكتوبر, 2011: 06:42 م

□ طرابلس/ وكالات  غاب رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، منذ الخميس الماضي عن مسرح أهم حدث طرأ ذلك اليوم في التاريخ الليبي الحديث، ويُخشى أن يكون ذلك مقدمة لاستقالة عبد الجليل بعد انتهاء الإعلان من بنغازي اليوم عن تحرير ليبيا.
قبل مدة تعهد عبد الجليل بضمان محاكمة عادلة للقذافي إذا ما اعتُقل، وفي إحدى المرات هدد بالاستقالة فيما لو سارت الأمور بوضعية انتقامية حين حذّر "من جماعات إسلامية متطرفة في صفوف الثوار تأخذ بالثأر" ووصفها بأنها أقلية.لكنه اتضح أن الأقلية المقاتلة هي الممسكة بالأمور، وضربت تعهده وتحذيره بعرض الحائط فأقدم رجال منها على قتل القذافي بعد اعتقاله، تماما كما قتلوا من بعده نجله المعتصم بعد اعتقاله أيضا، ثم توالت الروايات متناقضة الى حد كبير، وبدأت تعصف بالمجلس الانتقالي الليبي، وجميعها حتى الآن غير صحيحة ولا تلبي الفضول. مثلا نجد أن كلا من محمد العوا وابراهيم محمد المحجوب، وهما من "كتيبة البركان" التي اعتقلت القذافي، يرويان أن التوصل الى مكانه في النفق تم بعد اطلاق نار مع مرافقيه، ثم خرج بعد الاشتباك حاملا مسدسه وهو يتساءل "شنو فيه" ؟ بحسب ما نقلت عنهما أمس وكالة الصحافة الفرنسية التي بثت رواية ثانية مخالفة.والثانية هي نقلا عن محمد ليث، القائد الميداني للمنطقة الجنوبية في سرت، والذي ذكر أن القذافي كان مسلحا داخل سيارة جيب "كرايزلر" فأطلق عليها الثوار النار، فغادرها محاولا الفرار، وأثناء ذلك دخل في حفرة للاختباء، فأطلقوا عليه ثانية، عندها خرج حاملا كلاشنكوفا وبيده الثانية مسدس، ثم تلفت يمينا ويسارا وهو يتساءل عما يحصل "عندها أطلق عليه أحدهم رصاصة أصابته في الكتف وثانية في الرجل فقتل على الفور" كما قال. كما ذكر ليث أيضا أن جسم القذافي كان هزيلا جدا، وقال: "واضح أنه كان مريضا، فلم يتحمل الإصابة". كما قال إن العقيد كان يرتدي بدلة بنية اللون وعلى رأسه عمامة، ونفى أن يكون القصف الذي قام به "الناتو" على سرت سبب مقتله، مؤكدا أن "ثوار مصراتة قتلوه".لكن الفيديو الذي شاهدناه للاعتقال والتجمهر على القذافي لا يظهر أي شيء من هذا بالمرة، فثيابه في الفيديو كاكية اللون، وبدا واعيا تماما وليست عليه أي دماء وغير مصاب. ثم راح يتعرض للدفع والضرب ممن حاول مقاومتهم في مرحلة ما والدماء تغطي وجهه، إلى أن جذبوه إلى سيارة مكشوفة ووضعوه فوقها، وبدا أحدهم يسدد ضربة بمسدس على رأسه، عندها صرخ بهم: "حرام عليكم.. أنتو ما تعرفوا الحرام" ؟ وانتهى الفيديو كما بدأ بالتألب والركل والضرب الدموي.كما أن الدكتور إبراهيم تيكا، وهو من فحص جثته، قال في حديثه مع "العربية" أمس الاول الجمعة، إنه لم يجد سوى رصاصتين بجسم العقيد، واحدة في البطن وثانية في الرأس. في حين أن الناطق باسم المجلس الانتقالي، عبد الحفيظ غوقة، أكد أن القذافي تم أسره من قبل الثوار بعد أن جرح في القتال بسرت قبل مقتله. كما قال في عبارة أخرى إن سيارة إسعاف نقلته إلى مصراتة، وإنه شاهده وهو مغمى عليه قبل مفارقته الحياة.وأوحى "الناتو" أيضا بدور له فيما حدث عبر بيان أصدره الخميس، وفيه أن طائرات للحلف قصفت آليات لقوات موالية للقذافي صباح ذلك اليوم بضواحي سرت، من دون أن يوضح ما إذا كان القذافي موجودا في تلك القافلة من السيارات "التي كانت تخوض عمليات عسكرية وتشكل تهديدا واضحا للمدنيين" كما وصفها البيان.أما رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي، محمود جبريل، فكانت روايته هي الأغرب، وقال إنه استند فيها الى "أدلة للطب الشرعي"، ومفادها أن العقيد مات بسبب اصابته برصاصة في الرأس "أثناء تبادل لإطلاق النار بين الثوار ومؤيدين له بعد اعتقاله"، في حين رأينا الثوار في الفيديو وقد سيطروا تماما على المكان وسيارات الموكب محترقة كلها من قصف الناتو.وقال جبريل في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس الخميس الماضي إن القذافي أخذ من أنبوب للصرف الصحي، ولم يظهر أي مقاومة، وحين بدأ نقله "أصيب برصاصة في ذراعه اليمنى، وحين وضع في شاحنة لم تكن به أي جروح أخرى" في حين لم يجد الدكتور تيكا، فاحص الجثة، أي رصاصة في ذراع القذافي، بل في رأسه وبطنه، وكل هذه الروايات المتناقضة حملت مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على المطالبة بإجراء للكشف عن الذيول والملابسات. من قتل العقيد وكيف وأين، ولماذا هذا الستار على السيناريو الحقيقي لقتله، ومن كان يخشى من محاكمة القذافي، وهل تلقى قاتلوه أمرا بتصفيته وقتل ابنه قبل الوصول إلى مصراتة؟ وهل سيف الإسلام معتقل فعلا ويخفون سره حتى لا تقتله الجماعات الإسلامية المتطرفة أيضا؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram