TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة :ضمير أبو حسنين

على هامش الصراحة :ضمير أبو حسنين

نشر في: 22 أكتوبر, 2011: 06:52 م

 إحسان شمران الياسري (أبو حسنين) فردٌ من أفراد الشعب العراقي، لم يحتمل ضياع اسم العراق في موقع اجتمعت به أسماء أخرى لدول وأمم.. فيوم دخلنا أحد المتاجر في عاصمة تركيا الاقتصادية (اسطنبول) أنا وصديقي (أبو حسنين)، ووجدنا فيها أعلام دول الدنيا ونماذج من نقودها ولم نجد علم العراق ولا نماذج من نقوده، حاول صديقي معاتبة البائع التركي بطريقة وديعة وودية لاستدرار عطفه على دولتنا العزيزة،
 وتأكيد أهميتها للجارة تركيا.. كان العزيز أبو حسنين (مثلي) ضعيفاً باللغة الانكليزية، ولم نعلم أن الأخ التركي لا يعرف شيئا من تلك اللغة !.. ولكن الوطنية والمواطنة لم تترك خيارا لمواطن حريص إلا أن يُعاتب ويُذّكر بالإخوة والجيرة:_ واي نوت إراك (عَلَم)..؟ _واي نوت إراك (موني)..؟_ واي.. واي...؟وبمثل الوضوح الذي سأل به صديقي، أجاب الأخ التركي (بالإشارات) بشكل واضح بأنه لم يفهم ما نقول، ولكننا (من وجهة نظر صديقي) حققنا نصراً بتوجيه اكبر (لا) في التاريخ لصاحب المتجر التركي...ومن هذه الحكاية، وحكايات أخرى أكثر إخلاصاً، تتبين أهمية ان يحمل العراقي صورة العراق معه بين أضلُعه، ليس في الأسواق فقط، وهذا اضعف الإيمان وأقصى ما حصل معنا في السوق، ولكن في المفاوضات وفي العقود وفي التصريحات. فمن يتفاوض مع أجنبي، عليه ان يتحسّب لكل ما يصدر عنه، فما ليس فيه مصلحة للعراق ولمستقبله ولحاضره، يجب ألا نفكر فيه.. فمع مصالح العراق، لا توجد وجهات نظر، والعناية بمصالح العراق ليست اقتراحات قابلة للتعديل والتأويل بل هي ثوابت علينا حمايتها بالصدور.وما نسمعه عن خيانات لمسؤولين، او شبهات خيانة، من اكبر الكوارث التي تقلق مستقبل الدولة ومؤسساتها.. فإن كان مسؤول كبير يُتَهم باستلام رشى للسكوت عن قضية أو تمرير أخرى، أو تحريف تقرير لتضخيم المشكلة أو تسفيهها، إنما يشي بمأساة عن غياب روحية وضمير (أبو حسنين) الذي كاد يبكي عندما لم يجد علم العراق ونقوده..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram