TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :مطلوبة حية أو ميتة!

مصارحة حرة :مطلوبة حية أو ميتة!

نشر في: 22 أكتوبر, 2011: 07:02 م

 إياد الصالحي مذ كان وعيها يتوسط خمسينيات القرن الماضي .. تربّت على تقاليد بسيطة في شؤونها ولم تكن بيئتها تشعرها بالثراء برغم انها تغفو على أرض تكتنز أغلى الثروات ! قمة سعادتها حينما يتجمع فتية بسطاء معجبون بسحرها ليتقاذفوا أسرار دقائقها بحثاً عن نشوة النجومية المبكرة .. بينما هي تظل تداري واقعها على مضض وحسرة ..
 ولم تغال في مطالب تحسين بيتها الذي ظلّ يعاني التصدّع والضيق وقد سئِمت سماع صرير أبوابه المتهرئة بفعل صراعات الابناء المزمنة ، حتى طوت صبر الليالي المؤلمات وشقاء النهارات التعيسة لأكثر من خمسين عاماً كافحت ونزفت خليط الدمع والدم في أمرّ الظروف، ولم تنس ان تغرس أظافر حقها في ظهور من أهملها وتركها عرضة للمافيا الدولية تخدّش كرامتها و(تجرجرها) وراء قضبان العقوبات كلما قهرت خصومها أو هددت فرصهم في مقارعة التحديات!عزيزة العراقيين "كرة القدم" لم تعرف الاستقرار طوال سنينها وتلاعبت بها أشرعة سفن تاهت بأيدٍ لم تكن أمينة ولم تفلح في توجيه بوصلة آمالها نحو شواطىء الأمان التي كثيراً ما حلمت بمرساها على ضفاف الانجاز.. أصابت أهدافها في شبابها الثمانيني برغم منغصات الحرب ، وعاشت فصولاً من السيادة العربية والقارية قبل ان تمرّ في مرحلة الاستثناء الراهنة حيث تعاني غموض مستقبلها بسبب تمرد بعض من اهل بيتها على شرعية وليّ أمرها ، ونقل ملف شكواهم الى محكمة (كاس) الدولية تحت ذرائع شتى للحيلولة دون استمرار اسرتها في تنظيم شؤونها اليومية ، الأمر الذي حفّز الدخلاء لاستغلال مشهد التمزق والتحارب والفرقة ليمرروا مخطط اقتياد "العزيزة" خارج البلد وكأنها مطلوبة دوماً (حية أو ميتة) في قبضة (فيفا) حيث يتلذذ الثعلب الماكر "بلاتر" برؤية ابنائها مشردين في ملاعب الآخرين ليواصلوا التنافس بعيداً عن الارض والجمهور!آن الأوان ان تترفع الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم عن مصالحها وتقف بمسؤولية لتجابه تلك المؤامرات الدنيئة التي لا يخفى على الجميع من يُحبك خيوطها لاسيما ان اصدار قرار فرض الحظر على اجراء مباريات المنتخبين الوطني والاولمبي توافقَ مع التوصية الخليجية بضرورة استحصال موافقة (فيفا) على إقامة دورة الخليج العربي 21 في مدينة البصرة عام 2013 برغم علم أهل (الديرة) الذين يجاهرون بضرورة استعادة العراق حقه في تنظيم الدورة على ارضه أن الاخيرة لم تنل شهادة الاعتراف من (فيفا) بعد ، بل ما زالت احدى الدول الخليجية تراهن على فشل تحضيرات المدينة الرياضية لتضييف الحدث كي تتسنم ملف التنظيم حسب الدور مثلما شدّد أحد مسؤوليها الرياضيين أثناء لقائي به على هامش إقرار دورة خليجي اليمن عام 2007 في أبوظبي قائلاً:(بلادي تستحق خليجي 21 وليس العراق والزمن بيننا يحكم)! عَلامَ هذا الدور الفاضح الذي يلعبه بعض الاشقاء ، والى متى يبقى اتحاد الكرة أسير علاقاته الدولية الهشة وتحركاته البائسة التي تستجدي العون لحل أزماته لإنقاذه في حين كانت بغداد ملاذ العرب يحتكمون عند اتحادها ورجالاته الاقوياء بخبرتهم والصادقين بافعالهم والمخلصين لشرف مهنتهم؟! ان غياب ممثلي العراق في الاتحادين الدولي والقاري منذ عام 1990 وحتى الان باستثناء شخصين أو ثلاثة أثـّر كثيراً في توالي الصدمات من دون ايقافها ، وتلك مشكلة كبيرة يجب دراستها ، وحث الهيئة العامة لاتحاد الكرة على إرساء ضوابط انتخابية تنتقي الأجدر علمية وثقافة وخبرة ليكون مؤهلا في الترشيح لاحد المناصب القيادية في (فيفا) أو آسيا بدلاً من دعم شخصيات هزيلة ، فالانحطاط لا يعني ان الكرة العراقية تجهل نظم الاحتراف الحقيقية وانديتها تمارس اللعبة على ملاعب من عصر الجاهلية ، بل يعني ان لا يقدم العراق شخصية كفوءة تملأ حضورها الدولي بنشاط ، بل أسوأ ما في دلالة الانحطاط هنا أن يصاب عضو اتحاد بالشرود ويخرس امام سؤال رئيس لجنة في الاتحاد الآسيوي: ? Whats your name

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram