 الموصل / نوزت شمدينذكر وليد قاسم محمد مدير تقاعد نينوى، ان البناية التي تشغلها دائرته قديمة ومتهالكة، وليست صالحة لأن تشغلها دائرة حكومية، ومع ذلك فهي تضم إضافة الى التقاعد، خزينة نينوى، وشركة التأمين الوطنية.
وبين وليد ان عدد المتقاعدين المسجلين في دائرته هو 164000 متقاعد، مسجلين كقيد اسري، ذكوراً وإناثاً، وهم بطبيعة الحال كبار في السن، ويعاني الكثير منهم من شتى أنواع الأمراض، لذا يتكبدون مشقة كبيرة في صعود السلالم وصولا الى الطابق الرابع حيث توجد الدائرة، وذلك لأن مصعدا واحداً بطاقة (4)أشخاص يعمل على نحو مستمر، وهو معرض للعطل في أي وقت ليلحق بباقي المصاعد الخارجة عن العمل. مدير التقاعد اكد أنه قدم مقترحاً الى مجلس محافظة نينوى لإنشاء بناية جديدة تكون مقراً للدائرة، تكون مناسبة لاستقبال المتقاعدين، وتتوفر فيها كافة الخدمات التي يحتاجون اليها، غير ان عدم وجود مساحة الأرض منع ذلك، والدوائر المعنية اعتذرت لعدم تمكنها من تقديم المساعدة خصوصا مديرية بلدية الموصل، لعدم امتلاكها المساحة المطلوبة. والى حين تحقق مشروع بناية التقاعد الجديدة، دعا مدير تقاعد نينوى، المتقاعدين الى اعتماد البطاقة الذكية في استلام رواتبهم، وإكمال كافة المستمسكات المطلوبة قبل المجيء الى الدائرة، لكي يتجنبوا مشقة الصعود والنزول.  المتقاعد عبد المحسن حمدون، كان يستند بظهره على جدار في الطابق الثاني، بعد معاناة شديدة في ارتقاء السلالم في طريقه الى دائرة التقاعد، قال بعد أخذ نفس عميق: " قطعت مسافة طويلة مشياً على الاقدام قبل ان أصل الى هنا، الطرق مغلقة أمام المواطنين، ومفتوحة لمواكب المسؤولين، وها انا أحاول بفقراتي المتوجعة، ومفاصل رجلي الملتهبة اجتياز كل هذه السلالم، بعد ان يئست من المصعد".  منتهى قادر، كانت تبدو وهي تهبط من سلالم الطابق الثالث أنشط من عبد المحسن رغم أنها أقرب إليه عمراً، أكدت انها أنجزت معاملة زوجها المتوفى بعد سلسلة طويلة من المراجعات، وبحكم خبرتها المكتسبة، تعرف ان عليها الوصول الى الدائرة بواسطة المصعد مهما طال انتظاره، ولا بأس لو استخدمت السلالم في طريق عودتها، لأن ذلك يكلف جهداً أقل!.  وطالب المتقاعد جاسم خلف الياس، المسؤولين في نينوى الى الاهتمام بشريحة المتقاعدين، لأنها سنوات قليلة فقط، وسيتوجب عليهم مراجعة ذات الدائرة، ثم قال مبتسماً : " أفعلوا شيئاً لأنفسكم في الأقل".  طلبات ومقترحات عديدة نقلتها تقاعد نينوى الى الجهات المعنية، سواء مجلس المحافظة او محافظة نينوى ذاتها، ومبنيا كليهما لا يبعدان سوى أمتار قليلة عن عمارة التامين الوطنية كما تعرف في الموصل، والتي علقت دائرة التقاعد في طابقها الرابع، لكن دون جدوى، حتى ان تصليح المصعد الكهربائي كان بتمويل من لجنة اسناد ام الربيعين بحسب مصدر في الدائرة. ولفت المصدر الى ان المتقاعدين وحتى بعد إصلاح المصعد، كان عليهم مواجهة مشكلة جديدة هي الكهرباء، لكن كهرباء نينوى انقذت الموقف وتزود الدائرة بالتيار الكهربائي خلال ساعات الدوام الرسمي، بانتظار تحرك مشابه من أصحاب القرار في نينوى او وزارة المالية لتخصيص مقر للدائرة لا يضطر فيها المتقاعدون تسلق سلالم أو انتظار مصعد.