وجدت دراسة جديدة أن الغذاء الصحي الغني بالفاكهة والخضار يمكن أن يضعف بشكل ملحوظ التأثير الجيني المرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب . وذكر موقع “هلث داي نيوز” الأمريكي أن الدراسة الدولية التي قادها باحثون في جامعتي “ماكماستر وماكغيل” في كندا، وجدت من خلال النظر في الرابط بين المتغيّر الجيني 219 وغذاء أكثر من 27 ألف شخص من 5 إثنيات مختلفة،
 أن الغذاء الصحي يخفض الخطر الجيني المتعلق بأمراض القلب، اشتملت الدراسة على أشخاص عرب وصينيين وأوروبيين وأمريكيين لاتينيين وجنوب آسيويين . وتبيّن أن خطر الإصابة بأزمات القلب عند من لديهم المتغيّر الجيني 219، ويتناولون غذاء صحياً غنياً بالخضار والفاكهة كان مشابهاً لمن ليس لديهم المتغيّر الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة صونيا اناند “رأينا أن الخطر المرتفع المرتبط بالجينات يمكن تخفيفه من خلال استهلاك غذاء غني بالفاكهة والخضار“.وأضافت: أن نتائج الدراسة تدعم التوصيات باستهلاك مزيد من الفاكهة والخضار كوسيلة لتعزيز الصحة الجيدة .وفي هذا السياق، وجد باحثون في جامعة هارفارد أجروا دراسة على 22 ألف يوناني، أن النظام الغذائي لسكان البحر الأبيض المتوسط، يبدو كأنه يمثل الوصفة الغذائية المثلى للصحة الدائمة . وأظهرت الدراسة أن أولئك الذين يعتمدون النظام الغذائي التقليدي الغني بزيت الزيتون والحبوب الطبيعية غير المعالجة، والفواكه، والخضراوات، يعيشون لأعمار أطول، مقارنة بالآخرين الذين لا يعتمدون هذا النظام الغذائي . وقال الدكتور ديمتروس تريكوبولوس، البروفيسور في الوقاية من السرطان والأمراض المعدية بكلية الصحة العامة في هارفارد، المشرف على الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة “نيو انجلاند جورنال اوف ميديسن”: إنه “كلما اقترب الإنسان من التقيد بهذا النظام الغذائي، تمكن من العيش لعمر أطول . ”وظل العلماء لعدة عقود يعتقدون أن النظام الغذائي الذي يعتمد على إمداد الجسم بنحو 40 في المئة من السعرات الحرارية من الدهون الصحية، ونصف السعرات من الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب والفواكه والخضراوات، إضافة إلى إجراء التمارين الرياضية اليومية، هو النظام الأفضل لتعزيز صحة الإنسان وتقليل الوفاة المبكرة . وقد رصد العلماء منذ ستينات القرن الماضي معدلات متدنية في أمراض الشريان التاجي في القلب البحر المتوسط . إلا أن الدراسة الموسعة الجديدة لرجال ونساء أصحاء أظهرت إمكانات ملموسة لتقليل مخاطر الوفيات بأمراض القلب والسرطان وكل الأمراض الأخرى، لدى اعتماد النظام الغذائي المتوسطي. وقال فرانك، الأستاذ المساعد في كلية هارفارد “عندما كنا نتحدث في الماضي عن نظام الغذاء المتوسطي، كنا نتحدث عن فوائده للقلب والأوعية الدموية، أما الآن فنتحدث عن إمكانات الوقاية من هذه الأمراض وأمراض السرطان . ”ونفذت الدراسة بالتعاون مع باحثين في جامعة أثينا، للبحث عن أدلة جديدة حول فوائد النظام الغذائي للبحر المتوسط . وبدأ الباحثون منذ عام 1994 باختيار متطوعين تراوحت أعمارهم ما بين 50 و 60، وطلبوا منهم تسجيل قوائم بما يتناولونه من الأطعمة، وعدد وجبات الطعام وتكرارها، وحجم الأطباق، وذلك بهدف التعرف على تأثير نظامهم الغذائي على صحتهم. وأظهرت الدراسة أن النظام الغذائي يؤثر فعلاً على الصحة . وقلت نسبة الوفيات بأمراض القلب بـ33 بالمئة، كما قلت نسبة التعرض للإصابة بالسرطان بـ24 بالمئة . وكان الباحثون قد تخلصوا مسبقا من أي متطوع شخصت لديه حالات مرضية . واعتمد الباحثون مقياساً لقياس مدى التقيد بالنظام الغذائي لحوض البحر الأبيض المتوسط . وسجلوا 119 وفاة من بين 275 حالة وفاة، لأولئك الذين حصلوا على أقل النقاط (من 0 إلى 3) في مدى تقيدهم بالنظام، بينما سجلت 95 وفاة لدى مجموعة حصلت على 4 إلى 5 نقاط، و 61 حالة أخرى لدى الأكثر تقيداً بالنظام (من 6 إلى 9) نقاط . ورغم أن الدراسة لم تستطع تحديد عنصر محدد من الأغذية يلعب دوراً معيناً في خفض الإصابة بأمراض القلب أو السرطان، فإن الباحثين أشاروا إلى أن أهمية توازن العناصر والأطعمة الصحية مثل زيت الزيتون، وكميات وافرة من الفواكه والخضراوات، إضافة إلى المكسرات مثل الجوز والفستق وغيرهما، والحبوب، والبقوليات. كما تشتمل وجبات البحر الأبيض المتوسط . وقالت انطونيا تريكوبولو الباحثة بكلية الطب بجامعة اثينا: إن الفضل في تعزيز الصحة لا يعود إلى عنصر معين من النظام الغذائي بل إن “الغذاء المتوسطي بمجموع عناصره، يبدو حامياً للصحة “.وأضافت: أن الفرد اليوناني يستهلك نحو نصف كيلوغرام من الخضراوات، أو أكثر مطبوخ يومياً . كما تقدم السلطة مع مختلف الأطباق . وقال كولين دويل مدير التغذية والنشاط البدني في جمعية السرطان الأمريكية: إن النظام الغذائي المتوسطي يفترض تناول تسع كميات منفصلة من الخضراوات يومياً، وهذا أكثر بكثير مما يتناوله الأمريكيون وهو كميتان إلى ثلاث كميات منها يومياً . وقال تريكوبولوس، الذي ما يزال متقيداً بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، وهو في الخامسة والستين من عمره، إن هذا النظام لم يولد ويتطور من مبادئ الحكمة بل من ظروف الفقر