TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :كـــــلاوات

سلاما ياعراق :كـــــلاوات

نشر في: 23 أكتوبر, 2011: 09:09 م

 هاشم العقابي من بين الاوائل الذين اهتموا بوضع قاموس للمفردات الشعبية كان المرحوم الباحث الشعبي والصحفي الساخر شمران الياسري (ابو كاطع). وبعد مرور اكثر من نصف قرن على جهود ابو كاطع الخفيفة الظل، تسللت مفردات شعبية كثيرة، جديدة وقديمة، الى عالم السياسة كنا نتنمى وجوده ليشبعها بحثا. وفي بداية التسعينيات، بدأ الكاتب شريف الربيعي بنشر سلسلة مقالات تناولت بعضا من تلك المفردات ذات الدلات السياسية التي كانت تستعمل لتسقيط الآخر.
 مثل "مشبوه" و "عميل" و"مزدوج". لكن الموت استعجل عليه فانتهت سلسلة مقالاته.بعض من تلك المفردات قل استعماله او اندثر في عراق اليوم مثل "قندهاري" و "كعيبر" و "كنتور" التي كنا نرددها كاغنية او أهزوجة على شاكلة "كنتور الما يدري بروحه". وولدت مفردات جديدة بسبب الحروب والحصار مثل "بوري" و "قفاصة" و "صكاكة" و"علاسه" و "حواسم". وهناك مفردات "مخضرمة" رددها العراقيون منذ زمن قديم وما زالوا يستعملونها الى اليوم. من بينها "كلاوات".وهذه شانها شأن غيرها من بعض المفردات نجدها تستعمل للحكم على الآخرين اجتماعيا وسياسيا وكذلك وثقافيا. يقولها لك احدهم ليقيم بها فردا او مجموعة او حزبا وتهز رأسك مقتنعا وكأنك فهمت المعنى. فحين تسأل عن نائب كيف صعد للبرلمان تجد من يجيبك: لانه "كلاوجي". ولا يتردد بعضهم لو سألته عن حزب سيقول لك "حزب كلاوات". واحيانا تسأل عن جمع من الفنانين أو  الشعراء فتجد من يقول لك انهم "كلاوجية". كوصفهم للشعراء الشعبيين، مع احترامي للمبدعين منهم، خاصة بعد مهرجانات الحروب في ايام صدام.وقبل ايام جمعتني جلسة بمجموعة من المثقفين ومررنا على اسم احد الكتاب الذي له مجموعة كبيرة من الكتب تفوق العشرة. تساءلنا فيما بيننا كم كتاب قرأنا منها؟ بعضنا قال انه قرأ منها واحدا، والاغلب لم يقرأ منها سطرا رغم انها قد اهديت له بخط الكاتب شخصيا. سالت عن السبب فاجابني كاتب من بيننا انها "كلاوات". ورد الآخر صح انه "كلاوجي".عجيب جدا ان نجد هذه المفردة تحتل موقعا في قاموس النقد الادبي والفكري. حتى انا لم اعترض على استعمالها. لكني اليوم حين استحضرها لم اجد فيها اي قيمة نقدية خاصة وانها صناعة عراقية صرفة لا وجود لمثلها عند غير العراقيين. بحثت عن معناها فلم اجد غير انها تشير الى المحتال أو النصّاب الذي يجيد فن الضحك على الذقون. قصدت ما عندي من موسوعات وقواميس شعبية فوجدت كلاما عنها عند الباحث عبود الشالجي في كتابه "موسوعة الكنايات العامة البغدادية" . ففي باب "كلاوات" يقول الشالجي انها كناية بغدادية عن التزاحم على الجاه والثروة، لان الكلاوات في العهد العثماني كانت لباس الرأس للضباط، وكان من نصيبهم في ذلك العهد الجاه والثراء.قال الكرخي:عبالي في الحقيقة عندهم نيّات    حسنة للمواطن طلعت كلاواتوالله كأنك بيننا اليوم يا ايها الكرخي الجميل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram