وديع غزوان لم يتسن لي والاستفادة منها . ونحن نتفق مع الوزير علي الأديب في الانعكاس السلبي للحروب والأزمات التي عاشها العراق على واقع هذا القطاع وتدهوره ، كما ان التعليم العالي ولأسباب خارجة عن إرادته ظل بعيداً عن حاجات المجتمع ، حيث ان مخرجات الجامعة في الغالب خارج نطاق الحاجة ما ادى الى بقاء افواج من الخريجين خارج نطاق الحاجة الفعلية . واذا كانت الحروب وما اعقبها قد استوعبت العدد الاكبر منهم من خلال التجنيد الاجباري ،
وان مرحلة التسعينات وحصارها قد ولد عزوفاً وتهرباً من التعيين ، فان الوضع قد انقلب بعد 2003 وصار الجميع يبحث عن الوظيفة في دوائر ومؤسسات الدولة التي اثقلت وترهلت وزاد عبؤها بموظفين جدد من الأقارب والأصدقاء ومن المستقلين سابقاً وتوسطوا للعودة كمفصولين سياسيين ومن الدوائر المنحلة وغيرها ، ما اضاف عبئاً مضافاً على الحكومة تتحمل جزءا منه كونها فشلت في استقطاب استثمارات حقيقية يمكن ان تمتص عدداً غير قليل من الخريجين . لا نريد ان نسترسل في موضوع الخريجين لئلا ننحرف عن جوهر ما نريده هنا و المتمثل بواقع التعليم العالي الذي اعترف الوزير بضعفه ووجود مشاكل فيه تحتاج الى جهود كبيرة ، تبدأ باعتقادنا بورقة عمل لاصلاح الواقع التعليمي ككل من المراحل الابتدائية وانتهاءً بالجامعات وهي مهمة خارج صلاحيات التعليم العالي كوزارة ، وقد تكون اقرب الى اللجنة االبرلمانية التي نتمنى ان تفكر بالموضوع جدياً وتشكل لجاناً متخصصة لهذا الغرض تسلط الضوء على واقع التربية والتعليم في العراق لترابطهما ببعض وسبل النهوض بهما . ونجدها فرصة مناسبة لتوجيه رجاء الى المسؤولين الكبار في البرلمان او الحكومة بالكف عن سرقة فرص غيرهم في التقديم للدراسات العليا فيكفيهم ما توفره درجاتهم من امتيازات وليتركوا شيئاً للآخرين ، اما بقية الموظفين من ذوي الدرجات الدنيا او المتوسطة فاعتقد ان من المنطقي ان يسعوا الى شهادة اعلى ولكن بشرط ان تكون ضمن الاختصاص الذي يمارسونه فعلاً وهو مبدأ معمول به في اغلب دول العالم ، بل تشجع عليه حتى الشركات الخاصة لتطوير مهارات العاملين لديها ، لذا لا أجد ضيراً من ان تكون الشهادة الجامعية للامتيازات المالية ما دامت في نفس الاختصاص. الملاحظة الأخرى ان ليس مهماً عدد الجامعات الكليات الحكومية والأهلية بل الأهم هو مقدار ما يمكن ان تضخه من معلومات وما تستطيع ان تقدم من كفاءات ، وإلا فما معنى أن يتخرج طالب في الآداب وهو غير قادر على تكوين أربع جمل مفيدة ، والأمر اخطر في الاختصاصات الطبية والهندسية . الملاحظات كثيرة بحجم المهمة الصعبة والمركبة لكنا نتمنى ان يتجاوز القائمون عليها مشاكل السياسة ومداخلاتها ، وان يتسع صدرهم لاي رأي ووجهة نظر حتى وان كانت قاسية وان نرى اعمالهم تسبق اقوالهم .
كردستانيات :التعليم العالي.. ملاحظات
نشر في: 24 أكتوبر, 2011: 06:10 م