TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > ابراهيم عرب .. عنترة القرن العشرين!

ابراهيم عرب .. عنترة القرن العشرين!

نشر في: 28 سبتمبر, 2009: 06:11 م

rnعبد الوهاب الشيخلي هذا الرجل الرابض وراء مائدة صغيرة وضعت عليها (صينية) انتشرت عليها نقود من فئة الاربعة فلوس والعشرة فلوس وحتى الفلس والفلسين.. والذي يتظاهر بالدعة والابتعاد عن مواطن الشر.. انه هو نفسه رجل الليل.. رجل الاسرار، الذي بز الرجال وبعث الرعب في قلوب اشجعهم هو نفسه الذي قلب القطار وترك اللوعة والاسى في قلوب عدد كبير من الارامل هو نفسه الذي جاب القفار وعبر الوديان ونزل جوف البحر فاخرج اللؤلؤ والمرجان هو نفسه الذي قتل ذئبا بابريق من الطين وشق فم الاسد الى شقين كبيرين.rn
rnوهل هناك في بغداد وضواحيها بل الوية العراق الاربعة عشر من يجهل اسم هذا الرجل؟rnكنت واحدا من الاف المعجبين بشجاعة هذا الرجل واقدامه وكنت اسمع عنه دون ان اراه فيزداد اعجابي به يوما بعد يوم حتى جاء يوم الثلاثاء من الاسبوع الاسبق فالتقيته وقد حف به جماعة من المؤمنين بشجاته وقدرته على تدمير جيش باكمله، كان ابراهيم عرب قد خرج لتوه من الدائرة المختصة بطبع الاصابع والظاهر انه كان قد انتهى من قتل اسد او عصابة باكملها من اللصوص والا فما معنى وجوده في تلك الدائرة وما معنى اخذ طبعات اصابعه؟rnلم اشأ ان اتدخل فيما لا يعنيني خوفا من ان يصيبني مالا يرضيني وما انا في غنى عنه تقدمت من الجماعة بخطى ثابتة وواجهت ابراهيم عرب وجها لوجه. فوقف واخذ ينظر الي متسائلا:rn*نعم.. امر.. خدمة؟rnقالها كأي بغدادي اصيل فتشجعت واغتنمت الفرصة.rn-انني من جريدة الشعب .. مجلة الاسبوع..rn*نعم؟..rnقال ذلك بشدة واخذ يعمل فكره ليتذكر شيئا ثم بادرني بقوله.rn*اني سأقيم الدعوى عليكم وعلى جريدة اخرى وسأطالبكم بتعويض مالي قدره خمسة الاف دينار.rnما ان انتهى من ذلك حتى شعرت بخيبة امل كبيرة وبدأت اوصالي ترتجف- ربما من البرد- ولكني حاولت التظاهر بعدم الفهم واللامبالاة.. واستطرد ابراهيم عرب قائلا: rn*من سمح لكم بالكتابة عني وعما اطلقتم عليه جملة- مغامرات ابراهيم عرب- ؟rnألم يكن من الانسب ان تأخذوا موافقتي؟rnقلت له وانا احاول ان اهدئ ثائرته واداعب غروره..rn-ان الكتابة عن شخصية معروفة لاتتطلب عادة الاتصال بتلك الشخصية لاخذ موافقة منها.rnوشعرت بالخطأ الكبير الذي اركتبته بتحويل المذكر الى مؤنث في آخر الجملة ولكنه تجاهل الموضوع وتظاهر بالاقتناع وقال.rn*وماذا تريد مني الان؟ rn-موعد..rn*اين ولماذا؟.rn-في اي مكان تشاء ومن اجل ان نكتب شيئا عن شخصيتكم المحبوبة.rn*انا مستعد..rnقال ذلك وابتسم فابتسم كل من كان معه ومد اليّ يده مصافحا وقال:rn-اتفقنا..rnفي عصر اليوم التالي اتجهنا انا والمصور حازمن باك نحو قهوة ابراهيم عرب في راغبة خاتون- وانتظرنا مجيئه ساعة من الزمن ثم هل علينا بطلعته البغدادية المهيبة وابتسامته المتألقة وبعد ان حيانا جلس الى مائدته الصغيرة واخرج من جيبه حفنة من (الخردة) نثرها في الصينية ثم بدأ يلقي الاوامر.. تعال فلان ارفع (الجادر) لك ليس ماراش الكاع زين؟rnوبينما كان يلف سيكارة عربية ليدخنها اقبل عليه احد الاصدقاء وجلس بالقرب منا.rnقال ابراهيم عرب موجها كلامه لذلك الصديق:rn*بالله عليك ماستحى من نفسه ماخجل؟rn*منو هذا؟ سأله الصديق وقد اصبح كله اذانا صاغية.rn*فد واحد كتب عني بالجريدة يكول ابراهيم عرب يدك دنبك وسينة كمانة وجمبارات، عبالك اني ضارب وياه خاشوكة لك مو اني حيد من سبعين ظهر وبن عشائر.. ابن ناس معروفين والله اكدر اشيله من بيتهم بالليل واخلي يبسطوه فد خمسين واحد وارجعه الى بيتهم بدون ما يحس.rnفقلت له متسائلا:rn-يعني ما يحس بالبسط؟rnفنظر الي نظرة ذات مغزى ثم اردف قائلا:rnهذا هم فرحان اللي دهدرنه الله على فلان وفستان.rnقلت له:rn*عمي ابراهيم، انت ماتعرف غير شغل القهوة؟rn-كل مصلحة اعرف.rn*ابوك هم جان يشتغل قهوجي؟rn-لا.. كان معماراrn*لويش تفضل جكاير العرب على الافرنجية وسيكاير العلب العراقية؟rn-لانها صحية.. التتن منقح والكاغد خفيف.rn*هو اكو تتن صحي؟rn-نعم اكو، هذا التتن اللي دتشوفه اجيبه على حسابي من راوندوز مابيه لا تراب ولادمار.rn*بس يكلون الجكاير تسوي سرطان؟rn-سرطان ليش يابه؟rnثم اردف قائلا:rn-خل تمنعه الحكومة لعد؟rnوهنا تدخل الصديق وايد ماذهبت اليه من ان الدخان يولد السرطان فقال ابراهيم عرب متعجبا:rn-ها.. rnثم سألته..rn*عمي ابراهيم.. انت هل دخلت المدرسة؟..rn-نعم، بزمن العثمانيين.rn*لعد ليش ماصرت فد مدير عام؟ موظف؟rn-لعد منو يصير كهوجي؟.. منو يصير بكال؟ كناس؟..rn*يعني دراستك بالمدرسة تعادل متوسطة؟..rn-نعم.. اعدادي عسكري يعني ثانوي.. وبعدين شردت وانتقل ابراهيم عرب الى حفلة المولود التي كان قد حضرها امس وقال:rn-الله ستر رادت تصير مشكلة واستطرد قائلا:rnكان المولود بزمن الاول غير شكل ثم قال:rn-مامعناه ان الناس او اهل المحلة بصورة خاصة كانوا يتسابقون في تقديم ما تجود به اكفهم وكان ا لهدوء يشكل اي بيت يقدم فيه مولود بحيث اذا ذبيت الابرة تسمع صوتها، اما الان فان بعض الناس يتسابقون في سرقة السيكاير.. rn*ترة اليوم هم اكون مولود قال ذلك صديقه فسأله ابراهيم عرب متلهفا..rn-وين؟rn*بشارع الضباط..rn-منو راح يقرأ؟rn*ابو السعدrn-اي والنعم.. والله اللي يجيب- وذكر اسم مقرئ معين- غلطان.rn*عمي ابراهيم يبين انت تحب المواليد؟.rn-اروح لكركوك من اجل المواليد.rn*يقال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram