الكتاب: نوافذ على الحرب تأليف: بيتر كورت زيغيرز ترجمة ابتسام عبد الله تم في العام 1997 العثور في معهد الفنون بشيكاغو على 26 مخطوطة متيبسة تكاد تتمزق باللمس، كانت قد حفظت في غرفة رطبة. كانت المخطوطات عبارة عن 157 ملصقاً (مطبوعة بالاستنسل) عن التحالف البريطاني والأمريكي والاتحاد السوفيتي، عليها رسومات مؤثرة ترافقها قصائد وشعارات لعدد من أفضل شعراء تلك المرحلة الزمنية. وكانت تلك الملصقات ذكرى مرحلة التعاون بين الحلفاء التي طيّها النسيان في خلال الحرب الباردة.
ففي 22 من حزيران 1941، وهو اليوم الذي هاجمت فيه ألمانيا الاتحاد السوفيتي، قدم عدد من فناني (اتحاد الفنانين) خدماتهم لعمل ملصقات للشوارع السوفيتية، غايتها إعلام الناس وإسعادهم. وقد تمت الموافقة على مقترحاتهم بسرعة، وتم ضمهم تحت جناح وكالة تاس للأنباء، حيث أنتج (92) من الرسامين والشعراء والكتاب والمصممين 1.240 رسماً. وكان من المفروض أن تلصق تلك الرسومات على نوافذ المحال التجارية الفارغة وأطلق عليها اسم "نوافذ تاس". كما أنها ألصقت على جدران المدارس والمعامل والمسارح. وتم طبع كل تصميم150 مرة يدوياً. ونظرا للافتقار إلى الأجهزة المناسبة، استخدم (الاستينسل)، حيث تبقى الألوان على السطح بدلا من امتصاص الورق لها في حالة الطبع. وقد شارك في هذه العملية أفضل الشعراء الروس ومن بينهم مارشاك. إن الملصقات التي تم العثور عليها في شيكاغو كانت مجموعة مختارة جمعت للاستخدام العالمي لها، وهدفها تشجيع الولايات المتحدة وبريطانيا لفتح جبهة غربية والتي تمت أخيرا مع الهجوم على نورماندي عام 1944. وتضم المجموعة التي طبعت أخيرا، 80 ملصقا تم العثور عليها في شيكاغو مع 75 آخر، كانت قد وزعت في الاتحاد السوفيتي. وهي بمجموعها تعيد إلى الأذهان الرعب الذي تثيره الحرب دائما، وكما حصل في الاتحاد السوفيتي، حيث قتل 27 مليون شخص في خلال الحرب العالمية الثانية، وتصور الملصقات الحياة اليومية في خلال الحرب، الأعمال البطولية، قيام النساء بحفر الأنفاق. وهناك ملصقات ترشد الناس إلى التقليل من استخدام الكهرباء وجمع القطع المعدنية القديمة من اجل صنع الدبابات. وفي ختام الكتاب، نجد تحية لكل أولئك الشعراء والفنانين الذين ساهموا في ذلك العمل. عن النيويورك تايمز
نوافذ على الحرب العالمية الثانية
نشر في: 24 أكتوبر, 2011: 07:31 م