كربلاء /علي العلاويتؤكد المرأة العجوز أم حسين من أنها قدمت كثيرا على قرعة الحج ولم يظهر اسمها ولم تحصل على فرصة استثنائية لكي تذهب إلى بيت الله الحرام وتقول ( أريد احج بيت الله قبل ما موت)..تتحدث بحرقة وهي تسمع ابنها يقول أن أعضاء مجلس النواب الذين ذهبوا إلى الحج لن ينفعوا العراق والدليل أن جميع النواب سواء بهذه الدورة أو تلك ذهبوا الى الحج ومسحوا أيديهم بالحجر الأسود وارتجفت قلوبهم وهم يطوفون حول الكعبة وركضوا بين الصفا والمروة ورموا الحجرات ضد الشيطان
واحرموا ونحروا وكانوا صغارا أمام الله لكنهم حين عادوا تكبروا ونسوا الله والشعب ولجئوا إلى مصالحهم ومصالح أحزابهم.حوار تسمعه في كل مكان ولا حديث آخر يغطي عليه حتى حديث مقتل القذافي الذي عدوه فرحة لليبيين وغصة لهم لان العرب ومنهم الليبيون لم يفرحوا لسقوط النظام السابق وعدوه بطلا قوميا. الأحاديث تتشعب لكنها تتشابه وجميعها غير راضية عن ذهاب نواب البرلمان العراقي إلى الحج وقائلوها يعتقدون إن الأفضل هو العمل ويقول المواطن سلام خالد إن سفر النواب إلى الحج كما اعتقد غير مبرر وغير شرعي رغم إني لست برجل دين ولكن الموضوع إن اختلفنا عليه نعيده إلى العقل كما يقال فالحج يحتاج إلى توكل والى مال واستعداد وتنافس في الحصول على فرص والنواب جاءتهم الفرصة من هيئة الحج لكونهم نوابا ولو كانوا مواطنين عاديين لما حصلوا على هذه الفرصة ..ويضيف إن هذا أولا وثانيا إن العراق يمر بمرحلة حرجة وهناك صراعات كبيرة وواسعة ومشاكل تعصف بالعملية السياسية وكذلك التشريعات وكان عليهم بدلا من الذهاب إلى الحج العمل في مجلس النواب لإصدار التشريعات والقوانين التي تريح الشعب.فيما قال المواطن ستار هادي لماذا هذه العطل التشريعية كم يسمونها لمجلس النواب.؟ وأوضح إن الأعضاء هم موظفون لأنهم يتقاضون رواتب من الدولة وهي الأعلى وهذا يفرض عليهم الالتزام بالدوام كما يلتزم به الموظف الذي تستمر خدمته لثلاثين عاما حتى يحال على التقاعد في حين نجد عضو البرلمان الذي يقول انه منتخب ونحن من انتخبناه هو الذي يحدد دوامه من عدمه بمعنى انه لا يسجل غائبا في سجلات الحضور ولا يبصم في أجهزة البصمة الحديثة كونها تسبب السرطان ولا احد يحاسبه وهو يتقاضى راتبه لذلك فان الحج يعني الالتزام وأمام هذه الصورة هل النائب ملتزم لكي يذهب إلى الحج؟هذه أسئلة تثار في الشارع ولا احد يحدد الأسباب لماذا هذا الموقف من أعضاء مجلس النواب ولماذا هذه القطيعة والمحاسبة وهم يعلمون إن العمل في المجلس يختلف عن العمل في الوزارات فإذا ما غاب الوزير تقول الموظفة زينب خليل فان أعضاء مجلس النواب يحاسبونه ولكن إذا غاب النائب فان كتلته تدافع عنه..وتشير إلى إن لا خلاف على أحقية الأعضاء بالذهاب إلى الحج ولكن إذا كان ذلك مستطاعا وله السبيل الواضح فهل الوقت ملائم للذهاب إلى الحج بالنسبة إلى الأعضاء؟ اعتقد إن الجواب كلا لان الاستطاعة لا تعني المال والنية فقط بل تعني الالتزام بالعمل لذلك فان أيا منا إذا ذهب إلى الحج يذهب إلى الآخرين يطلب منهم براءة الذمة والسماح إذا ما قصر في واجب أو عمل أو تفوه بكلمة غير طيبة..وتتساءل خليل ..هل هذا الأمر ينطبق على النواب الذين قصروا في واجباتهم اتجاه الشعب وما زالوا وهم في الحج يتهمون بعضهم بعضا؟احد الصحفيين كتب ذات مرة وقال نحن لا نريد أعضاء ومسؤولين يذهبون إلى الحج لزيادة الإيمان والبحث عن فرصة لخدمة الشعب والتوبة ويعودون أكثر كفرا..ربما كانت جملة قاسية ولكنها تقال الآن في الشارع أن لا فائدة من الحج لأي مسؤول لأنهم كما يقولون منذ تسع سنوات لم يبق مسؤول لم يذهب إلى الحج وهو يضيف إن ليس أعضاء مجلس النواب من يذهبون إلى الحج بهذه الطريقة التي لا تعتمد على القرعة بل حتى مسؤولو المحافظات ومدراء الدوائر ويقولون إن الفساد باق بل هو في زيادة.ويؤكد المهندس حيدر الحسناوي إنه في كل عام يذهب المئات من المسؤولين الى الحج بينهم عدد كبير من أعضاء مجلس النواب ولكن المشكلة هي زيادة حجم الفساد وتجد إن المسؤولين الذين أصبح الآخرون ينادونهم بـ(حاج) هم مسؤولون عن دوائر فيها فساد وعن ملفات لم يفتحوا أفواههم لكي يؤشروا على المفسدين إذا قلنا أنهم نزيهون ولكن يفترض بالحاج أن يكون مؤمنا ومتمسكا برحمة الله وألا يخاف إلا من الله الذي ذهب إليه لبيته ولكنه تراه ضعيفا خائفا ينفذ ما يقال له من جهاته كونه يخاف على كرسيه.إلا إن احد أعضاء مجلس النواب استغرب من هذه الحملة على النواب لأنه كما قال حق طبيعي ولم يأت في وقت العمل كما يقول المواطنون بل في وقت العطلة التشريعية التي تستمر حتى بعد عيد الأضحى.
كربلائيون ينتقدون ذهاب النواب إلى الحج

نشر في: 24 أكتوبر, 2011: 09:09 م