إياد الصالحيتؤكد التجربة التحضيرية التي خاضها المدرب حكيم شاكر مع المنتخب الشبابي استعدادا للتصفيات الآسيوية المؤمل أن يستهل رحلته فيها بمواجهة الفريق المضيف (بنغلاديش) عصر غد الخميس انه استفاد كثيراً من أخطاء الأمس القريب وبات أكثر تمرساً لاختيار طرق الاعداد السليم لهكذا تصفيات ترنو جميع الفرق المتبارية فيها لانتزاع بطاقة التأهل الى النهائيات.
لقد كان حكيم شاكر واثقاً منذ البداية ان عمله لن يكون سهلا أبداً في ظل حالة التيه التي سادت أجواء اتحاد الكرة منذ نحو عام، لكنه لم يستسلم، وكان يتحرك بهدوء خارج اطار الحالة تلك، مستنداً في خطواته الى تجارب مريرة دفع ثمنها بسبب اتكاله على الآخرين، إلا انه أصاب كثيرا هذه المرة وعمل على رفع وتائر التجهيز لمنتخبنا الشبابي وفق ستراتيجية مدروسة تخطت مراحلها بنجاح ما بين مباريات ودية وبطولة رسمية ووحدات تدريبية مفيدة عوّض من خلالها ما واجهه من نقص فني على صعيد قلة الاحتكاك مع الفرق الخارجية. لعل مهمة مدرب الشباب تعد الأصعب بين بقية المنتخبات الوطنية من وجهة نظري لأن الهدف منها رسم مستقبل اللعبة عبر دفع أكثر من لاعب متميز يأخذ طريقه نحو المنتخبين الاولمبي والوطني، وهي مهمة قلما نجح فيها مدرب عراقي باستثناء الكبيرين أنور جسام وعدنان حمد عندما اصطحبا تلاميذهما الى مونديال 1989 في السعودية و2001 في الارجنتين على التوالي، بعد أن وجد غيرهما تلك المهمة بمثابة ورطة أسقطتهم في قاع الفشل الذريع ليعلنوا براءتهم من تدريب الشباب مرة ثانية!ان التصفيات الحالية الجارية في دكا التي يراهن عليها حكيم شاكر لتأكيد أحقية الكرة العراقية ليس لبلوغ النهائيات فحسب، بل امتطاء صهوة فارس القارة الأكبر في العالم، لا تشكل لديه عائقاً أو توجساً بقدر تخوفه من غدر الصفارة المأجورة بالرغم من أن المحاضر الدولي علاء عبد القادر سبق أن أعلن عبر مجلة (حوار سبورت) في عددها الأخير ان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أطلق رصاصة ( اللا رحمة ) على الحكام المشبوهين في اشارة منه الى تنظيف القارة من بعض الحكام الذين يسهل شراء ذممهم أثناء إدارة مباريات الكبار إلا ان واقع البطولات السابقة يؤكد نفاذ (مافيا ) محسوبة على بعض الاتحادات القارية "الشرق آسيوية تحديداً " الى لجنة الحكام الآسيوية وتأثيرهم بالمال والهدايا المغرية على ابعاد هذا المنتخب أو ذاك في منافسات فئتي الشباب والناشئين.وبعيداً عن قلق شاكر المشروع، فان بنغلاديش وبعدها المالديف لن تعطلا رحلة الأسود في بداية امتحانهم الصعب ضمن المجموعة، فالأولى بالرغم من تطويعها عاملي الأرض والجمهور لصالحها تبقى صيداً سهلاً للاعبينا وكذا الحال مع الثانية، وهي فرصة لشاكر لمنح العناصر البارزة الوقت الكافي من الراحة استعداداً للمواجهة النارية مع الأشقاء السعوديين والعُمانيين الصغار اللذين يعدان من أبطال القارة لهذه الفئة، ولا ننسى توفر فرصة ثمينة أخرى لشاكر بمشاهدة هذين المنتخبين قبل مواجهتهما الاسبوع المقبل، إذ ان انسحاب النيبال جاء لمصلحة منتخبنا للوقوف ملياً لمراقبة منافسيهما مسبقاً وتدقيق مراكز القوة والضعف في صفوفهما ووضع الخطة اللازمة التي تكفل له الفوز عليهما دون حسابات التعادل والخسارة لا سمح الله. ان الجمهور الرياضي يقف متطلعا لرؤية جيل جديد يدشن مرحلة مهمة من تأريخ اللعبة آن الأوان لأن يقدموا أنفسهم بالصورة المطلوبة التي تعزز ثقتنا جميعا لأنهم سبق أن استعرضوا امكانياتهم وخصائصهم الفنية في معسكري الدوحة وعمّان، وأشاعوا الأمل الكبير في نفوسنا أثناء عروضهم الباهرة في بطولة شباب العرب التي ضيفها المغرب تموز الماضي، ما يضاعف مسؤوليتهم في احراز التقدم ومواصلة النجاح القاري.بلا شك..شبابنا قادرون على الوصول الى القمة طالما كانت ارادة الملاك الفني قد بلغت أوج التحدي حفاظاً على شرف المسؤولية المناطة بهم وتهيباً لأمانة العراق التي لن تضيع بعون الله.
مصارحة حرة : العراق أمانة يا شباب
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 25 أكتوبر, 2011: 06:33 م