□ عن: فورن بوليسي ان انسحاب القوات الأميركية يهدد بنشوب قتال خطير مع إيران وداخل الجيش العراقي. فقد أعلن الرئيس أوباما الأسبوع الماضي قائلا "سيغادر آخر الجنود الأميركان العراق ورؤوسهم مرفوعة وهم يفتخرون بنجاحهم ويعلمون أن الشعب الأميركي يقف موحدا في دعمه لقواته.
بهذا الشكل ستنتهي الجهود العسكرية الأميركية في العراق". إلا أن مغادرة الأميركان تؤشر بداية القتال الذي يواجه الجيش العراقي، حيث يبقى الجيش العراقي منقسما من خلال الصراعات بين قواته الوطنية التقليدية بين الذين دخلوا إليه حديثا والمدعومين من إيران، وسيصاب هذا الجيش بالشلل بسبب الخلل الذي تتسم به سياسة بغداد وبسبب انسحاب الجيش الأميركي. إذا أراد العراق أن يتطور إلى بلد قوي وآمن، قادر على إدارة شؤونه فان ذلك يعتمد على قدرة جيشه على التغلب على تلك المعوقات. إن جنوب العراق مدعوم من إيران، كما أن مقرات الجيش العراقي في الجنوب تعمل بشكل مستقل عن الدعم الأميركي او البريطاني منذ تقليص القوات الأجنبية هناك عام 2009، مما يبين بوضوح مستقبل الجيش العراقي بعد مغادرة الأميركان. ان اعلان اوباما قد يشكل دلالة لدى الكثير من الأميركان، لكن بالنسبة للقادة الأمنيين في العراق فأنهم يعتبرون أن الولايات المتحدة قد جالت وصالت طويلا في اغلب مدن العراق. لقد تغيرت الأمور منذ تصديق الاتفاقية الأمنية بين الطرفين من قبل الحكومة العراقية في 16 تشرين الثاني 2008، ومنذ ذلك التاريخ صار من الصعب على القوات الأميركية والعراقية على حد سواء اعتقال أو مقاضاة المشتبهين العراقيين لأن مذكرات الاعتقال العراقية هي التي تسري قانونيا. وبالرغم من ان عدد القوات الأميركية قد تقلص تدريجيا، فان وجودها في القواعد لا يعني الكثير بالنسبة للعراقيين بسبب تحييد تأثيرها على الوضع الأمني قانونيا وسياسيا. تقليص الوجود الأميركي قد ترك قادة الجيش العراقي ضعفاء أمام الهجمات السياسية، فتصريحات الضباط العراقيين ترسم صورة لحرب الظل التي ستجري داخل القطاع الأمني العراقي عند مغادرة الأميركان. فالكثير من منتسبي القوات الأمنية هم من قوات بدر وهناك أيضا مؤيدون للتيار الصدري أو من المنشقين عنه. هذه المجاميع تعارض التأثير الأميركي على الحكومة العراقية وعلى القطاع الأمني، وتدعم الدور الديني في حكومة مشابهة لحكومة إيران. في الجانب الآخر، هناك طبقة الوطنيين التقليديين الذين مازالوا يشكلون نسبة كبيرة من قيادة الجيش العراقي في الجنوب. فالكثير من كبار ضباط الجيش اليوم سبق أن شاركوا في الحرب الإيرانية-العراقية عندما كانوا برتب صغيرة. وهم مستهدفون بسبب خدمتهم في جيش صدام. قبل انتخابات آذار 2010، أوردت هيئة اجتثاث البعث أكثر من 70 ضابطا كبيرا على أنهم من البعثيين. هؤلاء الضباط مستاؤون جدا من وجود ضباط (الدمج) وهم الذين تم تعيينهم سياسيا من قبل الأحزاب الإسلامية، ومنحهم رتبا عسكرية دون أن يتخرجوا من أية كلية عسكرية. و بسبب مشكلة الأمن العملياتي التي يسببها هؤلاء الضباط الجدد فقد اتحد الضباط القدامى وشكلوا مجموعات قيادة من المقاتلين القدامى من اجل تهميش ضباط الدمج و تكليفهم بواجبات اقل أهمية وتشجيعهم على التمتع بإجازات طويلة الأمد. ■ ترجمة المدى
مغادرة الاميركان بداية لقتال الجيش العراقي

نشر في: 25 أكتوبر, 2011: 07:04 م









