TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت الضغط العالي: التنحي فـي فكر المحافظ

تحت الضغط العالي: التنحي فـي فكر المحافظ

نشر في: 25 أكتوبر, 2011: 07:06 م

 قيس قاسم العجرشمحافظ بغداد السيد صلاح عبد الرزاق يطلب من رئيس الجمهورية التنحي إذا لم يكن قادراً على مصادقة تنفيذ أحكام الإعدام بحق المدانين بجرائم الإرهاب.الموضوع بمجمله، التصريح والمناسبة، لا يعدو أن يكون مساحة إعلامية إعلانية للحديث في غير الاختصاص أو الهدف التشريعي الذي وضع من أجله منصب محافظ لبغداد وحكومتها المحلية.لكن الجيد في الأمر إن عبد الرزاق يعيدنا إلى الذاكرة بإمكانية التنحي والانزياح عن المنصب في حال التلكؤ، على النقيض من قانون الالتصاق الفيزيائي الذي هطل علينا في عاصفة المحاصصة.
التنحي أمر محمود بقياسات الأداء الحكومي إلا أنه لم ينفذ أو إن العراقيين لم يفرحوا بعد فرحة بهذا الحجم، أن يتنحى مسؤول تحت ضغط التقصير، إنها فرحة وترف لم يتذوقها العراقيون بعد إلا في مناسبات نادرة.وبعيداً عن حق المحافظ في التعليق أو طلب التنحي أو الاختصاص وجدله، لكننا كنا ننتظر ملاحظات كهذه من السيد المحافظ تتعلق على الأقل بمسؤولي الدوائر الواقعة تحت إشرافه، كم تمنينا أن "يـُقال" من منصبه من لم يؤدِ عهده بكرسيه وكم تمنيت شخصياً من السيد صلاح عبد الرزاق أن يسعى لإقالة مسؤولين كبار جداً في حجم الفساد الذي نثروه وتسببوا به لكنهم صغار حقيقيون في نظر الناس. أنا أظن أن السيد المحافظ قادر جداً على لعب هذا الدور بالرغم من أن هناك من سيقول لها أنه ليس من اختصاصه.الدكتور صلاح يمكن له أن يدخل في هكذا منازلات، نحن كإعلاميين نعرف بقدرته، إذا ما تغاضى عن أي تأثير سياسي أو حزبي قد يتعرض له وهو أمر متوقع جداً وإذا ما وضع نصب عينه أنه شخص منتخب يحمل قوة الشارع البغدادي معه بصورة ديمقراطية كي يقدم لهم الخدمات.في تلك الحال سنحارب معه أيضاً كإعلاميين كل من يقول إن البحث عن المفسدين ونشر غسيلهم القذر ليس من اختصاص محافظ بغداد.في تلك اللحظة التي لم تأت سيكون الأمر من اختصاصنا جميعا، وسنواجه معه كل من يسعى إلى خلط الأوراق أو كل من سيبحث في ملفات تعمية على طريقة الهجمة المقابلة التي يجيدها تحالف الإرهاب والفساد.مطالبة الآخرين بالتنحي أمر لا يصنع بالنهاية نجماً في عيون الناس، اليوم ثمة منفذ واحد فقط لحيازة احترام الناس ومحبتهم، هذا المنفذ محصور فقط في حجم الخدمات التي يقدمها المسؤول للمواطن.والخدمات اليوم تحتبس بسبب واحد فقط وهو الفساد.لا يوجد غير الفساد ما يمنع أن تكون بغداد مدينة كمدن الله التي زار السيد المحافظ كثيراً منها.لا يوجد غير المفسدين من يقتل المستقبل قبل أن يولد سواء في بغداد أو غيرها. لا يوجد غير الفساد ما يمنع أن نرى نهاية للإرهاب، لأنه من الفساد والفساد منه.السيد صلاح عبد الرزاق يعرف هذا، لو قال هذا، فقط لو قال هذا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram