rnمحمد مزيد جرت أمس في ألمانيا الانتخابات التشريعية، لاختيار الحكومة والمستشار الذي سيحكم البلاد لاربع سنوات مقبلة، حيث تطمح انجيلا ميركل رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي إلى إعادة انتخابها في دورة جديدة، فيما ينافسها فرانك والتر شتاينماير عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي والذي سبق لحزب ميركل التحالف معه في حكم البلاد.rn
rnمؤشرات المحللين تتجه الى ترشيح ميركل للفوز برئاسة حزبها في هذه الدورة الانتخابية الجديدة، حيث وصفت تعليقات المراقبين هذه السيدة بأنها أقوى امرأة في العالم، بسبب تمكن حزبها وحكومتها من مواجهة الازمة الاقتصادية العالمية والتي عصفت بألمانيا ايضا عبر وضع خطط اثارت الإعجاب.rnيجري أسلوب الانتخاب، في ألمانيا على طريقتين، الأولى تتم من خلال اعلان ترشيح الاسماء التي ستتبوأ كراسي مجلس النواب وعلى الملأ، ليس في قائمة مغلقة لاتعرف من سيكون فيها، والثانية تتم من خلال ترشيح اسم الحزب الفائز، وهو المعول له، حيث تشتد فيها المنافسة، فيما يطمح حاليا حزب ميركل الى تشكيل حكومته من دون اللجوء الى تحالفات اخرى.rnكما هو معروف ان ألمانيا سبق ان لعقت جراحات الحرب العالمية الثانية بعد اكتساحها أوروبا على يد هتلر وما سبب لها ذلك من تقسيم الى شرقية وأخرى غربية، لكن ألمانيا (الغربية) تمكنت منذ نهاية تلك الحرب من الوقوف على قدمين حديديتين على ارضية مشروع مارشال الذي انقذها من الانهيار، واستطاع هذا الشطر من اعادة صياغة نفسه لتكون المانيا الغربية قوة اقتصادية عملاقة، فيما بعد، قبل الاندماج التاريخي بشطرها الشرقي .rnالتأريخ المعاصر يحدثنا عن تلك اللحظة العظيمة التي سقط فيها جدار برلين الذي قسم شطريها ويخبرنا ايضا ان دولا كانت تعارض هذا الاندماج، مثل فرنسا، خوفا من العملاق الالماني الاقتصادي.rnلابد من الاشارة الى ان تجربة انقاذ المانيا بمشروع مارشال قد دخلت في الدرس الاكاديمي في معظم جامعات العالم، وقرأت هذه التجربة من وجوه عدة، اهمها ان العالم لم يفقد الأمل في مساعدة بلد انهكته الحروب وأخذت منه الملايين من شبابه واستنزفت خيراته، بالرغم من ان المانيا كانت هي المعتدية على العالم. rnما يهمنا من التجربة الألمانية، ونحن نقبل على انتخابات تشريعية مهمة في العراق، كيفية الاستفادة من شفافية التنافس بين الاطراف المختلفة، وهو تنافس محموم حتما سيؤدي الى فوز مستحق.rnالالمان ينتخبون بقوائم مفتوحة وليست مغلقة، كما حصل في انتخاباتنا الماضية، التي كشفت عن كفاءات متواضعة لبعض النواب، واعتقد ان هذا هو الدرس الذي يجب ان نتعلمه. rn
ألمانيا والقوائم المفتوحة في الانتخابات
نشر في: 28 سبتمبر, 2009: 06:29 م