علاء حسن في أحياء محافظة الانبار ومدينة الفلوجة على وجه التحديد ، باشرت شركة تركية اعمالها بالتنظيف بموجب عقد مع وزارة البلديات لرفع القمامة والنفايات ، ودعا مدير الشركة المواطنين لمساعدة شركته بوضع الزبالة في الاماكن المخصصة لها، لغرض ان تؤدي الشركة مهمتها التاريخية على اكمل وجه ،لان الاجهزة البلدية اصبحت وكما يبدو عاجزة عن انجاز مثل هذا العمل فاستعانت بالخبرة الاجنبية لازالة النفايات من العاصمة بغداد والمدن العراقية الاخرى .
شوارع بغداد تشهد في صباح كل يوم آلاف الأشخاص وبأعمار مختلفة يبحثون عما يصلح للبيع ، وهؤلاء الذين يرددون عبارة "عتيك للبيع" غالبا ما يلجؤون للنفايات للبحث عن أشياء معينة تدخل ضمن بحثهم عن اشياء تدخل في مهنتهم ، وعلى هؤلاء تقع لعنة مسؤولي البلدية ومتعهدي التنظيف ، لانهم يعبثون بالنفايات ويعيدون بعثرتها قبل وصول السيارة المخصصة لنقلها ، ومنذ زمن طويل لم يشاهد اهالي العاصمة وصول تلك المركبة. يقال ان اليابانيين اعتادوا التعبير عن حزنهم بجمع النفايات في الاماكن المتواجدين فيها ، واثناء حضور مباراة فريقهم لكرة القدم وخسارته امام الخصم وحرمانه من التأهل لبطولة دولية ، قام الجمهور الياباني بجمع النفايات في الملعب وتجميعها في مكان مخصص فقدم لعمال النظافة خدمة قلما تحصل في مكان اخر .وفي مقال نشرته صحيفة الشرق الاوسط اللندنية لاحد كتابها المصريين ، اشار فيه الى العلاقة بين النظافة والديمقراطية ، واستعرض البلدان النظيفة في العالم وتوصل الى ان مظاهر الديمقراطية في البلدان غير العربية، تتمثل وتتجسد بنظافة احيائها وشوارعها وحرص سكانها على وضع النفايات في اماكن مخصصة لهذا الغرض ، ولا وجود لاصوات تنطلق في الصباح تبحث عن "العتيك للبيع " فارتفاع الاصوات في تلك البلدان يعد عاملا في تلوث البيئة والقانون يقف ضدها بالمرصاد . مع التمنيات بالموفقية للشركة التركية في ان تنجز عملها وتجعل مدننا نظيفة ، تنسجم مع التحولات الديمقراطية في البلاد ، يجب ان تتوفر لها سبل النجاح بمساعدة المواطنين والجهات الرسمية ، وصرف مبالغ عقودها بالمواعيد المثبتة بالعقد ، لان المسألة اصبحت ذات طابع سياسي ، عندما اصبح الطريق لتحقيق الديمقراطية وتوطيدها يتم عبر النظافة وازلة اطنان الزبالة والنفايات من شوارع بغداد بوصفها العاصمة ومقر الحكومة والمؤسسات الدستورية الاخرى .المشكلة الاخرى التي تعترض تحقيق النظافة وجود الالاف من اصحاب "العتيك للبيع " المتهمين ببعثرة اطنان النفايات ومن الاجدر بهؤلاء ان يبحثوا عن "عتيكهم" في مجالات واوساط اخرى.في حال اثبات التهمة ضدهم ، واصدار قرارات تمنعهم من البحث عن بضاعتهم ، وحذار من المخاطرة وممارسة عملهم في الساحة السياسية ، لانها لاتضم الا الجديد والشخصيات التي احتلت المشهد بعد سقوط النظام السابق مازالت ناصعة ولامعة والعتيك بينهم مفقود ، وعلى قاعدة الجديد يصبح قديما بعد مرور الوقت ، حينذاك يمكن ان يكون صالحا للبيع لينتهي به المطاف في مجمعات الخردة .
نص ردن :عتيك للبيع
نشر في: 25 أكتوبر, 2011: 07:19 م