بغداد/ المدى تجسد صورة المرأة وهي خلف مقود السيارة مفهوماً يجمع ما بين الحرية والاعتماد على النفس، رغم أن هذا المفهوم لا ينسجم مع نظرة بعض شرائح المجتمع العراقي.. شرائح أبت أن تتجاهل مسايرة فكرة قيادة المرأة للسيارة. وحتى الآن لا يزال الصراع الذاتي للرجل قائماً في الخفاء لأية امرأة تجلس خلف مقود السيارة، أيا كان مستواها العملي والاجتماعي.
وتفضل الكثير من النساء النزوح عن فكرة قيادة السيارة، تلافياً لتلك النظرة، التي حتماً أسبابها غير مقنعة لو قيست مع الحاضر.. تقول المواطنة إيمان غيدان وهي في العقد الرابع من عمرها: بأنها تتمنى قيادة سيارة، وتشعر بأنها من ضروريات الحياة اليومية، وخاصة إذا ألقي على المرأة الكثير من الأعباء المنزلية، كالتسوق، واصطحاب أبنائها من وإلى المدرسة، فضلاً عن أن المرأة التي تقود سيارة تكون متميزة بقوة الشخصية والجرأة، مشيرة إلى أن زوجها يرفض فكرة قيادتها للسيارة بدلاً منه متحججاً بالأوضاع الراهنة في البلاد والتي على حد قوله – غير مستقرة أمنياً – لذا فهي تحاول إقناع نفسها بان نصيحة زوجها مقنعة ولو إلى حد ما.ومما لا يختلف عليه أي فرد في مجتمعنا، أن الكثير من الرجال لا يفضلون أن تقود زوجاتهم أو شقيقاتهم أو من هن قريبات إليهم السيارة، حيث يعتبر المواطن أحمد علي أننا نعيش في مجتمع لا تزال تهيمن عليه الأفكار العشائرية، تلك التي تنظر للمرأة على أنها تابعة للرجل ولا تجوز لها مخالفته في ما يقرر أو يريد.هذه الأفكار على ما يبدو لم تتغير عما كانت عليه في السابق، الأمر الذي يؤكد أن المجتمع ما زال مجتمعا ذكوريا، ولا يقوم إلا بالرجل، على الرغم من أن الكثير من الرجال لا يفكرون بهذا المنطق، ويؤكدون أن رفضهم لقيادة المرأة السيارة وراءه أسباب عديدة منها بحسب رأي الشاب وميض رضا وهو في العقد الثالث من عمره، هو أن ثقة بعض الرجال بالمرأة تقف على هامش واحد، وأن تجاوزت هذه المرأة هذا الهامش، فأنها تتجاوز بذلك الخطوط الحمراء، وبالتالي تفتح وراءها ويلات كثيرة، ولأن قيادة المرأة للسيارة شيء يمس حريتها، وربما كان لخروجها بمفردها يجعلها فريسة سهلة للغرباء، لذا يدرج هذا الأمر ضمن لائحة الخطوط الحمراء. وأفادت سعاد محمود بأن عدم قيادة السيارة للمرأة، لا يشكل أي خطوة مهمة في حياتها أو للحصول على حريتها، فهناك ملايين النساء يشعرن بحريتهن من دون حتى التفكير بقيادة السيارة.