اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شارع السعدون يباهي الدنيا بكهرمانة محمد غني حكمت

شارع السعدون يباهي الدنيا بكهرمانة محمد غني حكمت

نشر في: 26 أكتوبر, 2011: 05:45 م

(2-2) بغداد/ يوسف المحمداوي تصوير/ أدهم يوسفذكرنا في الحلقة السابقة عن حياة شارع السعدون، ما تبقى من الباص الانكليزي الأحمر في ساحة النصر. علما أن للعاصمة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي نحو (120) خطاً لمختلف أحياء بغداد، وأن قيمة التذكرة في حينها (15 فلسا)،
أما اليوم وفي ظل الموازنات الانفجارية لا يوجد غير خط واحد يربط باب المعظم مع الباب الشرقي، ولا ندري هل أن خطوط النقل أو المصلحة الحمراء مشمولة بقرار اجتثاث البعث وطبق عليها قانون المساءلة والعدالة، أم أن الموازنة لا تكفي لسد احتياجات السادة المسؤولين لذا امتنعوا عن استيراد تلك الحافلة.rnشارع الأطباء شارع السعدون كان في البداية يطلق عليه اسم (شارع الأطباء) لتواجد أشهر أطباء بغداد فيه وكذلك الصيدليات القديمة، يقول الصيدلاني احمد عادل الذي يدير صيدلية السعدون إن أقدم صيدليات الشارع هي صيدلية السهل وكذلك صيدلية عبد النور، وتليها بعد ذلك صيدلية السعدون التي افتتحها الدكتورة نهلة باقر صالح عام 1971، ومع تزايد عدد العيادات والصيدليات لكن بقي لكل عيادة وصيدلية زبائنها الخاصون من مختلف المحافظات. محال الساعات السويسريةواشتهر الشارع أيضا بمحال الساعات السويسرية وكان أشهرها حتى ثمانينيات القرن الماضي محل الحاج ناجي جواد الساعاتي فنجد عنده الماركات الشهيرة والمرتفعة الثمن، مثل الـ(اوميغا) والـ (سور) والـ (فلكا) وغيرها من الماركات المشهورة حينها، ثم جاءت بعده محال الكناني وبغداد والأنوار وغيرها من محال الساعات التي تضاءلت للأسف بعد أن اجتاحت الشارع المذاخر ومحال المستلزمات الطبية.يقول السيد حسن أبو هادي إن احد أسباب ارتفاع أسعار المحال في الشارع، هم أصحاب محال المستلزمات الطبية وكذلك محال بيع الخمور، التي تستوطن اغلب محال ساحة النصر.عمارات صفراءقامت أمانة بغداد من اجل إلباس بغداد زيا موحدا بصبغ الشارع باللون الأصفر الخفيف وشبابيك بناياته باللون الأخضر مما شوه العمارات والأبنية التي بنيت على طريقة الشناشيل البغدادية المعروفة ببروز شبابيكها الخشبية وهذا ما شوه الشارع بدلا من تجميله. وحتى جرار نصب كهرمانة صبغت باللون الأخضر الذي لا يتناسب مع الشكل الفني لهذا النصب، لكن ماذا نقول لأعداء الفن غير ما قاله مصطفى جمال الدين في حب بغداد الفاتنة بكل شي: بغداد ما اشتبكت عليك الأعصرُ إلا ذوت و وريق عمرك اخضرُ مرت بك الدنيا وصبحك مشمسٌ ودجت عليك ووجه ليلك مقمرُمكتبة الطريق يقول الكاتب علي عبد الأمير عجام في ذكرياته عن الشارع، كانت بداية الشارع مطاعم للاسترخاء الجسدي مثل مطعم (تاجران) ومطعمين صغيرين في شارع فرعي من شوارع البتاوين، أولهما كان يقدم الأكلات الفلسطينية وأبرزها؛ الفول والحمص القدسية واغلب رواده من طلبة الجامعة، أما الثاني كما يقول عجام فكان يقدم الكباب السوري ويؤمه أصحاب المحال التجارية وحرفيو المنطقة القادرون على دفع ثمن الوجبة التي تزيد على الدينار في أواخر سبعينيات القرن الماضي، ويضيف عجام الذي عمل أمين صندوق في مطعم (الرصافة) أو مطعم (ابن ضعيفة) في مناكفة لمطعم (ابن سمينه). كانت في بداية شارع السعدون (مكتبة الطريق) التي شعت أجواء الانفتاح السياسي في سبعينيات القرن الماضي، وكذلك محطة للشيوعيين وأصدقائهم المعروفين بينهم القراء وحب المعرفة، فيما تقابلها من الطرف الآخر مكتبة الصياد التي كان يعمل فيها الصحافي علي حيدر، وكانت مصدرا جيدا للثقافة الأدبية المعاصرة، ولكنها اختفت كشقيقتها مكتبة الطريق. "روزا" أول صالون نسائي وأنت تسير في الشارع باتجاه ساحة النصر التي لا يزال (معرض زهور الرافدين) شاخصاً فيها برغم عقود القحط التي عاشها، ستجد مقابل سينما أطلس مباشرة مطعم وفندق دجلة الخير الذي كان بجواره أقدم صالون نسائي وهو للشقيقة الصغرى للمطربة سليمة مراد والمحل يحمل اسمها روزا، والفندق كما يقول حجي هادي (صاحب محل ملابس) كان أصلا ملكا لرجل يهودي يدعى ناجي كان يبيع بداخله الخمور ووجد ميتا في ستينيات القرن الماضي، وقام الأهالي بدفنه. المارّ في الشارع يلاحظ حتما نظافته! وهو الشارع الذي سار فيه الملوك والرؤساء والشحاذون واللصوص والتجار، ثمة قنانٍ فارغة وأكياس من القاذورات، بقايا بناء اسمنت، رمال وكونكريت، المصيبة أن أمانة العاصمة سلمت العمل في الشارع وفي حي البتاوين إلى شركة تركية تستأجر معداتها كما قال لي احد أصحاب المحال من الشيخ عمر، فالشارع برمته أصبح عبارة عن حفريات وعملية إصلاحه التي بدأت قبل عام لم تنته إلى الآن ولا اعتقد حتى بعد الآن لأن مشاريع الدمار أجدى من الاعمار في ذهنية بعض المسؤولين للأسف.شارع السينمات شارع السعدون الذي كان ملاذا لأشهر صالات السينما في العراق وليس في بغداد وحسب، وأقدم صالات العرض السينمائي فيه هي سينما السندباد التي كانت تسمى في بدايتها (الاورفلي), وكانت مقابل جامع الاورفلي الموجود حاليا, وقد بنيت في ستينيات القرن الماضي ثم جاءت بعدها أطلس التي بنيت في منتصف الستينيات من قبل عائلتي البحراني والجادرجي كما يقول احد العاملين فيها ثم تلتهما سينما النصر وسميراميس وكذلك النجوم ثم بابل وآخرها كانت سينما السعدون الت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram