□ بغداد/ علي الكاتب دعا خبير اقتصادي إلى الاهتمام الأكبر بالتعليم وذلك لتأثيراته الأساسية في اقتصاديات التنمية والحياة على مستوى جميع الدول المتطورة منها والنامية وعلى طريق التطور والتنمية. وقال الدكتور سالم البياتي أستاذ الاقتصاد في جامعة بغداد إن العلاقة بين الاقتصاد والتعليم قديمة جدا قدم الحياة ذاتها، حيث كانت طبيعة العلاقة بينهما ثنائية وليست أحادية الجانب،
 خاصة إذا عرفنا أن دور التربية والتعليم ظهر دورها بشكل جلي ومترافق مع التطورات في الجوانب الاقتصادية والتنمية من جانب، والذي بدوره أصبح من جانب آخر أساساً للنمو الاقتصادي والصحي الضروري لبناء المجتمع.وأضاف انه عادة ما يرافق الازدهار والتطور في المجالات الاقتصادية نمو وازدهار في المجال التعليمي والمعرفي بشكل عام ،فالتربية كمنهج تعتمد أساسا لتنمية الوعي واستكمال جوانب الإدراك وخلق شبكة العلاقات بين الفرد وذاته والإنسان ومجتمعه لكي يشعر بقيمة وجوده من خلال مسؤولياته الاجتماعية في حدود الدور الذي يكلف به او يستطيع اداء أهدافه. وتابع البياتي ان الكثير من الاقتصاديين يرون أن التربية والتعليم كمقياس للتقدم الاقتصادي ومعدلات التنمية ، الامر الذي يحتم ادراك وقناعة السياسيين والإداريين التربويين من مستوى صنع القرار، وذلك للوصول الى الهدف المنشود وهو بناء مجتمع متكامل، ومن المنطقي هنا أن تكون هناك حاجة الى البرامج الموجهة لتدريب الملاكات البشرية من مختلف المستويات المتوسطة والعالية خلال مراحل الإعداد او أكثر لتأهيلها كموارد وطنية مختصة، ولما كانت المؤسسات العلمية تتحمل مسؤولية الإعداد والتدريب فلقد كان ارتباطها بمصادر التمويل والأنفاق وثيقا، لتصبح بالتالي عملية التخطيط التي تقوم بها مشتركة بين النظام الاقتصادي والنظام التربوي. وأشار إلى أن أول مادة هي التربية والعنصر الأساس فيها سيكون هو العقل، والذي يعد المادة الأولى المحور الأساس  في عملية صناعة المستقبل، فإذا ما تعطلت البرامج التربوية  او انحرفت  عن مساراتها العقائدية والسلوكية التي تنعكس على طبيعة المخرجات، وبالتالي ستتأثر عملية بناء المجتمع سواءٌ في حاضرها او في مستقبلها، مثلما تكون التربية الروحية والنفسية والجسدية مطلوبة، خاصة أن موضوع تغذية الطفل من حيث الكم والنوع والتوقيتات تعد إحدى مداخل برامج وأسس التربية الصحيحة. وبين انه في حال تأخر برامج التغذية على وفق المواصفات النوعية والجودة المطلوبة في منظومة الإعداد ستنعكس بالتالي على طبيعة مكونات تلك المخرجات، وهي بطبيعة الحال تحتاج إلى الأنفاق والتخصيصات كي تتكامل مع الأسس الاقتصادية للتربية، وبهذا الصدد يجب تحديد وجود إشكالية كبيرة في برامج التغذية للأطفال في العراق سواءٌ بانعدامها أو في حال قلتها، لاسيما مع انعدام وجود العرض الكافي لها في السوق أو الاستعمال غير الصالح للاستهلاك البشري، او قد ينتج عنه أمراض ومشكلات نفسية وصحية تؤثر على إستراتيجية الموارد البشرية للبلاد، ونحن جميعا مسؤولون كلا بحسب حجم مسؤولياته الادارية والاخلاقية والعلمية لنعمل من اجل بناء الإنسان الصالح لبناء الحضارة وتقدم البلاد. وأوضح إنما يمثل الإنسان محور حركة الحياة الحضارية، حيث يتسم الإنسان بان له مقومات يمر بها في عملية تكوين شخصية وتحديد ملامح سلوكه، ومن هنا تشكل التربية منذ القدم مكانة خاصة في حياة المجتمعات والأفراد، فضلا عما تؤديه من دور في المحافظة على تراث المجتمع، كما أنها أداة تقدم وتطور وتنمية جميع الجوانب الشخصية ،وتمكينه من تحقيق أقصى  الإمكانات. ولفت إلى أن موضوع التربية دائما ما ترتبط بشكل مباشر او غير مباشر بخطط التنمية الاقتصادية بصورة عامة وخطط التنمية الفرعية التي ترتبط بشكل مباشر بمجالات معينة من مجالات الحياة، فالازدهار التربوي مرتبط بالازدهار الاقتصادي وبالعكس ،ولطالما كانت الحركة الانمائية في المجتمع وحركة الانماء التربوي ،خاصة في المجتمعات ذات الوعي المتدني التي لا توجد فيها سياسات تخطيطية متكاملة ،لاسيما في مجالات تلك العلاقة التي نقصدها ، مما افقدها الكثير من فرص الاستخدام الأمثل للموارد البشرية.