TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الاخيرة: في البدء كان كلمة، في البدء كان المعلم

السطور الاخيرة: في البدء كان كلمة، في البدء كان المعلم

نشر في: 26 أكتوبر, 2011: 08:15 م

 ســـلام خــياطلو كنت أملك صلاحية إصدار قرار تشريعي مصيري ولدي سطوة على التنفيذ، لبدأت -على الفور- بالمعلمهذا الكنز الدفين الذي لا يفك أسرار طلاسمه إلا الذين أوتوا العلم والحكمة وبعد النظر.المعلم الذي همٍّش لعقود مضت وما زال تحت خيمة الإهمال والتهميش، والإحساس بالعنت والتغاضي واللاجدوى، حتى انعكست عاهاته التعليمية والسلوكية والمعيشية على عموم الطلبة ومجمل العملية التربوية.
 ولا أستثني مرحلة دراسية قط، ابتداء من الروضة حتى مراحل الدراسة الجامعية المتقدمة.قوة الذاكرة- أحيانا- سوط للجلد وأداة تعذيب، وأنا أستدعي وقائع شهدت تداعياتها،نصب الخاطر،، إذ علمنا إن رئيس تحرير جريدة مرموقة باء بغضب من رب السلطة (أرباب السلطة) وقتذاك لسبب ما، فعوقب... لا بسجن ولا اعتقال، ولا نفي ولا إقالة...بل بتنسيبه لأداء مهمة هي أدنى في سلم الوظائف.. وظيفة معلم، تحت ما كان يدعى بالمعايشة، هكذا كانت مهنة التعليم، عقوبة بدل أن تكون تشريفا، وإهانة بدل أن تكون تكريما (سأتحفظ عن ذكر الاسم بعد أن أنتقل صاحبه لرحاب الله).تذكر المواقع التعليمية شذرات عن نهضة اليابان وتعملقها في الاقتصاد والمعارف كافة ونسبوه للاهتمام بالمعلم،، ساووا بين راتبه وراتب الوزير، منحوه من الامتيازات ما يدفع عنه العوز والاستجداء والتخاذل، زينوا له التمتع بالإجازات العلمية والترفيهية للتجدد، فتحوا له الأبواب على مصاريعها للسفر والإطلاع،، محضوه الثقة ألا يبقى أسير المنهج المقنن في الكتاب المنهجي، انتدبوا لوضع المناهج التربوية والتعليمية خيرة الاختصاصيين والتربويين.....ولماذا أذهب لليابان ولدينا شاهد صدق على تعملق المعارف في زمن الخليفة العباسي، المأمون الذي كان يكافئ الأستاذ الذي يؤلف كتابا فريدا أو يترجم كتابا فريدا بمعادلة الكتاب بوزنه ذهبا،، فأزدهر التعليم وكوفئ المتعلم وأقيمت أسس الجامعات، وتحولت المساجد لحلقات علم وأدب وفقه وفلسفة.صرخة تضج في صدر كل غيور، يرى في العراق واديا ذي زرع وضرع وأصالة.. أن أنصفوا الجمع الذين لهم الحق في ثروات بلدهم -ولا تكرروا أخطاء السابقين واللاحقين... وابتدأوا بالمعلم.. ففيه المبتدا..ومنه الخبر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram