اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > نساء تونس العلمانيات قلقات من صعود الإسلاميين

نساء تونس العلمانيات قلقات من صعود الإسلاميين

نشر في: 27 أكتوبر, 2011: 05:09 م

 تونس / رويترز حين قاد مئات التونسيين سياراتهم هذا الاسبوع في شوارع العاصمة وأطلقوا نفيرها ملوحين بالاوشحة احتفالا بانتصار حركة النهضة الاسلامية في الانتخابات لم يكن هناك الكثير من الابتهاج في حي النصر.ويمثل هذا الحي بمتاجره الانيقة ومقاهيه الفاخرة معقلا لقطاع من المجتمع التونسي يشعر بالتهميش بل ويخشى نتيجة الانتخابات قليلا.
ويعيش في المناطق المشابهة لحي النصر أفراد من الطبقة المتوسطة ونساء عاملات انتهجن نمطا للحياة أقرب لأوروبا منه للعالم العربي. والان يشعرن بالقلق من أن يتغير كل هذا.وفي الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي في تونس مهد انتفاضات "الربيع العربي" حصلت حركة النهضة الاسلامية المعتدلة على النصيب الاكبر من الاصوات بعد أن كانت محظورة على مدى عقود من الحكم العلماني الشمولي.وقالت ريم (25 عاما) وهي طبيبة تحت التمرين كانت تجلس في مطعم للوجبات السريعة في حي النصر "نخشى أن يحدوا من حرياتنا. يقولون انهم لن يفعلوا هذا لكن من الممكن أن يجروا التغييرات بعد فترة خطوة بخطوة. ربما يعود تعدد الزوجات. يقولون انهم يريدون أن يكونوا مثل تركيا لكن قد نصبح مثل إيران. لا تنسوا فهذا كان مجتمعا منفتحا جدا أيضا."ولا تمثل هذه الفئة السواد الأعظم من النساء في المجتمع التونسي.وليست أغلبية النساء في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة على نفس المستوى المادي الميسور وهن محافظات يرتدين الحجاب وعلى عكس النساء الأرقى اجتماعيا يفضلن الحديث بالعربية على الفرنسية.لكن النساء العلمانيات اللاتي ينتمين للطبقة المتوسطة يقمن بدور هام في رخاء تونس لان هذه الطبقة توفر تقليديا المحاميات والمصرفيات ومسؤولي التسويق والعقول المبدعة.ولا يثق الكثير منهن في تطمينات زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي. ويقول الغنوشي انه سيستلهم نموذج حزب العدالة والتنمية الحاكم المعتدل في تركيا ولن يفرض المبادئ الإسلامية على أحد وسيحترم حقوق المرأة.وتقول نادية خميري (39 عاما) التي كانت مسؤولة للعلاقات العامة وأصبحت الان ربة منزل انها ليست قلقة من الغنوشي بل من الرسالة التي سيبعث بها فوزه الى الشارع.وقبل الانتخابات ببضعة ايام كانت خميري توزع منشورات مؤيدة لحزب منافس بصحبة ناشطات أخريات.واستعادت خميري في مقابلة جرت معها يوم الثلاثاء الماضي ما حدث لها وقالت "بعض الرجال نظروا الينا وقالوا 'استمروا في ما تفعلونه فهو لن يدوم طويلا ستمكثن في المنزل عما قريب'."وأضافت "رأينا وقائع تبرر مخاوفنا من تجاوزات أشخاص معينين سيشعرون الان بأنهم أصبحوا أقوى وأنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يحلو لهم دون محاسبة."وقالت انها رأت رجالا محافظين يسألون نساء "لماذا تدخن.." و"لماذا ترتدين الجينز الضيق.." وذكرت أنها تخشى أن تصبح هذه التعليقات اكثر شيوعا.وتقول منى (28 عاما) وتعمل في مخبز (لو كونتيننتال) بحي النصر ان رجلا جاء إلى المخبز وقال لها "يجب أن تمكثي في المنزل."وليست هذه السلوكيات غريبة على العالم العربي وحتى على أجزاء كبيرة من تونس.لكن على مدى عقود قبل أن تطيح ثورة يناير بالرئيس زين العابدين بن علي كانت النساء مثل نادية ومنى بمعزل عن هذه التصرفات والتعليقات بسبب النظام العلماني الصارم.وفي الليل بالعاصمة وخاصة في وسط المدينة والأحياء الراقية مثل النصر والمرسى تجلس مجموعات من الشابات على المقاهي في الشارع ويدخن.والمشروبات الكحولية متوفرة. وتركب مراهقات الدراجات النارية وراء الشبان. ويرتدي الكثير من النساء التنورات القصيرة او الجينز والقمصان القطنية. ونادرا ما يشاهد الحجاب في هذه الاحياء.ويعني فوز حركة النهضة أن تونس ستكون لها قيادة تشارك أغلبية السكان القيم والهوية الاسلامية.وفي كل الأحوال فان جميع النساء العاملات اللاتي ينتمين للطبقة المتوسطة يرفضن هذا. ومن بين أبرز مرشحي حركة النهضة سعاد عبد الرحيم وهي سيدة أعمال لا ترتدي الحجاب.لكن الكثير من العلمانيات يخشين حرمانهن تدريجيا من أشياء تشعرهن بالمساواة والاحترام.وقالت امرأة أخرى طلبت عدم نشر اسمها "إنهم رجال لا ينظرون لك في عينيك ويتحدثون مع الزوج وليس معك... لي ابنة وأنا قلقة عليها."وقالت خميري انها صدمت حين رأت طابورا للنساء واخر للرجال في مراكز الاقتراع بمناطق تتسم فيها حركة النهضة بالقوة.وأضافت "في بعض المناطق التي تسكنها الطبقة العاملة حين تذهب لسداد فواتير الغاز او الكهرباء يأتي رجال مع زوجاتهم ويحاولون فرض طوابير منفصلة."وأضافت "كانت لي حرية الاختيار في أن أصبح ربة منزل بعد أن عملت لفترة طويلة وأريد الحفاظ على تلك الحرية."وحين سئلت عما قد يحمله المستقبل في طياته قالت ان مشاعرها مختلطة.وأضافت "من ناحية أقول لنفسي ان حركة النهضة وان كانت في الأساس إسلامية... فإنها ستحافظ على موقفها المعتدل."لكنها في أحيان أخرى تفكر في الثورة الإسلامية في ايران والجزائر جارة تونس حيث فرض الإسلاميون على النساء في التسعينات ارتداء ملابس معينة وكان ذلك أحيانا يحدث بالقوة.وأضافت "الفكرة الثانية التي تخطر لي او الشعور الثاني هو لماذا لا يعيد التاريخ نفسه.. إلا يم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram