اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > الملمح الأكثـر بروزاً في الأسواق الشعبية

الملمح الأكثـر بروزاً في الأسواق الشعبية

نشر في: 28 سبتمبر, 2009: 06:56 م

rnتحقيق / آمنة عبد النبيrnrnهرباً من شبح الفقر والعوز المادي واملاً في الحصول على مستوى معيشي يليق بأسرهن ولجن غمار الحياة الصعبة بقلب ابيض وعزيمة لا تلين بعد ان غيب الموت والعجز سند البيت ومعيله دفعة واحدة. هواجس مزمنة اثقلت صدور الكثيرات من نساء بلادي اللواتي لم يجدن سبيلاً لقيمة العيش بكرامة سوى اختلاط عرق الجبين بقطرات الدموع للعمل في زحمة الاسواق عوضاً عن ازواجهن، rn
rn(المدى الاقتصادي) حاولت ان تقتفي اثر قتامة حكاياتهن التي وان تعددت وجوه اسبابها الا أن منبع الشقاء الاقتصادي فيها كان موحداً.rnrnرفقة خمسين عاماً مع السمكrnأول من فتحت لنا اقفال صندوقها الاسود هي (ام محمد) امراة طاعنة في السن تقاسمت وجهها خطوط الشقاء والشيخوخة بعد ان امضت لها في مهنة بيع السمك قرابة خمسين عاماً فعرفت على اثر ذلك بأشهر بائعة سمك في اسواق بغداد كلمتها بخجل فأستقبلت سؤالي برحابة صدر وصبر امرأة عراقية لم تفلح سنوات الشقاء في ازالة نبض الابتسامة عن شفاهها التي انبئتني اصل الحكاية بالقول:rn- طوال تلك الخمسين سنة انا اصحو من الساعة الرابعة فجراً لاذهب باتجاه علوة السمك وبعدها اعود الى السوق بعد ساعتين لتسويق البضاعة واظل على هذا الحال لحين الساعة الثامنة ليلاً اعود للبيت وكل قواي منهكة بعد رحلة الشقاء المزمن تلك فلقمة العيش يا ابنتي لا يمكن ان تأتي بسهولة غير ان هنالك من يكتب عليهم التعب في مرحلة او فترة معينة من الحياة لا الحياة بطولها وهو ماكتب علي وانا الآن تجاوزت الستين من العمر من شقاء مهنة البيع والشراء في الاسواق فمنذ ان تزوجت تقاسمت مع زوجي العمل حينما وجدت ان الحياة صعبة فأخترت مهنة ?لسمك لان زوجي كان صياداً وليس بمقدوره القيام بعمل الصيد والبيع معا فانيطت الي تلك المهمة وانا بدوري استقبلتها بطيب زوجة وشريكة طالما كانت تخفف عن كاهلة وتعيننا على مكابدة مصاعب الحياة فبقي الحال لسنوات طوال هكذا نتقاسم العمل فجر كل يوم الى ساعة متاخرة من الليل احيانا ولكن بمرور السنوات ااصيب زوجي بمرض الكلى ولم تعد صحته تحتمل ان يقوم باي مجهود فأضطر الى الركون في البيت والانشغال بمراجعة الاطباء الذين اجمعوا على عدم قيامه باي مجهود عضلي وقد حاول المسكين الالتجاء الى دائرة الشؤؤن والرعاية لتحصيل راتب قد يساع?نا بعض الشيء ولكنه للاسف مني بالخيبة حينما اكمل معاملته وحسب الاصول القانونية الصحيحة فاذا بالقائمين هناك يخبرونه بأن ما خصصته الدولة له كراتب شهري قد اعيد الى البنك لأنه تاخر عن موعد استلامه بحكم صعوبة تنقله وحركته لذا توجب عليه ان يتوجه من جديد في سلسلة طويلة من الاداريات المزمنة فأضطررت هنا الى العمل بمفردي فاذا تركت العمل صدقيني لن ناكل لان بيع السمك هو مصدر رزقنا الوحيد مع العلم ان لدي ثلاثة اولاد وجميعهم كسبة ومكبلون بعوائل ولدى كل واحد منهم ما يزيد على خمسة اطفال لذا انا الآن اعمل بمفردي وهذه وقفتي ?لتي ترينها امام السمك تبدأ من الساعة الرابعة فجرا ولن تنتهي الابعد الساعة الثامنة ليلا اظل واقفة حتى تهد كل قواي فأعود الى البيت كجثة من التعب!rnrnضحكت له الدنيا فتركنيrnrnثلاثون سنة قضتها بين الطماطم والبصل والباذنجان والعنب لدرجة نسيت فيها يوما لم تزاول فيه تلك المهنة انها البقالة (زينة جبار ام علي).التي سرقت منها الحديث بصعوبة من زحمة المتبضعين فقالت:rn-نحن عائلة طبيعتها بالاساس امتهان البقالة فأنا منذ صغري تم تاهيلي وتعليمي اصول مهنة البقالة والبيع والشراء فاتقنتها في وقت مبكر وكنت اخرج يوميا مع ابي وامي واخوتي للعمل في بيع الخضراوات التي لم تترك لي عملا سواها سيما حين الغيت من حياتنا مسألة الدراسة والوظيفة والعمل في دوائر الدولة لانها تتعارض مع اعرافنا بقي الحال هكذا الى ان تزوجت وحتى زوجي الذي هو الآن اصبح تاجرا للخضارفي محافظة البصرة الآن كان بالاساس بقالاً لم يمانع في بقائي على مهنة بيع الخضار، وهنا قاطعتها بالعودة الى حكاية زوجها التاجر فأجابتني بح?رة :rnتزوجت رجلا بسيطا وبقالا مثلي وبقيت بجانبه متحملة عبء المهنة والزواج معاً غير انه ما ان تغير حاله وضحكت الدنيا في عينيه وانفتح ابواب الرزق بأوسع مايمكن إذا به يتنكر لكل تعب وشقاء تلك السنوات العجاف التي قضيتها بجانبه واستغل قدرته المادية وامكانيته وتزوج بأخرى وسكن محافظة البصرة بعيدا عنا وكأن الامر لايعنيه لكن الحمدلله انا بعيدة عنه منذ خمس سنوات واسكن عند اهلي واتقن مهنتي ولم تدفعني الحاجة الى الطلب منه ان يصرف علينا ويتكفل بامورنا وهو لن أفعله منذ خمس سنوات فأنا المعيل لابنائي وما احصل عليه يكفيني ويسد حا?تي وحاجتهم فلسنا بحاجة له لا من بعيد ولا من قريب.rnrnلا يتجاوز ربحي سبعة آلاف دينارrnrnثماني سنوات وهي تفترش بأوجاعها تلك البقعة الضيقة من السوق التي بالكاد تكفي لتوسد بسطيتها التي تتقاسم زواياهم اكياس النبق وفاكهة الكيوي انها البائعة (علية ناصر)سألتها عن مدى رغبتها في السماح لي بتصفح شريط حياتها التي بدت من هيئتها الرثة ونظرة عينيها الذابلتين على شفا حفرة من الفقر فوافقتني بنظرة رضى سبقت حديثها الذي بدأت شجونه هكذا.rnمضت على اصابة زوجي بمرض التدرن مدة ثماني سنوات لم اجد خلالها من سبيل لسد حاجتنا وفاقتنا المادية التي وصلت لطريق مس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram