TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: ولائـم المصـالحـة

نص ردن: ولائـم المصـالحـة

نشر في: 28 أكتوبر, 2011: 07:58 م

 علاء حسن على خلفية ما أعلن مؤخرا عن تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في العاصمة بغداد ، ومحافظات عراقية ، طالت عناصر في حزب البعث المنحل ، وضباطا في الجيش السابق ، اصبح من الضروري ان تبادر الحكومة ببيان اسباب الاعتقال ، ولاسيما ان ردود الافعال ضد حملة الاعتقالات  ، وبحسب تصريحات صدرت من قوى سياسية ستكون شديدة،  وربما تهدد استقرار الاوضاع الامنية في البلاد .
الحكومة فسرت الحملة بإحباط مخطط إرهابي لشن هجمات مسلحة بعد انجاز الانسحاب الاميركي لتقويض العملية السياسية ،  وانها اجهضت المخطط ، انطلاقا من مسؤوليتها في حفظ امن الدولة والمواطنين ، وحماية النظام السياسي . حجة الحكومة قابلها  اعتراض ورفض وتنديد وتلويح بمواقف اخرى ستتخذها اطراف هي الاخرى مشاركة  في الحكومة والعملية السياسية ، لاعتقادها بان الحملة استهدفت الابرياء ، وبينت ان قائمة المطلوبين ، ضمت شخصيات فارقت الحياة واخرى مقيمة في دول الجوار .بين موقف الحكومة وردود افعال بعض اطرافها تجاه حملة الاعتقالات  تنكشف حقيقة العلاقة ،  بين القوى السياسية وانعدام الثقة ، وغياب الموقف في التعاطي مع الملفات المهمة المتعلقة بالتحديات الامنية ، وفي وقت اشار الإعلام المضاد الى ارتكاب جريمة بحق المواطنين ، تجاهل ما يعرف باعلام الدولة تسليط الضوء على ما يجري ، وفضل الصمت كعادته بانتظار تصريح مسؤول كبير لبيان اسباب حملة الاعتقالات ، ودوافعها . لجنة حقوق الانسان النيابية وعلى لسان رئيسها سليم الجبوري اعلنت سعيها لاجراء اتصالات مع الحكومة وعبر وزارة العدل للوقوف  على حقيقة الحملة ، مؤكدا ان لجنته حصلت على معلومات من ذوي المعتقلين معظمهم من منتسبي الصحوات ، وكانت لهم مواقف معروفة في ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة .من حق الاجهزة الامنية تنفيذ عملياتها بسرية تامة من دون اعلان الاسباب والدوافع ، وهي ليست ملزمة  بذلك ، لان الامر من اختصاص صاحب القرار ، وهنا تكمن المشكلة ومنها تنطلق الاتهامات المتبادلة،  فالمدافعون عن الحكومة ، يقولون انها تسعى لإحباط مخطط ارتابي ، والآخرون المشاركون فيها يرون عكس ذلك ، ويلوحون  بتاجيج الشارع ، وتنظيم تظاهرات ، واتخاذ مواقف رادعة لايقاف حملة الاعتقالات ، ويستمر السجال بين المتنافسين المتصارعين ، والحقيقة غائبة ، ولاسيما ان هناك من ذكر بان قائمة المطلوبين تضم آلاف الأشخاص . من المؤكد ان العراقيين جميعا وبلا استثناء ، يؤيدون ويدعمون الإجراءات المتعلقة بحفظ الامن وإحباط المخططات التآمرية ، وبرغم ذلك تبرز تساؤلات عن جدوى صرف اموال طائلة لتحقيق مشروع المصالحة الوطنية ، وعن إجراءات هيئة اجتثاث حزب البعث ، فهل فشلت الحكومة في اجتثاث البعثيين حتى اصبحوا يهددون الامن ؟ وهل مؤتمرات المصالحة انتهت  بتناول مأدبة غداء في مضيف شيخ العشيرة ؟  الجهات الرسمية تتجاهل الإجابة على مثل هذه الاسئلة ، لانها تدخل ضمن الملفات السرية ، ولاتريد ان تكشف عن اسماء البعثيين الذين شاركوا في الوليمة.  الحكومة مطالبة بالكشف عن الجهات المتورطة بمحاولة تنفيذ المخطط  الإرهابي لكي تقنع الشركاء بصحة إجراءاتها ، وحصر الأزمة في زاوية ضيقة قبل خضوعها لمزايدات وتصفية حسابات بأجهزة ترشيح مستوردة من دول الجوار .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram