   بغداد/ المدى تظاهر عدد من أهالي محافظة صلاح الدين، معلنين تأييدهم لقرار إعلان الإقليم بعد ساعات من رسالة وجهها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر إليهم دعاهم فيها إلى حفظ وحدة العراق وهيبته، على حد قوله.وشهدت أقضية سامراء والضلوعية وتكريت والشرقاط، وناحية يثرب في صلاح الدين، بعد صلاة الجمعة، انطلاق تظاهرات حاشدة لتأييد إعلان قرار  إعلان  المحافظة إقليماً فدرالياً، بعد أن دعا إليها أئمة المساجد. 
وشارك عدد من السياسيين الذي يمثلون المحافظة في هذه التظاهرات إذ قال النائب مطشر السامرائي في تصريح نقلته وكالة كل العراق "إننا اضطررنا إلى اتخاذ مثل هكذا قرار وقد جاء تلبيةً لمطالب جماهير وأهالي صلاح الدين التي انتخبتنا ومنحتنا الثقة".من جهته، قال النائب الأول للمحافظ أحمد عبد الجبار الكريم إن " إعلان محافظة صلاح الدين إقليم جاء ردا على الظلم الكبير من الحكومة المركزية واستحواذها على صلاحيات مجلس المحافظة ".وفي رده على الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام بأن مجلس محافظة صلاح الدين سيتراجع عن قراره قال الكريم " إننا لن نتراجع عن هذا القرار لأنه مطلب شعبي وبدليل خروج هذه التظاهرات الشعبية الحاشدة المؤيدة له وليس لدى مجلس المحافظة النية بمثل هذه الخطوة وهو ملتزم ومتماسك وماضٍ بهذا الاتجاه، وستبقى المحافظة إقليما اقتصاديا وتجاريا تابعا للحكومة الاتحادية ".وصوّت مجلس محافظة صلاح الدين، أمس الأول، بثلثي أعضائه على جعل المحافظة إقليما مستقلا إداريا واقتصادياً، ويمثل أعضاء القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي غالبية الـ29 من أعضاء مجلس المحافظة.وبالرغم من تأكيده على عدم التدخل في شأن المحافظة الداخلي، لم يخف زعيم التيار الصدري مقتدى قلقه من إعلان صلاح الدين إقليما، إذ دعا أهالي المحافظة إلى تغيير موقفهم من إعلان المحافظة إقليما، حفاظاً على وحدة العراق .وقال الصدر في بيان له تلقت "المدى" نسخة منه: أحبتي وأخوتي في صلاح الدين ليس من حقي أن أقرر مصيركم لكن من حقي وحقكم وحق العراق الحبيب أن تحافظوا على وحدة عراقنا المقدس ومن واجباتنا إزاء وطننا الحبيب أن نحفظ وحدته وأن نحفظ هيبته أمام الجميع ولاسيما أمام المحتل".وأضاف " فأهيب بكم أن لا تشمتوا العدو بنا ولنكن صفا واحدا من أجل نصرة العراق وتحريره واستقلاله لتُكتب لكم صفحة عز وثبات أمام العدو" .وفي سياق متصل، يرى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، ، إن إقامة الأقاليم حق كفله الدستور وفق آليات معنية، غير أن إقامتها وحسب نواب في الائتلاف على أسس طائفية أو مذهبية أو قومية خط احمر لا مجاملة فيه.ونقلت وكالة كردستان للأنباء عن القيادي في دولة القانون النائب خالد الاسدي أن "مطالبة المحافظات بتشكيل أقاليم هو حق كفله الدستور العراقي لكن ضمن آليات تقود إلى تشكيل الإقليم يجب أن يتم الانتهاء منها قبل إعلان أن المحافظة تحولت إلى إقليم". وأوضح الاسدي أن "السؤال هل هناك ضرورة في إقامة الأقاليم في العراق وخصوصا في محافظة صلاح الدين، الجواب قطعا لا. لان الإقليم سيأخذ طابعاً طائفياً مذهبياً وهذا ما لا نقبل عليه كونه يهدد الأمن الداخلي ويقود إلى تفتيت العراق". وأضاف الاسدي أن "تشكيل الفيدراليات الطائفية خط أحمر بالنسبة للمعايير الدستورية والوطنية، وهذه القضايا لا تدخل ضمن المزايدات السياسية لأنها تهدد بنية".غير أن الائتلاف الوطني العراقي، اتهم رئيس البرلمان أسامة النجيفي بالوقوف وراء الموضوع معتبرين انه "لولا تصريحاته السابقة حول تشكيل إقليم للسنة لما تشجع مجلس محافظة صلاح الدين على قراره الأخير".وقال النائب عن الائتلاف والقيادي في كتلة المواطن حسون الفتلاوي "إن تصريحات رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بشأن نية السنة الانفصال وتشكيل أقاليم خاصة بهم شجعت مجلس محافظة صلاح الدين على إعلان إقليم في المحافظة ، مبينا أن ما حصل كان بمثابة ردة فعل للاعتقالات التي شهدتها المحافظة".وفي الصعيد ذاته، دعت العراقية البيضاء،أمس الجمعة، رئيس الوزراء نوري المالكي إلى اجتماع عاجل مع مجلس محافظة صلاح الدين إثر إعلانها إقليما، واصفة القرار انفعاليا ومتسرعا وأن تقسيم العراق "يوم أسود".وقال بيان للكتلة، تلقت "المدى" نسخة منه، إن "رئيس الكتلة العراقية البيضاء البرلمانية قتيبة الجبوري دعا مجلس محافظة صلاح الدين إلى التراجع عن قرار إعلان المحافظة إقليما مستقلا، واصفا القرار بأنه "يتناقض مع الروح الوطنية العالية التي عرف بها القادة السياسيون في المحافظة". وأضاف البيان أن "هذا القرار المؤلم جاء بطريقة انفعالية ومتسرعة، وقد كان لهذا التسرع نتائج تصب في مصلحة جهات خارجية ستفيد من هذا القرار لتنفيذ مآربها في تمزيق العراق".غير أن محافظ نينوى أثيل النجيفي، حمّل، الحكومة مسؤولية إعلان المحافظات وتحولها إلى أقاليم بسبب ما وصفه بـ"التعنت" وعدم الاستماع لمشاكلها، مؤكداً في الوقت نفسه إمكانية أن تتحول نينوى بدورها إلى إقليم في حال توفرت الرغبة الشعبية بذلك، فيما عزا فرض حظر التجوال في الموصل