TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > رامبرانت.. الرسّام الأكثر تعرّضاً للسرقة!

رامبرانت.. الرسّام الأكثر تعرّضاً للسرقة!

نشر في: 28 أكتوبر, 2011: 08:22 م

ترجمة: عادل العامل بعد منتصف ليلة 31 كانون الأول 1966 بوقتٍ قليل، اقتحم لصوصٌ بهو دولويتش للصور في جنوب لندن، مستخدمين في ذلك مثقباً و أدواتٍ أخرى لاقتلاع لوح من باب مصنوع من خشب البلوط. و قد سرقوا لوحة جاكوب دي غين الثالث للفنان رامبرانت، ولوحتين أخريين له، و أعمالا فنية لكلٍ من بيتر بول روبنز، و جيرارد دو، و آدم ألشيمَر، كما يقول ملتون أيسترو رئيس تحرير مجلة ARTnews في مقاله هذا.
و كانت هذه هي المرة الأولى التي تُسرق فيها صورة النقّاش جاكوب غين الثالث لرامبرانت من غاليري دولويتش. و قد استُعيدت أخيراً، فقط  لتُسرق و تُستعاد ثلاث مرات أخرى ــ في 1973، 1981، و 1983. و توجد اللوحة الآن، و قياسها.8 11× 8.9 إنج، في قائمة سجل غينيس للأرقام القياسية العالمية باعتبارها العمل الفني المسروق بشكلٍ أكثر تكراراً من غيره و أصبحت تُعرَف بـ “ رامبرانت المنقول Takeaway Rembrandt “.أما كيف نُقلت اللوحة و استُعيدت ( مثلما استُعيدت الأعمال الأخرى في سرقة 1966 أيضاً )، فتلك إحدى حكايات الجريمة الحقيقية المشوّقة في كتاب ( سرقة أعمال رامبرانت : القصص غير المرويّة عن سرقات الفن المشهورة ) لأنثوني م. أمور و توم ماشبيرغ. و كان أمور منذ عام 2005 مديراً لأمن متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر، حيث سُرق أكثر من 13 عملاً فنياً، بما فيها لوحتان لرامبرانت، في عام 1990 في أعظم سرقة للفن غامضة في التاريخ. أما ماشبيرغ، فهو مراسل تحقيقات و محرر الساندي في الهيرالد بوستن. و قد تحرّى أمور و ماشبيرغ جميع السرقات المعروفة للوحات رامبرانت، و رسومه، و كليشاته المحفورة، خلال القرن الماضي. و العدد الإجمالي للسرقات هو 81، و لو أن المؤلفَين يبينان أن القائمة غير كاملة لأن هناك سرقات لم تُعلن في بعض الأحيان. و لا يتضمن الرقم المذكور لوحات رامبرانت التي سرقها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.بل حتى المنزل الذي سكنه رامبرانت في أمستردام بين عامي 1639 و 1658 ، تعرّض للسطو مرتين. و الكتاب مليء بشخصيات لا تُنسى. فهناك جيمس ل. هوغ، و هو “ قريب من الدجّال لكن ليس بالمجرم المهني “، الذي كان يمتلك بار سينسيناتي Cincinnati و عُرف وسط ضباط الشرطة المتقاعدين باعتباره فناناً محتالاً يسوق سيارة مكشوفة في منطقته و فيها أسد أليف!و هناك مايلز ج. كونور، الذي كان أبوه عريفَ شرطة حاصلاً على وسام، و الذي قام بسرقة أكثر من عشرة متاحف في نيو إنكلاند في الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي و قضّى سنوات كثيرة في السجون الفيدرالية.أما في القرن السابع عشر، فكان المجرمون يُحكمون بأحكام أشد قسوة. و هناك لوحتان تشريحيتان لرامبرانت تُظهران أشخاصاً مخالفين للقانون يجري تشريحهم بعد إعدامهم. و يكتب المؤلفان قائلين إن كونور، خلافاً لسابقيه الهولنديين في عالم الجريمة هؤلاء ، قد استمر ليعيش “ حياةً تقاعدية هادئة، مربّياً حيواناتٍ غريبة و معجباً بالأشياء القليلة التي ما يزال يمتلكها من حياة طويلة في الإجرام “.و كذلك الحال مع فلوريان موندَي، العقل المدبر للكثير من سرقات الفن، حيث يعيش الآن في سبعينياته بشعره الكث المصبوغ، و يقول إنه يعرف لوحةً لرينوار ضعيفة الحراسة في كلية صغيرة في نيو إنكلاند، مضيفاً “ و أنا أفكر بأن أطرق هذا المكان “!,  و يتحدث أحد الفصول عن سرقة حدثت خطأً للوحتين تعودان لرامبرانت ( امرأة متقدمة في السن ) و ( رجل مائل على عتبة نافذة )، إذ كانت هناك في المتحف لوحتان أخريان أكثر قيمةً بكثير. و قد استُعيدت اللوحتان خلال أقل من أسبوع بعد أن دفع المتحف فدية مقدارها أقل من مئة دولار. و قد أُلقي باللصّين، و هما في سن العشرين، و معهما “ الوسيط “، في السجن. غير أن ما أزعج اللصّين أكثر من أي شيء آخرهو القرار الصادر فيما بعد عن مؤسسة ( مشروع بحوث رامبرانت ) و القاضي بإزالة إحدى اللوحتين، اللتين سرقاهما، و هي ( رجل مائل على عتبة نافذة )، من قائمة لوحات رامبرانت الأصلية!عن:  Artnews

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram