ثائر صالح من بين أحب أعمال يوهان سيباستيان باخ إلي، عمله پاساكاليا وفوكا في دو الصغير (رقم 582)، الذي كتبه للأوركن الكبير (مع لوحة مفاتيح للقدمين) مبكراً وهو في عشرينياته. هذا العمل الذي لم يصلنا بخط باخ نفسه بل في نسخ خطها آخرون، يُعدّ أحد الأعمال التي أثرت في موسيقى القرن التاسع عشر بعد إعادة اكتشاف باخ بفضل جهود الموسيقي المبدع فيلكس مندلسون-بارتولدي (1809-1847).
الباساكاليا هو قالب موسيقي استعمل في عصر الباروك، يتميز باستعمال لحن واحد وبناء العمل عليه بشكل تنويعات لكنه بخلاف قالبي الشاكون والفوليا، يكرر اللحن الرئيسي في طبقة القرار (باص)، الأساس الذي تُبنى عليه القطعة الموسيقية. أما الفوكا، وهو من قوالب الباروك كذلك، فيبنى على أساس تعدد الأصوات (پوليفوني) وتكرار اللحن لكن بشكل متتابع مع تغيير الطبقة، مثل اللحن وجوابه على النغمة المسيطرة (الخامسة) أو تحت المسيطرة (الرابعة). والكلمة مشتقة من اللاتينية fugere  وتعني يطارد، فالألحان فيه تطارد إحداها الاخرى (ويبدو أن كلمة المُطارَد، الهارب fugitive الانكليزية قد اشتقت من هذا الفعل).استمعت إلى هذا العمل قبل قرابة أربعين سنة في بغداد، وعرّفني عليه المرحوم مازن الزهاوي في التسجيل الشهير التالي الذي يعود إلى الستينيات من أداء عازف الاوركن أدوارد پاور بِكز E. Power Biggs على الهارپسيكورد الذي أضيفت إليه لوحة مفاتيح للقدمين (مثل الأوركن): وكان الشاعر الزهاوي يستمع إلى هذا التسجيل واقفاً، وكأنه يستمع إلى النشيد الوطني، تعبيراً عن اعجابه به. ولا ريب، زاد هذا الأمر من إعجابي بهذا العمل.وبسبب شعبية هذه القطعة بين الموسيقيين، قام الكثير منهم بإعادة توزيعها، وقدموها على مختلف الأدوات. ومن بين أشهر التوزيعات ما قام به الايطاليان المؤلف رسبيكي وقائد الاوركسترا الاسطوري آرتورو توسكانيني (للاوركسترا السيمفوني)، والمؤلف البافاري ماكس ريكر لبيانوين، ووزع دونالد هنسبركر الباسكاليا لجوقة من الترومبونات (لثمانية ترومبونات، أي ما يعرف بلغة الموسيقى اوكتت).