TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :إنقاذ قدوري واجب لا صدقة!

مصارحة حرة :إنقاذ قدوري واجب لا صدقة!

نشر في: 29 أكتوبر, 2011: 06:10 م

 إياد الصالحي لم يستسلم لمرضه الأليم بالرغم من انه سرق حماسته منذ عام ونيف، تلك الطاقة الصوتية التي اشتهر بها أينما حل لمؤازرة المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية الأثيرة على قلبه الفائض بالمحبة لوطنه وأهله بعد أن أحاطوه باهتمامهم وعطفهم وكرمهم كانسان عراقي غيور أسهم ومازال في دفع اللاعبين ومدربيهم الى تحقيق النتائج المفرحة التي تملأ بيوت العراقيين بالمسرّات والبهجة وتنسيهم غصة المعيشة وشوق عودة الوطن الى عهده الآمن.
قدوري.. شيخ المشجعين الأصلاء.. مالئ دنيا الكرة العراقية وشاغل الجماهير الرياضية بدوره الوطني منذ ستينيات القرن الماضي حيث لم ينفك من مراقبة الكرة وهي تدور في الملاعب المحلية والخارجية ولم يتورع في أنفاق ماله بالرغم من شحته وضيق عسر اليد لشراء تذاكر السوق السوداء لملاحقة نادٍ ما أو منتخب وطني في أقاصي الأرض بدافع شعور ظلّ ملازماً له بعد ان نذر حياته للعبة خارج مستطيلها الأخضر مثل قلبه الذي مازال تدغدغه قفشاته المستلة من خزين ذكرياته الجميلة ومواقفه الراسخة في أذهان رواد الكرة وشبابها.لم نفاجأ بالأمس يوم انتفض الزميل المصور الرياضي المبدع قحطان سليم لينقل بكاميرته النشطة مأساة قدوري وهو طريح الأرض بجوار رفيق دربه مهدي الكرخي، يعاني مضاعفات المرض بعد أن أقسى عليه كثيراً في الآونة الأخيرة، نعم لم نفاجأ بذلك لأننا سبق وان ناشدنا مباشرة من خلال لقاءاتنا مع عدد من المسؤولين الرياضيين ما يعانيه هذا الرجل الطيب من مشاكل صحية ازدادت خطورتها وسط تجاهل الجميع، وما أثار فينا حزنا كبيراً ان إحدى اللقطات تظهر صرخة قدوري لحظة بكائه المرّ طالبا انقاذه في أتعس أيام عمره الذي أخذ يصور له تقادمه فيه لم يعد ذا قيمة بعدما تخلى عنه الجميع وتركوه فريسة لمرضه لا يقوى على تحديه أو هزيمته، مستذكراً أوج قوته يوم كان صوته يثير منافسي منتخباتنا ويبث روح اليأس في نفوسهم حتى قبل أن تطأ أقدامهم أرض الملعب!ان شيخ المشجعين قدوري أصبح علامة فارقة للكرة العراقية ولا يمكن اختزال شخصياته بدور مشجع بسيط، فالرجل لم يبخل بجهده في تحفيز آلاف المشجعين لانجاح مواسم الكرة في سني ازدهارها وضعفها،  في أتون الحرب وظلم الحصار والقتل العشوائي، في زمن العمالقة ومحترفي فنون اللعبة، وكذا في عهد اللاهثين وراء الأموال والجاحدين لحقوق أنديتهم،  عاصر الأوفياء والعاقين لفضل الكرة، حلق كالطفل في ملاعب الانتصارات والكؤوس، وجثم باكياً كمن خسر وطنه في معركة.وأستذكر هنا يوم التقيناه عقب خروجنا من ملعب الوطية بمسقط بعد خسارتنا أمام عُمان بالأربعة في خليجي 2009، قال وهو يشهق بصعوبة: لم تؤلمني الخسارة بقدر سخرية أحد العُمانيين طالبني بالعودة الى بغداد لأن الاسود هُزمت.. مع الرأفة!دعوة لوزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر ورئيس اللجنة الاولمبية الوطنية رعد حمودي ورئيس اتحاد الكرة ناجح حمود وكل من تهمهم صحة انسان عراقي قبل أن يكون ذا سمعة وشهرة كالتي يحظى بها قدوري أن ينتشلوه في محنته ويمدوا له المساعدة الضرورية لأنه يستحقها ليس منـّة أو عطفاً أو صدقة، بل واجباً وطنياً لاحياء رجل وطني شريف رفض عشرات العروض المغرية من كل حدب وصوب لتغيير جنسيته وتأجير حنجرته (مثلما طلب منه الراحل فهد الأحمد رئيس اللجنة الاولمبية الكويتي السابق لمصاحبة المنتخب الكويتي في كأس العالم 1982 في أسبانيا ) من أجل أن تبقى تصدح للعراق وليس سواه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram