عالية طالبنعيش عراقيا مواسم سياسية ، تتطلب بروتوكولات معينة تتقافز من هنا وهناك وبعضها يهيل علينا " الأحلام " التي تدلقها علينا الحكومة والأحزاب والكيانات والمخططون والمشاورون والاستشاريون وما أكثرهم في عراق زاد حجم مستشاريه ليصل الى أكبر رقم يمكن ان يضمه نظام حديث وقديم .
تصريحات لا تنتهي ، تصب علينا الهناء والتقدم من كل صوب ، تصريح يتعلق بمنحة الصحفيين والأدباء التي ستسهم في تخفيف أعبائهم الاقتصادية ، فنكتشف انها 100 الف شهريا صرفت لمرة واحدة وتوقفت بانتظار ما لا ندري من سبب وبعد ترقب دام لأكثر من ثلاثة اعوام قضتها متنقلة بين بشرى رئاسة الوزراء ونفي وزارة المالية التي لا تدري كيف تجد موازنة تكفي لإقرار كل التصريحات " الإعلانية " . ثم يعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية أن مجلس الوزراء العراقي قرر الموافقة على مشروع قانون اعمار البنى التحتية والقطاعات الخدمية وبتكلفة أولية مقدارها 70 مليار دولار. وبرغم أن الاعلان جاء متأخرا لثماني سنوات ، هو عمر الخراب الذي لحق بالبنى التحتية العراقية حين أنشغل الساسة والحكومة بالمقاعد وحصص توزيعها ، ونسوا أنهم يحكمون بلدا خربا ، مشوها ، متناثرا ، هرما ، منهارا ، يتعكز على تأريخ حضاري مهم لم يحكمه فيه احد من ساسة التصريحات بكل هذا التغافل الغريب عنه . أجمل ما ضمه هذا التصريح هو تقسيمه لحصة قطاع السكن الى25 مليار دولار, و القطاع الزراعي 17.8 مليار دولار ثم قطاع النقل 8 مليارات دولار والباقي للقطاعات الخدمية. وتوضح الحكومة على تكاليف هذه التقسيمات بالقول أن تنفيذ المشاريع الخدمية ومشاريع الاعمار والبنى التحتية سيتم بالدفع الآجل ، بسبب قصور الموازنة السنوية عن تغطية التكاليف المتوقعة لهذه المشاريع والمطلوب تنفيذها بصورة عاجلة ، حسب التصريح الحكومي .هل اكتشفت الحكومة أن العراق يعاني من انهيار اقتصادي ، وتهديم استثماري ، وتوقف حياتي لكل مصانعه ومعامله ومرتكزاته الأساسية ، ويرزح أبناؤه تحت وطأة أزمة سكن أرجأت زواجاتهم وحولت نساءه الى عوانس وشبابه الى معقدين نفسيا واجتماعيا ، وتمزقه بطالة استغلتها المشاريع الإرهابية لتحول ابناءنا الى مجرمي حرب معلنة ومستترة وعصابات منظمة ومرتبطة باجندات محلية وإقليمية ودولية .فإن قالت الحكومة أنها لا تدري فتلك مصيبة وان قالت تدري وتتغافل فتلك مصيبة أكبر ، ولن تنفع شماعة الوضع الأمني المتردي لنعلق عليها مشجب انتظار ثماني سنوات بخراب متتال ومنظم ليتحول العراق الى خرابة هائلة يدور فيها المجتمع وهو يبحث عن لقطة جمال فلا يجد الا القبح والألم والدمار .ترى أهي ميزانية مخصصة للصرف على الانتخابات أم للصرف على الأحلام المؤجلة وكلاهما ليسا ضمن مشاريع واقع المجتمع الذي يعرف قبل أن ينام أن الغد لا يجمله الكلام بل الافعال التي لا يبدو أنها أكتفت بثماني سنوات.!
وقفة: تصـريـحــات إعمـــار البـنـى الـتـحـتـيـة
نشر في: 29 أكتوبر, 2011: 09:21 م