TOP

جريدة المدى > سياسية > مبررات المخاوف في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي

مبررات المخاوف في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي

نشر في: 29 أكتوبر, 2011: 09:28 م

 بغداد / خاص المدى يعيش المشهد السياسي حالة ترقبٍ وتخوّفٍ في آن واحد مع قرب موعد انسحاب القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام الجاري. وصنّف المراقبون التخوف إلى صنفين الأول يتعلق بالتخوف السياسي لاسيما مع ارتفاع وتيرة الخلافات السياسية مؤخرا
 على خلفية الاعتقالات التي نفذتها الحكومة بحق بعثيين وضباط سابقين بتهمة التخطيط للانقلاب على الحكومة. أما التخوف الأمني فيتعلق بجهوزية القوات الأمنية على المسك بزمام الأمور في المرحلة المرتقبة. التخوف السياسي بني على أساس الصراعات التي شهدتها البلاد مؤخرا وأهمها اعتقال عدد كبير من أعضاء حزب البعث المنحل وضابط في الجيش السابق بتهمة التخطيط للإطاحة بالحكومة الحالية بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق. الأمر الذي شهد رفض بعض أطراف الكتل السياسية وفي مقدمتها القائمة العراقية. ووفقا لهذا الاعتقاد جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني  تحذيره من نشوب حرب أهلية في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية بسبب هذا الأمر الذي أخذت وتيرته ترتفع رويدا رويدا، مؤكدا أن الكرد لن يكونوا طرفاً فيها.وقال بارزاني في حديث متلفز إن "انسحاب الأميركيين من العراق سيفسح المجال لحرب أهلية مفتوحة"، مبينا أن "الكرد سيلعبون دوراً للحيلولة دون وقوع هذه الحرب دون أن يكونوا طرفا فيها". مضيفا أن الكرد ليسوا طرفاً في الصراع المذهبي ولن يكونوا كذلك. وأشار بارزاني إلى أن "هناك خلافات ناجمة عن تفسير كل طرف للدستور على مزاجه، وان رئيس الحكومة نوري المالكي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن ذلك باعتباره رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة"، نافيا أن يكون اتفاق أربيل منطوياً على أية بنود سرية".وسبق لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن حذر، في السادس من أيلول الماضي، من احتمال نشوب حرب داخلية بعد الانسحاب الأميركي من العراق، كما أكد أن التدخلات الخارجية ستزداد مع عدم بقاء تلك القوات، مشيرا إلى أن الحاجة للقوات الأميركية في العراق لا تزال قائمة، كما أوضح أن القوى العراقية تعترف بذلك فيما بينها، لكنها تصرح بخلافه أمام وسائل الإعلام. ويرى الباحث في الشأن السياسي العراقي احمد الصحن أن التخوف الذي أبداه بارزاني ناتج عن الخلاف الكبير الحاصل بين القوى السياسية التي من المحتمل أنها ستعيد العراق إلى المربع الأول أي مرحلة ما بعد دخول القوات الأميركية إلى العراق عام 2003 مباشرة.  وأوضح الصحن أن مسألة جاهزية القوات المسلحة العراقية أصبحت عديمة الأهمية إزاء ما يحدث من اختلاف كبير بين القوى السياسية. مضيفا "في الفترة التي أعقبت دخول الأميركان إلى العراق ظهرت إلى الواجهة كل المشاكل التي أراد الأميركان من خلالها لعب دور الوسيط باحتراف عالٍ من خلال استخدام وسائل الضغط كافة. وبيّن أن الأمر عاد من جديد لاسيما بعد عودة قضية انتهت قبل دخول القوات الأميركية إلى البلاد وهي قضية حزب البعث، مشيرا إلى ان هذه هي المشكلة الأكبر التي تخلق الأجواء المناسبة والتي تجعلنا نتخوف على العراق بعد الانسحاب الأميركي. وشدد الصحن على أن العراق سيكون إعصارا قادما في الشرق الأوسط ما لم تتحرك القوى السياسية بمسؤولية هي الأكبر بتاريخها وتاريخ البلاد أو أن تحاول القوى الإقليمية التي تدفع العراق إلى الانفجار السيطرة على هذا البركان لان انفجاره سيهدد امن واستقرار جميع دول المنطقة. في المقابل اعتبر النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي المخاوف المثارة من الانسحاب الأميركي بأنها تهدف إلى خلق حالة من الهلع في صفوف الشعب العراقي. وقال الطرفي إن التحذيرات التي تصدر من بعض الساسة بشأن احتمال تعرض البلاد إلى غزو من قبل دول الجوار بعد الانسحاب الأميركي هي تقليعة إعلامية تهدف إلى بعث الخوف في نفوس المواطنين. وأضاف إن الجميع يعرف إن أية دولة من دول الجوار ليس بإمكانها أن تقدم على غزو البلاد كما أن العراق لن يقبل بوصاية أية دولة من تلك الدول عليه"، مشيرا إلى أن "الأميركان يحاولون أن يرسخوا فكرة في أذهان البعض بأن إيران ستحل محلهم بعد انسحابهم. وأكد أن هذه المخاوف والتحذيرات تهدف أيضا إلى التشكيك بقدرة العراقيين في حفظ الأمن بعد الانسحاب الأميركي وكذلك خلق جو من الفوضى بعد الانسحاب الأميركي المرتقب. وفيما يتعلق بالتخوف الأمني، استبعد الباحث الصحن وجود دولة تفكر بغزو العراق عسكريا لان الولايات المتحدة الأميركية مازالت قريبة وان مثل هكذا أعمال سوف ينظر إليها بعين الريبة. وأضاف الصحن لا يوجد بلد يريد أن يدخل العراق ويخرج منه مثل ما حصل مع الأميركان الذين خرجوا مذمومين من العراق مشيرا إلى أن كل من يطمعون لان يتواجدوا بالعراق بإمكانهم ان يتواجدوا عبر بوابات عديدة منها الشركات الأمنية والمخابرات وولاءات السياسيين. من جهته يقول الخبير الأمني احمد الشريفي ان هناك ضعفا واضحا في المنظومة الامنية العراقية مطالبا الكتل السياسية الداعية الى خروج القوات الاميركية بعدم "الاستهانة" بدماء العراقيين وإدراك تداعيات ذلك ضعف المنظومة الامنية على مرحل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram