بغداد / قيصر البغداديازداد اهتمامنا بدراسة مشاكل الشباب وهمومهم لأننا نشاهد ونلمس الكثير من الصعوبات والتخبطات التي يعانيها الشباب العراقي . ويمكن القول أن المشكلات النفسية والاجتماعية والشخصية تنشأ عادة عندما يصاحبها تعقد ظروف الحياة في المجتمع أو تترتب عليها مظاهر تجعل الشاب لا يستطيع أن يتكيف أو يتوافق بسهولة مع الظروف السائدة فيه، فكل ما هو نفسي له جذور اجتماعية وكل ما هو اجتماعي له أصداء وانعكاسات نفسية .
ولما كان الشباب يمثل أهم القطاعات الحيوية المساهمة في عملية البناء والتطوير الاقتصادي والاجتماعي، فقد أحببنا أن نطرح فكرة دراسة قام بها عدد من طلبة الجامعة المستنصرية ، وهي زيارة كليات مختلفة في بغداد حكومية وأهلية، فضلا عن مقاهٍ وتجمعات شبابية، بهدف التعرف والوقوف على أهم المشكلات والصعوبات التي قد تكشف لنا معاناة الشباب. إن مشكلات الشباب، على اختلاف صورها، تشكل مصدر قلق لدى الجميع .سؤالي هنا ما هي برأيكم أهم المشاكل التي يعانيها الشباب؟* مشكلة الشباب حاليا هي أنهم منقسمون إلى أقسام عدة: الأول: لديه هدف يريد تحقيقه ولكن لا شيء يساعده على تحقيقه ولا توجد جهة تتبنى أفكار ومشاريع الشباب الإستراتيجية (شباب بلا أهداف). الثاني: لا يعرف ماذا يريد وهم الأغلبية العظمى. الثالث: فقدان الهوية والضياع. الرابع: الخوف من الآخر. الخامس: عدم القدرة على الاستقرار (الزواج والعمل). السادس: مشاكل مع الأهل الذين لم يضعوا حدود لأولادهم، وقطعوا سبل الاتصال بينهم. السابع: قلّة الصالحين وقلّة الشباب الدعاة الذين كانوا ذخراً لامتنا لكن انجرفوا في بحر الضياع(شباب بلا مبادئ). الثامن: دخول الانترنت واهتمامهم بأشياء غير مفيدة، وأما الستلايت والموبايلات فحدث بلا حرج، وهو واقع نعيشه يوميا. التاسع: إن النصيحة لا تنفع مع أي شخص، فعندما نذهب للتكلم معه قبل تكلمك يقول لك وبكل صراحة ويعترف بانه يعمل الخطأ لكن هذا ما يريده هو.المشكلة الرئيسة هي الضبابية في تحديد الأهداف وفقدان القدرة على التخطيط للمستقبل وهي مشكلة قلة الخبرة في التعامل مع الضغوط الحالية في المجتمع العراقي لاسيما الشباب الذي تعرض إلى صدقة عنيفة بسبب التغيير وعدم الاستقرار.أما الحلول التي يقترحها الشباب لهذه المشاكل فهي :1- يقع العاتق الأكبر على أكتاف مؤسسات المجتمع المدني الصادقة منها في تحديد أولوية المشاكل من حيث انتشارها وإيجاد الحلول.2- إنشاء مراكز بحثية متخصصة لدراسة مشاكل الشباب وتوفير قاعدة معلومات تستند الى أرقام ومؤسسات لكي تكون الحلول موضوعية، أساسها علمي قويم.3- ثم تأتي المهمة الأكبر التي تقع على عاتق الحكومة في تفعيل المهام المناطة بوزارة الشباب وتعاونها أيضا مع الوزارات الأخرى من اجل إيجاد أفضل الحلول للمشاكل الطافية على السطح.4- كذلك يكون للمؤسسات الإعلامية دور في تسليط الضوء على هذه المشاكل وعرضها أمام أصحاب الشأن وإبراز المؤسسات المقصرة.المشاكل كثيرة لكن الحل بأيدينا،بل الحل بأيدي الشباب الصالحين الذين يمتلكون العقلية الصالحة، فبطرق متعددة يمكنهم إصلاح هؤلاء الشباب.وإذا لم تتحرك انت وأنا في كسب وإصلاح مثل هؤلاء، فتأكد بأنه بعد سنوات قليلة لن يبقى إلا القليل القليل من الشباب الصالحين.
في دراسة ميدانيّة... الشباب لا يعرف هدفه و النصيحة لا تنفع
نشر في: 29 أكتوبر, 2011: 09:36 م