بغداد/ خاص المدىكيف تم الكشف عن التنظيم البعثي الذي كان يخطط لانقلاب عسكري على الحكومة في بغداد؟ مصادر في وزارة الداخلية لم تعط تفسيرا مقنعا للروايات التي طرحتها الحكومة ، فيما شككت مصادر مطلعة في قدرة البعثيين على القيام بمثل هكذا مخطط يحتاج إلى تمويل ومساندة من دول إقليمية ،
المصادر نفسها لم تستبعد قيام عدد من الأفراد بإعادة تنظيم خلايا لحزب البعث في عدد من مدن العراق، إلا أن مقربين من الحكومة أكدوا أن الحزب المحظور كان ينوي الانقلاب على الحكومة مستفيدا من بعض المتعاونين معه في الاجهزة الامنية من ضباط في الجيش بتحريك قطعات عسكرية نحو بغداد لاحتلالها والاعلان عن عودة البعث للسلطة.rnوفي تطور لاحق، نفت جميع الجهات ذات العلاقة افادة الحكومة من معلومات منحتها لها سوريا والمجلس الانتقالي الليبي بهذا الصدد.وعلى الجانب الاخر، فإن قياديا بارزا في البعث جناح الدوري نفى ان يكون حزبه يخطط لهكذا انقلاب او العودة الى السلطة، هذه التقاطعات في التصريحات عززتها مخاوف أبدتها لجنة المساءلة والعدالة في مجلس النواب من تأثير عمليات الاعتقال على عملية المصالحة الوطنية.قصة كشف التنظيم تفصيل ما جرى من احداث خلال الاسبوع الماضي والتي رافقتها عملية اعتقال عدد كبير من المنتمين لحزب البعث كشفتها للمدى مصادر مقربة من قائمة دولة القانون ، حيث كشف المصدر في تصريح خص به المدى امس "منذ ستة اشهر تم اعتقال احد الاشخاص في بغداد عن طريق الشبهة وبعد التحقيق معه اعترف بالخطوط العريضة لهذه المؤامرة العملية الخطيرة"، متابعا "تم تبليغ القيادات الاستخباراتية المهمة ومن خلال مراقبة اجهزة الهواتف والعناوين التي ادلى بها المعتقل تم التوصل الى الاماكن التي يعقد فيها قيادات مهمة في البعث اجتماعاتهم"، مشددا على ان اغلبهم "اعضاء فرع وشعب في حزب البعث المحظور".وأردف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه قائلا : "عملت الاجهزة الاستخباراتية على اختراق هذه الشبكة ونجحت في ذلك من خلال دخول احد ضباط الجهاز الاستخباري الى هذه اللقاءات وكان يحمل معه كاميرا صور فيها كامل المباحثات".وعن طبيعة المخطط الذي كانت تنوي له قيادات البعث، قال : "تبين ان الحزب المحظور كان ينوي خلال هذه الايام تحديدا تنفيذ سلسلة كبيرة من التفجيرات في جميع محافظات العراق باستثناء اقليم كردستان ومن ثم يلجأ الى تحريك بعض القطعات العسكرية من الجيش التي تقع تحت امرة ضباط رفيعي المستوى يعملون مع هذا التنظيم السري وجرى اعتقالهم ايضا للسيطرة على بغداد واسقاط الحكومة".ساعة الصفرواستطرد "في ليلة الاعتقال وتمام الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل تحركت الاجهزة الامنية على ما يقارب الـ 300 هدف جرى اعتقالهم دون اي خسائر او مواجهات وهم الان رهن التحقيق وسيواجهون بالأدلة التي يمتلكها القضاء"، لافتا الى "ان المخطط جرى التنسيق له من خلال 800 قيادي بعثي تم القاء القبض على 500 منهم".ونفى المصدر المعلومات التي كانت قد تداولتها بعض وسائل الإعلام بخصوص تزويد دول الجوار العراق بمعلومات حول هذا المخطط، اذ ذكرت مصادر مطلعة ان كلا من سوريا وليبيا اسمعت في الكشف عن المخطط البعثي الذي يهدف الى اسقاط العملية السياسية "، وقال "هذا كلام غير صحيح بالمرة، وان الجهد كان عراقيا بحت من خلال الاجهزة الاستخباراتية".وحاول المصدر الربط بين هذ المخطط والدعوات التي اطلقها نائب رئيس النظام السابق، عزت الدوري بضرورة لملمة الحزب والقيام بعمليات مهمة للإثبات قوته والاستعداد لما بعد الرحيل الاميركي.الداخلية تقلل من أهمية الحدث وتؤكد أن البعث عاجز وزارة الداخلية قللت من اهمية امكانية حزب البعث في اسقاط العملية السياسية في العراق، معتبرة ان الاعتقالات التي شهدتها البلاد جاءت نتيجة لمحاولة بعض التنظيمات اعادة صفوفها.وقال وكيل الوزارة لشؤون الاسناد احمد الخفاجي في تصريح لـ"المدى" امس، بالرغم من ان هذا الامر خارج اختصاصنا وان الجهة التي تولت الموضوع هي الاستخبارات فأن عمليات الاعتقال جاءت طبيعية وقانونية لان الدستور يحظر هذا الحزب وحاولت بعض الاطراف لملمته من اجل تنفيذ اجندات معينة كعمليات اغتيال او تفجيرات وبالتالي تم القاء القبض عليهم"، موضحا ان التحقيق لايزال جاريا معهم وسيفرج عن الذين لا تثبت ادانتهم اما غير ذلك فسيحالون الى القضاء"، موضحا "لا اعتقد بان يكون لدى الحزب القدرة على اسقاط العملية السياسية ولكن نشاطهم لا يزال موجوا وان سعيهم الحثيث نحو هذا الاتجاه مستمر".وكانت الداخلية قد اكدت أن "قوات الأمن تمكنت حتى الآن من إلقاء القبض على نسبة 75% من المطلوبين المتهمين بالإرهاب ومحاولة إعادة إحياء حزب البعث المنحل غير انها نفت ما ادلى به الملا واكدت ان اعتقال هؤلاء المتهمين جاء وفق قانون مكافحة الإرهاب دون إصدار أوامر قضائية باعتقالهم".الوكيل الأقدم للوزارة عدنا
المدى تروي تفاصيل المخطط البعثي وكيفية كشفه
نشر في: 29 أكتوبر, 2011: 09:51 م