يوسف فعلاجتماع عاصف يعقد اليوم في الكويت لتحديد موقف الاتحادات الخليجية من إقامة دورة خليجي 21 في البصرة أو عدمها ومعرفة صدق النوايا للمجتمعين بمنح الضوء الاخضر باقامة الدورة في موعدها 2013 ، وينقسم المجتمعون بين مؤيد ومعارض بحسب وجهات النظر المختلفة والخزين الفكري المتراكم لدى اصحاب القرار المبني على بعض المواقف البعيدة عن الأطر الرياضية.وبعض هذه الافكار المؤيدة والمعارضة بُنيت استنادا الى تقارير الزيارات المتعددة الى مدينة البصرة وتدوين كل صغيرة وكبيرة عن سير العمل في المدينة الرياضية ومناطقها واوضاعها الاقتصادية والبنى التحتية والملاعب والفنادق والامور اللوجستية .
وإقامة خليجي البصرة في موعدها المحدد مطلع 2013 ليس بمنـّة او فضل من احد او فخر يلبسه لنا الأشقاء، وانما استحقاق طبيعي يستحقه شعبنا لما تحمله كرتنا من قدرات مبدعة على التنظيم ومحبة مكنونة في القلوب للاشقاء وإرثٍ حافل بالانجازات فضلا عن جمال طبيعة المدينة وطيبة أهلها . ولعل ما يثير الاستغراب ان رؤساء الاتحادات الخليجية اشترطوا على اقامة الدورة جملة من القضايا والامور في محاولة من البعض وضع الحصان امام العربة ، ومن ابرزها الحصول على موافقة (فيفا) على خوض المباريات الدولية في العراق بالرغم من معرفة الجميع ان الدورة خارجة عن فلك (فيفا) ولا تخضع لضوابطه وتعليماته لانها تعد بطولة اقليمية لا تدوّن انجازاتها في سجل (فيفا) ولا تـُحسب للاعبين مبارياتها الدولية ، ولكن للدورة ولـع وعشق لا مثيل له من الجمهور والمتابعين لانها ملتقى مهم لتجمّع نجوم اللعبة في منطقة الخليج وينتظر موعد انطلاقها الجميع على أحـرّ من الجمر . ولا يمكن نسيان افضال دورات الخليج على تطوير اللعبة في المنطقة فبعد ان كانت المنتخبات الخليجة تعد الأضعف عربياً وقارياً اصبحت بعد 20 دورة من اهم القوى الكروية الآسيوية واستطاع عدد منها الولوج الى نهائيات كأس العالم وهي الكويت والامارات والسعودية اضافة الى منتخبنا الوطني ، لذلك فان استمرارها من دون مشاكل مصدر قوة لجميع المنتخبات وعنفوانها الدائم.لقد شمّرت السواعد السمر لأهالي البصرة منذ فترة لاحتضان منتخبات الخليج بقلوبهم قبل الفنادق ذات النجوم الخمس او في مدرجات الملاعب وبحفاوة مغلفة بالطيبة المعروفة عنهم ، للمساهمة بانجاح الدورة التي يجب ان تتوحد الاصوات العربية المحبة على البعض الذين يحاولون إلقاء المسؤولية على غيرهم من خلال الموافقة على اقامة الدورة في البصرة مشروطة بالحصول على موافقة (فيفا) ، وهي العقبة الوحيدة التي من الصعب تجاوزها التي يمكن ان تحوّل إقامة الدورة في البصرة الى سـراب!وتبقى الانظار شاخصة باتجاه اجتماع الكويت لمعرفة صدق النويا بالإعلان الرسمي لإقامة الدورة في ثغـر العراق لأجل ان تكتحل المدينة برؤية المنتخبات الخليجة في ظهرانيها ،اما في حالة عدم الموافقة فانه يعد ضربة موجعة وطعنة من الخلف وستكون انعطافة خطرة قد تترك مردودات سلبية على العلاقات الرياضية القـوية التي تربط أهـل الخليج في ما بينهم. واليوم عندما يتخذ الاشقاء القرار النهائي لإقامة خليجي 21 في البصرة عليهم الابتعاد عن الصراعات والمناكفات السياسية وضع الرياضة ومبادئها في المقام الاول لأن الساحرة المدورة تجمّع وتوحّد وهي رسالة محبة وتآخ ٍ ولم تكن للفرقة والتناحـر.
نبض الصراحة: صراع خليجي 21
نشر في: 30 أكتوبر, 2011: 06:41 م