هاشم العقابي لا اظن اني بحاجة الى اعطاء ما يثبت ان الحكومة العراقية لم تشارك العراقيين بهم مثلما شاركتهم يوم صاحوا "الغوث" من تدريب النظام السوري للإرهابيين وتهريبهم الى العراق. ولا اظن ايضا ان فينا من ينسى كيف ان الحكومة العراقية، حملت حكومة سوريا كل ما يحدث بالعراق من تفجيرات وقتول دموية الى حد انها هددت برفع شكوى ضدها الى المحكمة الدولية.
وظلت الحال كذلك الى ان حدثت مشكلة حاجة المالكي الملحة لان يصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى. عندها تبدلت نغمة حكومتنا وطويت كل الاتهامات التي كانت توجه لسوريا وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيها. لنقل ان للضرورة أحكاماً. ولنقل أيضا ان الصداقة خير من العداوة. لا بل لنذهب اكثر ونؤمن بقول "رب ضارة نافعة". النفع الذي افترضناه هو ان يؤدي تناسي حكومتنا لما لحق بشعبنا من اذى بفعل فتح الحدود السورية العراقية أمام الإرهابيين الى قطع نزيف تسللهم لارضنا، وبالتالي نكسب حماية أرواح العراقيين التي هي عندنا اثمن من نظامي الحكم بسوريا والعراق مجتمعين. لكن الواقع لا يقر ذلك. فما زال القتلة يخترقون الحدود ويختارون المكان والزمان اللذين يقتلوننا فيهما متى شاؤوا. "كروة" تعبانة كما يقول العراقيون في هذه الايام.ينصحون من يعفو عمن اخطأ بحقه بأن: "اغفر ولكن لا تنس". والنسيان لا يعني ان تضمر العداوة لمن غفرت له، انما هو ان تتعظ. ومن لا يتعظ مريض. والمريض لا يصلح لإدارة نفسه أو بيته، فكيف اذا كان يحكم بلدا؟ ولا اخطر من عدم الاتعاظ من التجارب، الا ان يقلد الحاكم سلوك من اخطأ بحق شعبه. وهذا ما حصل في تعامل حكومتنا مع نظام بشار الاسد. فان هو سهل الطريق امام قتلة شعبنا على مدى سنوات طويلة، فان حكومتنا صارت تساعده في قمع ثورة شعبه. كنا نحس ذلك ونتألم منه ونستغربه لكن الدليل الملموس كان ينقصنا الى حد قبل يومين. فلقد كشفت شركة أميركية عن ان انظمة للمراقبة والتنصت على الانترنت كانت قد بيعت الى وزارة الاتصالات العراقية يتم استخدامها اليوم من قبل النظام السوري. فضيحة مزدوجة بامتياز. فحكومتنا التي كانت تعيب على سوريا وتحملها عار تصدير القتلة لشعبنا عبر الحدود صارت تستورد بمالنا العراقي وتصدر لسوريا مجانا ما يعينها على خنق حرية شعبها. وان كان النظام السوري لا يستحي ويمارس على الهواء قتل شعبه لانه ثار ضده، فما الذي دفع حكومتنا ان تشتري اجهزة تنصت على شعبنا الذي انتخبها؟ واضح ان حكومتنا اشترتها لتراقب خصوصيات العراقيين كما تفعل الانظمة الشمولية. اذكر كل من في حكومتنا وبرلماننا بان مراقبة الناس والتجسس عليهم كانت احد اهم اسباب سقوط الطغاة العرب. لقد فعلها صدام والقذافي ومبارك وصالح من قبلكم. وها انتم ترونهم، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. أفلا تتعظون؟
سلاما ياعراق :من راقب الانترنت مات هما
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 30 أكتوبر, 2011: 08:33 م