عبد الخالق كيطان اليوم يفتتح مهرجان منتدى المسرح بعد توقف منذ العام 2001. والمهرجان ارتبط في ذاكرة المسرحيين العراقيين وجمهورهم بتقديم مجموعة من الأسماء التي صارت علامات في مسرحنا العراقي، كما كان المهرجان أوّل من أرسى تقاليد الجلسات النقدية التي تعقب العروض المسرحية ويشارك بها عادة النقاد والمسرحيون والجمهور على حدّ سواء. وفي الوقت الذي أحيي فيه الأصدقاء الذين يقفون وراء فكرة إعادة الروح للمهرجان، والمشاركين فيه أيضاً، يطيب لي أن أسهم ببضعة مقترحات لتطوير عمل المهرجان. وإليكم بعضها:
1. إطلاق أسماء عدد من مسرحيينا العراقيين ممن تميّزوا، أو ظهروا، من خلال مسرحياتهم التي قدمت في المنتدى حصراً، على دورات المهرجان القادمة. ومن الممكن أن تطلق مثل هذه التسميات على الجائزة الكبرى للمهرجان.2. التوثيق عامل مهم في مثل هذه المهرجانات، ونحن نستذكر الجهد الذي كان يقدمه الراحل أحمد فياض المفرجي في هذا الخصوص، ومن تلاه، وعلى رأسهم الفنان عقيل ابراهيم.. ولهذا نقترح أن يصار إلى أرشفة العروض والمداخلات النقدية الرسمية، وكذلك بعض الصور الخاصة بالمهرجان في كتيب يصدر لاحقاً. 3. لا أعتقد أنه من الضروري والمناسب أن تعرض بعض المسرحيات في قاعة غير قاعة المنتدى، فالمهرجان هو مهرجان المنتدى، وأعتقد أن عروضه يجب أن تكون في المنتدى. أقول ذلك وأنا أقرأ أن بعض العروض ستعرض في المسرح الوطني. إن واحدة من أهم مميزات المهرجان هو في "تجربة" تعامل المخرجين مع معمار وفضاء مسرحي قارّ. 4. الإصرار على تثبيت مفردة "التجريبي" في عنوان المهرجان ويافطته الرئيسة. فهو مهرجان للمسرح التجريبي بحقّ.5. وأقرأ عن مقترحات لعمل "محور فكري" للمهرجان، وأقول بتواضع شديد، ومن خلال تجربتي في هذا المهرجان وغيره، إن هذه الفكرة ليست سديدة، وذلك لأسباب، منها: إنها عادة لا تستقطب جمهوراً على العكس من الجلسات النقدية التي تعقب العروض. كما أن مثل هذه المحاور ضرورية في المهرجانات الكبرى، مهرجان المسرح العراقي على سبيل المثال. إن ميزة مهرجان المنتدى، كما كتبت مراراً، تكمن في هذه العلاقة الحميمة بين أهل العروض وجمهورهم، وهو ما يتحقق في الجلسات النقدية المرافقة لا المحور الفكري. 6. الدفع باتجاه ترشيح العمل الذي يحصد جائزة المهرجان الكبرى للمشاركة في مهرجانات المسرح التي تقام خارج البلاد.7. تنظيم ريبتوار مسرحي يعقب انتهاء المهرجان، بأن يخصص لكل عرض مشارك فترة زمنية لا تقل عن أسبوع لإعادة العرض، حتى لو كانت أعداد الجمهور قليلة، فالمهم هنا هو الاستمرار، ومنح المسرحيات فرصة لمشاهدة أكبر وأيضاً لتنشيط الواقع المسرحي من خلال عروض مسرحية قد تدوم لأكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر.8. إن أبرز مؤاخذة يسجلها المسرحيون والجمهور على حدّ سواء على لجان التحكيم تتمثل بتقديمهم لمبدأ "المناصفة" في الجوائز، مما يقلل من قيمتها المعنوية عند المشاركين. وتلجأ لجان التحكيم لهذا المبدأ لأسباب اجتماعية على الأعمّ الأغلب. نتمنى أن تكون جوائز المهرجان بنسخته الجديدة بعيدة تماماً عن مثل هذا المبدأ، والركون إلى عدد النقاط التي يحصل عليها كل عرض من قبل لجنة المحكمين. ويمكن الاستئناس بآراء النقاد الذين يواكبون المهرجان في هذه النقطة. كثيرون يشعرون بالحنين لإعادة مهرجان منتدى المسرح، وفي تقديري إن المهرجان سيستقطب جمهوراً كبيراً بغضّ النظر عن مستوى العروض المشاركة. فبالنتيجة، هذا أكثر مهرجانات المسرح في العراق رسوخاً. تحية لكم أيها الأصدقاء في عرسكم..
عين :منتدى المسرح
نشر في: 30 أكتوبر, 2011: 10:46 م