ترجمة المدى قال مسؤولون ودبلوماسيون أميركان إن إدارة أوباما تخطط للتواجد عسكريا في الخليج العربي بعد سحب قواتها المتواجدة حاليا في العراق نهاية العام. هذا التواجد قد يشمل نشر قوات قتالية جديدة في الكويت باستطاعتها الرد على أي خرق للوضع الأمني في العراق او المواجهة العسكرية مع إيران.
هذه الخطط، التي تجري مناقشتها منذ أشهر، أصبحت من الأمور العاجلة بعد إعلان الرئيس أوباما سحب القوات من العراق كافة في نهاية العام. إن إنهاء حرب الثماني سنوات كان تعهدا أساسيا في حملة أوباما الرئاسية. إلا أن المسؤولين الاميركان، العسكريين والدبلوماسيين بالإضافة إلى مسؤولين من عدة بلدان في المنطقة، قلقون من أن الانسحاب قد يؤدي إلى عدم الاستقرار فيها.بعد الضغوط غير الناجحة على إدارة أوباما والحكومة العراقية للسماح بإبقاء عشرين ألف مقاتل أميركي في العراق بعد موعد الانسحاب، فان البنتاغون يضع الآن حلولا بديلة. فبالإضافة إلى المفاوضات الخاصة بإبقاء قوة برية مقاتلة في الكويت، تنظر الولايات المتحدة في إرسال المزيد من السفن الحربية عبر المياه الدولية إلى المنطقة. الإدارة تسعى أيضا، دون أن تغفل التهديد الإيراني، إلى توسيع علاقاتها العسكرية مع ست دول في مجلس التعاون الخليجي هي السعودية، الكويت، البحرين، قطر، الإمارات و عمان. و برغم أن الولايات المتحدة لها علاقات عسكرية ثنائية مع كل من هذه الدول، فان الإدارة والجيش يحاولان رعاية "هيكلية أمنية" جديدة للخليج العربي تدخل فيها دوريات جوية وبحرية بالإضافة إلى الدفاع الصاروخي. يبقى حجم القوة القتالية الأميركية المراد تأسيسها في الكويت خاضعا للمفاوضات، ومن المتوقع ان تتضح النتائج في الأيام القادمة. ويميل المسؤولون في مقر القيادة المركزية الأميركية إلى مناقشة خصوصيات المقترح، لكن من الواضح أن خطط الانتشار الناجحة للعقود الماضية يمكن دمجها لتكون خططا لموطئ قدم في المنطقة بعد العراق. فمثلا، في الفترة الواقعة ما بين حرب الخليج 1990 واجتياح العراق في 2003، أبقى الجيش الأميركي فوجا مقاتلا على الأقل -وأحيانا لواء كاملا– في الكويت على مدار السنة، مع مستودع للتجهيزات العسكرية كان جاهزا في حالة استدعاء المزيد من القوات إلى المنطقة. وصف الجنرال كارل هورست، رئيس هيئة أركان القيادة المركزية، التخطيط لوضع جديد في الخليج قائلا إن القيادة كانت تركز على انتشار صغير لكنه مقتدر بالإضافة إلى تركيزها على الاشتراك في التدريب مع جيوش المنطقة "اعتقد أن ذلك سيكون إجراء صحيحا ومناسبا و عمليا". كان أوباما وكبار مستشاريه في الأمن القومي يسعون إلى تطمين الحلفاء والرد على النقاد – من بينهم الكثير من الجمهوريين– بان الولايات المتحدة سوف لن تتخلى عن التزاماتها في الخليج العربي حتى وهي تنهي الحرب في العراق وتتجه إلى إنهائها في أفغانستان نهاية عام 2014.قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في طاجكستان بعد إعلان الرئيس "سيكون لنا تواجد قوي مستمر في المنطقة، وهذا دليل على التزامنا المتواصل تجاه العراق وتجاه مستقبل تلك المنطقة التي يجب تحريرها من التدخلات الخارجية لكي تستمر في طريق الديمقراطية". خلال لقاءاته مع العناصر العسكرية في آسيا الاسبوع الماضي، ذكر وزير الدفاع ليون بانيتا بان لدى الولايات المتحدة اربعين ألف مقاتل في المنطقة، منهم 23 ألفا في الكويتب رغم كونهم يمثلون دعما لوجستيا للقوات المتواجدة في العراق.بينما يقوم البنتاغون والقيادة المركزية بهذه الجهود، وهما اللذان يشرفان على العمليات في المنطقة، فقد باشرا بإعادة ترتيب القوات الأميركية وهما يعرفان جيدا القيود السياسية وتلك المتعلقة بالميزانية التي تواجه الولايات المتحدة– منها القطوعات البالغة 450 مليار دولار في الإنفاق العسكري على مدى العقد القادم كجزء من اتفاق لتقليص العجز في الميزانية. قال مسؤولون في القيادة المركزية إن عصر ما بعد العراق يتطلب منهم السعي الى وسائل أكثر كفاءة لنشر القوات وزيادة التعاون مع الشركاء في المنطقة. إحدى النتائج المهمة للقطوعات القادمة هي التقليص الحاد في عدد محللي الاستخبارات المنسبين في المنطقة. في الوقت نفسه، يأمل المسؤولون توسيع العلاقات الأمنية في المنطقة، حيث قال الجنرال هورست بان ممارسات التدريب كانت "دلالة على التزامنا بالتواجد و التزامنا بالموارد و التزامنا ببناء قدرة الشركاء". من جانبه ذكر العقيد جون ورمان، مسؤول التمرينات في القيادة المركزية، بأنه تمت دعوة الجيش العراقي ولأول مرة للمشاركة في التمرين الإقليمي الذي سيجري في الأردن العام القادم تحت اسم (الأسد الرابض 12) والذي يدور حول حرب العصابات والإرهاب. القسم الآخر من تخطيط الإدارة لما بعد العراق يشمل مجلس التعاون الخليجي الذي ترأسه السعودية، و الذي كان يسعى إلى استخدام نفوذه الدبلوماسي والعسكري في المنطقة و ما وراءها. فمثلا، أرسلت قطر والإمارات العربية المتحدة طائرات مقاتلة إلى البحر الأبيض المتوسط كجزء من تدخل قوات الناتو في ليبيا، بينما تتواجد قوات تابعة للبحرين والإمارات العربية في أفغانستان. مع ذلك
بعد مغادرتها العراق.. الولايات المتحدة تخطط لنشر قواتها فـي الخليج

نشر في: 30 أكتوبر, 2011: 10:49 م









