بغداد/ ماجد طوفان يبدو أن تفاقم الوضع في البلاد يسير بخطى حثيثة نحو أزمات جديدة، ولعل اللافت للنظر أن الكتل السياسية تخوض حروبا ضارية فيما بينها، ومن جهة أخرى فان بعض هذه الكتل غير ملتزمة بخطاب إعلامي وسياسي، فتلاحظ عليها التضاربات الواسعة والمتقاطعة داخل الكتلة الواحدة،
ولعل الموضوع الساخن الأخير الذي هيمن على المشهد السياسي العراقي وهو إعلان مجلس محافظة صلاح الدين إقليما، عزز من وجود هذا الخطاب الذي ينحو إلى جانب التصعيد تاركا الحلول والتهدئة إلى موعد غير مسمى. وفي هذا السياق تشظت التصريحات فقد اتهم القيادي في ائتلاف دولة القانون كمال الساعدي، الأحد، بعض الدول الإقليمية والخليجية بالوقوف وراء مطالبات بعض المحافظات بالفيدرالية، مبينا أن تلك الدول عندما فشلت في إسقاط النظام وتقسيم البلاد اتجهت للفيدرالية، فيما أكد أن هناك بعثيين في دول قلقة يحاولون وجود ملاذ آمن في صلاح الدين.وقال الساعدي في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "المطالب بإقامة الفيدرالية في هذا الوقت بالذات تقف خلفها بعض دول الخليج ودول الجوار"، لافتا إلى أن "هذه الدول كانت تحاول إسقاط النظام السياسي في العراق".وأضاف أن "هذه الدول عندما فشلت في تقسيم البلاد وإسقاط النظام السياسي وضعت خيار الفدرالية لخلق بؤر قائمة على أساس طائفي لنفوذ دول إقليمية"، مبينا أن "رئيس الوزراء توقع أن يرفض مجلس الوزراء أي طلب لإقامة إقليم في هذا الوقت لان المجلس يمثل السلطة التنفيذية وهو المسؤول عن وحدة العراق وأمنه".ولفت الساعدي إلى أن "اغلب القيادات البعثية موجودة بوضع قلق في سوريا واليمن وليبيا وإذا عادوا إلى العراق فإنهم غير مرحب بهم في بعض المحافظات الجنوبية، ولا حتى في صلاح الدين"، معربا عن خشيته من أن "يفرض البعثيون أنفسهم على محافظة صلاح الدين ليجدوا ملاذا آمنا فيها لان قياداتهم تنتمي إلى تلك المناطق". وردا على تصريحات الساعدي قال النائب عن العراقية صالح المطلك انه لم يسمع بهكذا تصريحات وان هناك دولا تدفع باتجاه فيدراليات في العراق، وقال المطلك في اتصال هاتفي مع المدى "أنا اعرف أن معظم الدول المحيطة بنا لا تريد العراق قويا مرة أخرى وتريده ضعيفا ومفككا في وحدته الوطنية"، لكنه استدرك أن هناك بعض الدول تسعى إلى تفتيت العراق وإضعافه بحيث يصبح عدة أقاليم لكنني حقيقية لم اسمع ولن اصدق أن البعثيين يريدون أن يقيموا إقليما في منطقة من العراق"، وعن تضارب التصريحات بين الحكومة ومحافظة صلاح الدين حول إقامة الإقليم أضاف المطلك "أن هذه المواضيع تبدو واضحة وكأننا مدفوعون نحوها كعراقيين لأنها تخدم أجندات خارجية، وأضاف: أتمنى على كل أهلنا أن يعملوا على إبقاء العراق موحدا وان تعمل الحكومة بهذا الاتجاه أيضا"، وفي سياق متصل اتهم المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا رئيس الوزراء نوري المالكي بعدم معرفته بالدستور والقوانين، وقال الملا لوكالة السومرية نيوز، إن "تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي بشأن آلية تشكيل الأقاليم يعبر عن عدم معرفته بالدستور والقانون"، مؤكدا أنه "بتصويت أعضاء مجلس أي محافظة على تشكيل الإقليم سواء أكانت صلاح الدين أم غيرها، يرفع الطلب إلى مجلس الوزراء وهو ملزم بحكم القانون خلال 15 يوما بتحويله إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتوفير القضايا اللوجستية لإجراء الاستفتاء عليه". وأضاف الملا أن "مجلس الوزراء ليست له إرادة القبول أو الرفض وعندما يتحدث المالكي عن أنه سيرفض فأنه ادعى ما لا يملك فهو ليس من صلاحيته أن يقبل أو يرفض"، لافتا إلى أن "ما تحدث به المالكي بشأن إحالة الطلب من مجلس الوزراء إلى مجلس النواب فمن الممكن إيجاده في دستور غير دستور العراق وقد يكون ذلك جائزا، أما في الدستور العراقي فلا يوجد ذلك المفهوم لا من قريب ولا من بعيد". وردا على تصريحات الملا قال المطلك "إن ما قاله الملا يعنيه هو فقط ولا يعنيني وكل منا له رأيه، وأنا رأيي هو أن نبني بلدنا وان نتسامح مع بعضنا وان نعمل على إجهاض المشاريع التي تحاول تمزيق وحدة العراق وهذه دعوة أوجهها إلى كل الإخوة السياسيين".
الأزمات السياسية تفتح حروباً إعلامية

نشر في: 30 أكتوبر, 2011: 10:50 م









