بغداد / المدى لم تستطع خيرية جاسم 25 سنة معلمة أن تخفي امتعاضها من لبس الحجاب وهي تعمل في مدرسة ابتدائية للبنات فتقول : أنا أعمل وسط مجتمع نسائي ولكن اصرار المديرة على لبس الحجاب بالإكراه شكل لي عقدة نفسية مزعجة. وتتساءل : ما الضير من نزع الحجاب وسط المدرسة
لانه أمر بسيط وليس فيه ما يخل بشخصية المعلمة فضلا عن انه ليس هناك رجال وتشاطرها الرأي ابتهال محمد التي تعمل في دائرة حكومية وهي وحدها في غرفة الأضابير ما يشكل لها مضايقات في عملها . بينما تقول الطالبة الجامعية سحر علي ان الحجاب ليس فيه منافع بل يسبب لها حساسية خصوصا ايام الحر حين يعرق وجهها من لهيب الجو فتضطر الى نزعه في مكان منعزل.بينما تقول موج ايهاب أن مسألة ارتداء الحجاب من عدمه هي اعتقاد بوجوبه، وإقبال على تنفيذ مقتضيات هذا الاعتقاد بحرية اختيار ، ولكن الأمر تحول لدينا أو عند البعض منا إلى شيء آخر. وتضيف : أن بعض العوائل تفرض الحجاب كوسيلة للضغط على الفتيات بدعوى العفة والفضيلة، وهما إنما ينبعان من الداخل، وبمحض الإرادة لا يقهر سلطة الأب أو العائلة. ومن النساء من يستخدمن ارتداء الحجاب كمظهر لجلب القبول الاجتماعي. ولكن عند زينب محمد رأي اخر فتقول : أصبح الحجاب وسيلة من وسائل أناقة المرأة، إذ تتوافر منه موديلات متنوعة وابتُكرت طرق كثيرة في لفّه وربطه فظهرت منه نماذج بعيدة كل البعد عن النمطية والتكرار، بل تميزت بالابتكار والتجديد اللذين يتناسبان مع حياة الفتاة العصرية، سواء أكانت عاملة أو طالبة جامعية. كذلك تطورت نماذج الحجاب لتتلاءم مع أشكال الوجوه، ومع اشتداد النقاشات بشأن الحجاب من لبسه او نزعه تحاول بعض ادارات المدارس فرض الحجاب على طالبات المدارس بصورة إلزامية . لذلك يشهد قطاع التربية والتعليم الكثير من الجدل خلال السنوات الأخيرة، لأسباب يعود بعضها الى الوضع السياسي، أو الى عدم استقرار مفاهيم التربية واستراتيجياتها.وتكررت في هذا السياق حالات فرض بعض إدارات مدارس البنات، ارتداء الحجاب على الطالبات، ومنهن طالبات الصفوف الاولى في المدارس الابتدائية. وأوضحت المدونة والناشطة نوف الفلاحي أن طالبات وطلاب بعض المدارس في المناطق الشعبية والأرياف يخضعون لإرادات مجاميع متطرفة، وتوجهاتها، ومن ذلك الزام الصغيرات بارتداء الحجاب، ومنع الصبيان من ارتداء السراويل القصيرة.وفي حال كان أولئك التلاميذ يخضعون لارادة مجموعات تفرض ارادتها فان التلميذة مروة من الموصل، ارتدت الحجاب بطلب من والدتها بعد ما اوضحت لها ان الحجاب جزء من هويتها الإسلامية، ويجنبها المزالق.لكن الموظف في مديرية تربية نينوى علي محمد نفى وجودَ أوامر رسمية من التربية تجبر الطالبات على ارتداء الحجاب، موضحا أن تعليمات الوزارة تؤكد ارتداء الزي المحتشم في المدرسة، ما فسره البعض بانه فرض للحجاب.ومع أن السيدة الموصلية أم مروة لم تكن ترتدي الحجاب خلال سنوات دراستها الابتدائية والمتوسطة، إلا أنها الآن تجد في شيوع ارتداء الحجاب التزاما دينيا في مجتمع مسلم. وكشفت في حديثها لمراسل اذاعة العراق الحر في الموصل محمد الكاتب عن أنها "حجّبت" ابنتيها مبكرا ليعتدن الالتزام بمظاهر الحشمة والستر، حسب تعبيرها، وقالت أم مروة ان العديد من المسيحيات يرتدين الحجاب هذه الايام مثل نظيراتهن المسلمات.ومع تأكيد المتحدث باسم وزارة التربية وليد حسين أن الوزارة لم تفرض الحجاب على طالبات المدارس، إلا أنه أقر باجبار مديرات بعض المدارس ومعاوناتهن الطالبات على ارتداء الحجاب من باب ستر عوراتهن!.وتعتقد الناشطة المدنية نوف الفلاحي أن وزارة التربية لم تستطع إيقاف بعض الممارسات التي تفرضها مجاميع متشددة، خصوصا في أطراف المدن والأرياف، ومن ذلك اجتهاد بعضهم بجعل العطلة الأسبوعية في المدارس يومي الخميس والجمعة بدلا من الجمعة والسبت.الى ذلك اكد عضو لجنة التربية في مجلس النواب العراقي علي جبر حسون أن الحكومة وحتى مجلس النواب لا يستطيعان فرض الحجاب على الطالبات، لان ذلك يعد مخالفة للدستور، الذي يحترم خيارات المواطن ومعتقداته. يرى باحثون اجتماعيون ومنهم الباحث في جامعة الموصل خالد منصور ان توجه العائلة العراقية الى مطالبة الاناث بارتداء الحجاب، واتساع ظاهرة ارتداء الحجاب تعود الى اسباب عدة منها الأزمات الأمنية والاجتماعية التي عصفت بمناطق مختلفة من البلاد، وانتشار الدعوات الدينية، وتأثيراتها الاجتماعية.
الحجاب على الطالبات بالإكراه ومسؤولية الإدارات المدرسية

نشر في: 30 أكتوبر, 2011: 10:53 م