مكتب المدى /دهوك-السليمانية أثارت تصريحات هيئة الأنواء الجوية العراقية حول فيضانات محتملة في كردستان أو زلازل مثلما حصل في منطقة " وان " التركية ، نوعا من المخاوف والهواجس لدى المواطنين في الاقليم ، رغم ان تلك التصريحات لم تترك آثرا ملموسا في الحياة العامة . من جهته نفى مدير دائرة الانواء الجوية ورصد الزلازل في السليمانية دارا حسن فرج احتمال غرق مدن اقليم كردستان بالكامل في حال استمرار الزلازل في تركيا وامتلاء السدود بالمياه، واحتمال حدوث فيضانات وكوارث طبيعية.
وقال مدير دائرة أنواء السليمانية لا بد من القول أن ما سمعناه من إشاعات او تصريحات صحفية لبعض المتخصصين وغير المتخصصين بشأن احتمال تعرض الاقليم لفيضانات وكوارث طبيعية، (في إشارة إلى تصريحات الأنواء الجوية العراقية)، فنحن نقول لا صحة لذلك القول وان إقليم كردستان العراق يقع في منطقة بعيدة، وقد واجه الإقليم منخفضا جويا من البحر المتوسط وكما تعلمون فان المنخفض الجوي ينقلب وينخفض حسب المناخ ومتغيراته ويتفاوت من منطقة إلى أخرى وان الموسم الجوي المقبل سيكون رخواً في الدول الأوربية وانها في حركة مستمرة خلال الأسابيع الماضية ، وقد أدت إلى هزة أرضية كبيرة عند شرق الجارة تركيا وبقوه 3/7 على مقياس ريختير وفي نفس الوقت كانت له ارتدادات أرضية على مدينة دهوك في كردستان العراق.وحول الاشاعات والتصريحات تلك قال فرج لـ puk، “بصراحة ليس لهذه الضجة الاعلامية من صحة، الحقيقة ان الاقليم بعيد عن تلك المنطقة ومناطق كردستان العراق لن تتأثر حتى لو حصلت الزلازل لا سمح الله ، وان نهر دجلة مصباته لا تقع على مدن الاقليم مثل السليمانية وأربيل ودهوك، وكما ذكرت سابقا حتى لو حصل زلزال فليست هناك علاقة بالفيضانات كما قيل وهناك احتياط كبير لاستيعاب المد تحت أي ظروف مناخية. وأضاف فرج إن "إقليم كردستان تعرض إلى الكثير من الزلازل خلال المئة سنة الماضية، لكن شدتها لم تتجاوز ست درجات على مقياس ريختر المؤلف من تسع درجات"، مشيراً إلى أنها "لم تخلف أضراراً كبيرة" ، وان"تصريحات هيئة الأنواء الجوية العراقية تشبه تنبؤات البعض عندما قالوا إن احد النيازك سيقع على الأرض وسيفتك بنصف سكان العالم"، معتبرا أن "الهيئة تقصد كما يبدو التذكير بفيضانات عصر نبي الله نوح". إلى ذلك، بين متخصصون في مجال الجيولوجيا في محافظة دهوك ان التدخلات البشرية وبناء السدود في جنوب شرق تركيا كانت من العوامل التي ساعدت في إحداث الهزة التي ضربت منطقة وان التركية، مؤكدين أن استمراء بناء هذه السدود من الممكن ان ينجم عنه مخاطر اكبر. الدكتور بيوار خنسي المتخصص والباحث بشؤون الجيولوجيا الذي ألقى محاضرة في قاعة اتحاد الأدباء حول مخاطر السدود التي تبنى في مصبات نهر دجلة في جنوب تركيا، بيّن في حديث خاص بالمدى ان التدخلات التي يقوم بها الإنسان في الطبيعة تؤدي الى اختلال التوازن في طبقات الأرض مثل بناء السدود العملاقة بأعماق اكثر من خمسين مترا والتي تخزن فيها ملايين الأمتار المكعبة من المياه، وأضاف" كما أن استخراج المياه الجوفية والنفط والغاز بشكل عشوائي من باطن الأرض، عامل مساعد لإحداث هزات كبيرة في تلك المناطق. "وفي معرض إجابته عن سؤال الصحيفة حول المخاطر التي من الممكن ان تنجم عن تأثير الهزات الأخيرة على السدود الكثيرة التي بنتها الحكومة التركية في مصبات نهر دجلة قال خنسي"هنالك تخوف كبير من قيام تركيا ببناء سدود بعمق أكثر من خمسة الاف متر ويختزن فيها ملايين المكعبات من المياه وفي مناطق غير مؤهلة جيولوجيا، وهذا ما سيؤدي الى تنشيط الهزات في تلك المناطق وتؤدي الى حدوث مخاطر كبيرة عليه نناشد الحكومة التركية بالابتعاد عن هذه المناطق وعدم القيام بأي نشاط من شأنه إخلال التوازن الطبيعي للمنطقة"من جهته، اوضح الأكاديمي رمضان حمزة الخبير بالشؤون الجيوبولتيك في جامعة دهوك انه بالإضافة الى كون مناطق جنوب شرق تركيا من المناطق النشطة زلزاليا لأنها تقع على حزام طوروس –زاكروس الزلزالي إلا انه بيّن أن هنالك مجموعة عوامل أخرى أدت الى الإسراع في حدوث هذه الهزات في هذه المنطقة أبرزها مجموعة السدود التي بدأت تركيا بإنشائها منذ نحو أربعين عاما في هذه المناطق ضمن ما يعرف باسم مشروع (كاب) في جنوب شرق تركيا، مضيفا" أن تركيا لم تكتف ببناء سدين فقط وإنما قامت ببناء سدود أخرى على الروافد التي ينبع منها نهر دجلة آخرها السد الذي يبنى الآن على نهر الهيزل في منطقة الحدود وهذه السدود بنفسها تحدث هزات أرضية وقد انهار سدان، احدهما في امريكا، والآخر في ايطاليا من جراء الهزات المحدثة فهذه السدود تسرع من حركة الصفائح التكتونية في المناطق المتواجدة فيها وتسرع من وتيرة الزلازل." حمزة بيّن أن سد اليسو الذي هو قيد الإنشاء الآن في تركيا يعد من اخطر السدود على إقليم كردستان. حمزة دعا الحكومة في إقليم كردستان الى احداث مديرية خاصة بإدارة الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والحرائق والجفاف والتصحر وارتفاع درجات الحرارة فوق المعدلات الطبيعية، تقوم برسم الخطط اللازمة فيما اذا انهارت هذه السدود ،فتقوم هذه المديرية برصد الظواهر الطبيعية التي بدأت تؤثر بشكل كبير على اقليم كردستان والعراق بشكل عام .
أنواء السليمانية: الإقليم بعيد عن تأثير الزلازل.. وتوقعات أنواء بغداد غير صحيحة

نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 08:16 م