TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فضاءات :أسعار المفرد.. والـثـلاثــة أصـفــار

فضاءات :أسعار المفرد.. والـثـلاثــة أصـفــار

نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 08:28 م

 ثامر الهيمص لا شك أن تغيّر العملة لا يتم لاعتبارات غير اقتصادية عموما" الا في حالة التغيير الجذري لرفع صورة أو رمز معين ، ولكن عندما يكون الاتجاه نحو إعادة هيكلة العملة بما يخدم العملية النقدية والمالية والاقتصادية فأنه بأخذ بعدا" آخر وهو البعد الاقتصادي الكامل وقد حصل لغط كثير حول تغيير العملة ، فمنهم من يدّعي أن المافيات جاهزة للتزوير بتبديل العملات والتزوير ‘ أي أن العملة الحالية يسهل تزويرها
وهكذا ببساطة والبنك المركزي يدّعي أن العملة القادمة يصعب جدا" تزويرها حيث ستطبع قي مطابع خاصة  ،  وهكذا وحده كاف لتغيير العملة وهو يكون حتى الان سببا" وجيها" لذلك . كذلك من المعروف فأننا في صراع يومي مع التضخم النقدي المستورد والمحلي بحيث يصدر فيه موقف شهري واننا معرضون له دائما" مادمنا في اقتصاد ريعي وميزان المدفوعات ليس لصالحنا في الافق المنظور. وبما أن العملة الحالية يبدو أنها حاضنة لهذا التضخم كون العملة الحالية هي الوليد الشرعي لهذا التضخم الذي بدأ بعد سنة 1991 كما معروف. ولذلك تصبح عملتنا الحالية ظرفية وانتهى تاريخ الصلاحية حيث انتهت الاسباب المؤدية ونحن في مرحلة لها مستحقاتها ونلمس حاليا" التضخم في اسعار المفرد السائدة في السلع والخدمات التي أغلبها في حدود (الالف دينار والالفين الى الاربعة آلاف) فأي زيادة مع سريان التضخم الحالي لا تقل عن  ( 250 دينارا ) أي  25% من سعر السلعة ذات الالف دينار و  5 ر 12%   من سعر الألفين و 25 ر6%  من سعر الاربعة آلاف دينار.. فعندما تزداد قيمة علبة لبن ذات السعر ألف دينار (250 دينارا) أنها ولا شك ربح فاحش ولكن ليس لبائع المفرد خيار. وليس لدى المستهلك خيار أيضا". وهذا يحصل في الخبز وأجرة سيارة النقل العام والفواكه والخضراوات وجميع السلع التي هي في هذه الحدود والتي تشكل جوهر الاستهلاك اليومي. لذلك سوف يكافح الفلس والعانة والعشرة والدرهم هذه الزيادة ، سيما إذا استقر الدينار وسوف يقل الطلب على فئة المئة دولار المتداولة الآن في بعض المجالات تسهيلا" للتداول اليومي في البيع والشراء.  و أن الذي يعاني من هذا النوع من التضخم هم الأغلبية الساحقة من العراقيين البالغ عددهم عشرة ملايين تحت خط الفقر. وهذا يستحق المجازفة مع المافيات والفاسدين وهو خير لا بد منه علينا الحرص على تسديده بالخبرة والتحوط والدراسة الاعمق. آملين من البنك المركزي ألا يلتفت كثيرا" للتخويفات ، وألا  يزداد الامر تفاقما" إضافة الى ما نحن لا نحسد عليه وعسى أن تكون العملة الجديدة أبعد عن التزوير والتضخم بفضل جهود خيّرة ُُبذلت من قبل مخلصين واكبوا العملية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram