بغداد/ خاص المدىيبدو أن الطلعات الجوية لطائرات الولايات المتحدة الأميركية فوق سماء العراق لن تنتهي بجلاء قواتها نهاية العام الحالي، إذ أكد قيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، حاجة العراق الى غطاء جوي وان واشنطن ستكون كفيلة بتوفيره
من خلال قيام طائراتها باستطلاع دائم للأراضي العراقية وتقديم المعلومة إلى بغداد عن أي نشاط مشكوك فيه كي تقوم القوات الأمنية بمعالجته.النائب عن حزب الدعوة تنظيم العراق، جواد البزوني يرى في خروج القوات الأميركية أنه يشكل بعض الخسائر للبلاد، لاسيما تلك التي تتعلق بالجانب الاستخباراتي حيث لا تزال القوات الامنية ضعيفة الى حد كبير في هذا الجانب، والقول للبزوني "حربنا مع الإرهاب تعتمد على المعلومات وهي ما نفتقر إليها في هذه الاوقات وبالتالي سيستمر اعتمادنا على واشنطن خلال الفترة بطلعات للطائرات استطلاعية أميركية ذات التحكم عن بعد".وتؤكد قيادة القوات الجوية أن العراق يحتاج إلى سنوات حتى يستطيع حماية أجوائه، حيث أفاد الفريق الأول الركن الطيار أنور حمد أمين في تصريح سابق لـ "المدى" أمس، إن القوات الجوية العراقية مازالت فتية وان حماية الأجواء بحاجة إلى سنوات طويلة كونها تتطلب تدريبا قويا وأموالا طائلة، وهو غير متوفر في الوقت الحالي.وتابع أمين، أن قرار حماية الأجواء حكومي يرتبط بالكتل السياسية، وعلى الجهات العسكرية تنفيذه إذا ما اتخذ، لكنه قال "وفقا للأمور الفنية فأننا لا نستطيع الإمساك بزمام الأمور في الوقت الحالي ونحتاج إلى الأميركان في المرحلة المقبلة".وجدد التيار الصدري موقفه الرافض لأي وجود أميركي وان كان دبلوماسيا وفي أول تصريح سياسي له بعد توليه المنصب، قال أمين عام تيار الأحرار ضياء الأسدي أن العمليات المسلحة ستبقى في حالة بقاء سفارة أميركية كبيرة وقنصليات في العراق بعد الانسحاب الأميركي، مضيفا في بيان للهيئة السياسية للتيار الصدري تلقت "المدى" نسخة منه أن " قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ثابت والمقاومة مستمرة بوجود الاحتلال، وأن بقاء سفارة كبيرة وقنصليات وعدد كبير من الموظفين هو أسلوب آخر من الاحتلال وهو مرفوض أيضا والمقاومة ستزول بزوال الاحتلال"، موضحاً "ولكوننا اكبر مكون سندعم الحكومة في فرض القانون ونحن لا نؤمن بالمليشيات والخارجين عن القانون".غير أن وزارة الداخلية أبدت تفاؤلها بالانسحاب، وعلى عادتها شددت وفي غير مرة على استعداد القوات الأمنية على مسك زمام الأمور. الوكيل الأقدم للوزارة عدنان الأسدي قال في تصريح تلقت "المدى" نسخة منه، "إن الوزارة استقلت في عملها الأمني منذ العام 2008، برغم التزام القوات الأميركية بحفظ الأمن والنظام في العراق، وستواصل العمل المستقل حتى بعد خروج القوات الأميركية". وتابع "أن الوزارة استفادت من الدعم الذي قدمته القوات الأميركية وهي الآن قادرة على العمل وحدها"، معربا عن ثقته بتواصل العلاقة الايجابية مع أميركا بعد الانسحاب المقرر نهاية العام الجاري.وتمسك وزارة الداخلية بثلاث محافظات فقط؛ السماوة والناصرية وكركوك"، فيما تقع باقي المحافظات على عاتق قيادة العمليات. وسبق للمتحدث باسم المكتب القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا ذكر في تصريح لوكالة رويترز إن القوات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية غير جاهزة على تسلم الملف الأمني، النائب البزوني اتفق مع هذا الرأي أوضح في تصريح لـ"المدى" أمس، "إن قوات وزارة الداخلية غير قادرة على مسك الملف الأمني فالحاجة على وزارة الدفاع لا تزال ضرورية لأنها أثبتت جدارتها في المرحلة الماضية قضت على الإرهاب سنوات الاحتقان الطائفي التي مرت بالبلاد".وعلى الجانب الآخر أعلن الجيش الأميركي، أمس، أن انسحابه من العراق نهاية العام الحالي سيفقد القوات العراقية الخاصة قدرتها على مكافحة الإرهاب.ونقلت صحيفة "أميركا اليوم" عن المتحدث باسم الجيش الأميركي الجنرال جيفري بيوكانن قوله إن "القوات العراقية الخاصة، التي يبلغ عددها نحو 5000 عنصر، قادرة حالياً على تنفيذ هجمات ضد التنظيمات المسلحة واعتقال قادتها وقتلهم، ولكنها تعتمد بشكل كبير على الدعم المتخصص الذي تقدمه لها القوات الأميركية"، مستدركاً "من دون المساعدات الكافة التي نوفرها لها، لا شك أن قدراتها ستتراجع".وأضاف بيوكانن أن "القوات العراقية الخاصة تقوم حالياً بتوسيع قدراتها وتتجه نحو الاتجاه الصحيح، وقد عملنا معها على بناء المنظومات كافة بهدف مساندتها في هذا الاتجاه، ونحن متأكدون أنها ستستمر في تطوير تلك القدرات"، موضحاً أن "الطيارين العراقيين أصبحوا ماهرين في استخدام نظارات الرؤية الليلية ومساندة عمليات الإنزال الجوي".وأكد بيوكانن أن "تنظيم القاعدة لا يزال يشكل تهديداً خطراً في العراق"، مشيراً إلى أن "العمليات الأمنية التي نفذت ضد عناصره أخلت بتوازنه، ونحن مشغولون جداً في جهود مكافحة الإرهاب".وفي
واشنطن مستمرة بطلعاتها الجوية ولن تترك السماء العراقية

نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 09:33 م









