عامر القيسيلا ينبغي النظر الى اعلان اقليم صلاح الدين أو محاولات البصرة سابقا في الطريق نفسه ولا تهديدات الانبار باعلان الاقاليم باعتبارها ردود افعال فقط كما يحلو للبعض ممن يريدون تلخيص المشكلة ودفن الرأس في الرمال . هناك مشكلة حقيقية بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في المحافظات وبين الاتحادية واقليم كردستان ،
وهي مشاكل متراكمة لم ينظر اليها بعين الجدية من بغداد وبقيت المشاكل تغلي تحت نار هادئة حتى تفجرت الآن على شكل مشكلة كبيرة ينبغي الخروج منها بأقل الخسائر ، لان اي عاقل لا يمكنه الاقتناع بان فصل عدد من الموظفين او اعتقالات يؤدي الى اتخاذ قرار من طراز قرار مجلس محافظة صلاح الدين ، الذين قالوا على لسان المسؤولين الكبار في المحافظة انهم اتخذوه على مضض أو انه جاء بعد ان ادارت الحكومة الاتحادية ظهرها لكل المشكلات القائمة الادارية والمالية والسياسية . والذين اعلنوا الاقاليم في صلاح الدين هم انفسهم الذين كانوا من اشد المعارضين لاي نوع من انواع الاقاليم او الفدراليات .رغم دستورية مطالب من هذا النوع. فماذا جرى ؟الذي جرى ليس ابن اليوم وعلى الحكومة الاتحادية الا توزع الشتائم يمينا وشمالا ، بل المنطق ينبغي ان يقودها الى ان تتفهم مطالب المحافظات ومعاناة الناس فيها ، فليس صحيحا ان صلاح الدين تريد ان تكون حاضنة للبعث كما قال رئيس الوزراء ، واذا كان صحيحا فماذا تريد البصرة ان تحتضن ؟ وماذا يريد اهالي الانبار ان يحتضنوا ؟ الاتهامات والشتائم لم ولن تحل مشكلة لا اليوم ولا بعد عشرات السنين . القوى النافذة في الحكومة وتحديدا دولة القانون لديها مشاكل مع اقليم كردستان الذي اشبعته وعودا ولديها مشاكل مع شريكها ائتلاف العراقية ومع حلفائها ومنهم التيار الصدري والمجلس الاعلى ، ولديها مشاكل مع البرلمان ولديها مشاكل مع المواطنين الذين يسمعون جعجعة ولا يرون طحينا ولديها مشاكل وإشكالات مع الأميركان إذن نحن امام حكومة غارقة بالمشاكل ولا تريد من احد ان يعينها على حلها في نفس الوقت الذي تطالب الآخرين دعمها حتى النهاية ، وكأن مقياس الوطنية والحرص على العملية السياسية لا ينبع الا من موالاة الحكومة والتصفيق لها !ان حكومتنا برئيس وزرائها السيد المالكي مدعوة قبل غيرها ان تقف وقفة جادة وحقيقية وصادقة وشفافة في مواجهة المشكلات التي تعصف بالبلاد والعباد ، خصوصا ونحن مقبلون على استحقاق خطير محفوف بالاحتمالات المفتوحة وهو استحقاق انسحاب القوات الأميركية نهاية العام الحالي.أنا اعتقد ان الخطوة التي قام بها السيد المالكي بالاجتماع بعشائر من صلاح الدين الرافضة لإعلان مجلس المحافظة ربما ستفتح الباب لصراعات من نوع جديد،هو صراع العشائر بين مؤيد ورافض ليس لقرار محافظة صلاح الدين وإنما سيؤسس لتقليد من هذا النوع يشمل محافظات الوسط والجنوب . والدليل ما يمكن ان ينشب في البصرة او الرمادي في طريق الأقاليم !ليس لدى السيد المالكي الكثير من الوقت لإضاعته ويتوجب عليه السير في الطريق الصحيح للاستماع الى الآخرين قبل ان تصبح الحلول مستحيلة!
كتابة على الحيطان: الأقاليم .. البحث عن حلول
نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 10:27 م