كتب/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
(المدى الرياضي) يحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرورعقود عدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.زاوية ( نجوم في الذاكرة ) تستعرض في حلقتها 105 مسيرة لاعب فريق الشرطة عبد الزهرة جابر المعروف باسم "زهراوي" الذي ولد عام 1952 وحصل على لقب هدّاف الدوري، سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياتهبدأ اللاعب زهراوي جابر مسيرته الكروية مع فريق نادي الأمة الرياضي في منتصف القرن الماضي، حيث كان هذا الفريق يضم كابتن المنتخب الوطني الأسبق مجبل فرطوس، وبرغم صغر سنـّه إلا أنه تمكن من لفت انتباه الجماهير الرياضية والمدربين إلى ما يقدمه من مستوى فني باهر فضلاً عن بنيته القوية وطوله الفارع، لذلك اختاره المدرب الروسي الدكتور يوري إلى صفوف منتخب الشباب الذي حقق الفوز التاريخي على منتخب شباب ألمانيا الديمقراطية بثلاثة أهداف مقابل لا شيء سجلها جميعاً اللاعب فالح عبد حاجم، وبرغم أن زهراوي لم يشترك في تلك المباراة، إلا أنه قد حقق بعض طموحاته بالتواجد مع أفضل اللاعبين الشباب في عام 1969 أمثال جلال عبد الرحمن، أنور جسام، رحيم كريم، كاظم عبود، حازم جسام، فلاح حسن، علي كاظم، فالح عبد حاجم وغيرهم.وبعد ذلك انتقل زهراوي جابر إلى فريق شرطة النجدة ومن ثم إلى فريق القوة السيارة وتمكن من أن يؤكد حضوره القوي فيهما، لذلك عندما تقرر دمج فريق الشرطة بفريق واحد بعد إلغاء دوري المؤسسات انضم زهراوي جابر إلى فريق الشرطة الذي كان مليئاً بالأسماء اللامعة أمثال المرحوم عبد كاظم، دوكلص عزيز، صباح حاتم، رياض نوري وقد استطاع زهراوي جابر أن يحجز له مكاناً أساسياً في التشكيلة الأساسية ولم يقف عند هذا الحد فقط إنما حصل على لقب هدّاف بطولة الدوري في موسم 74 ـ 1975 مناصفة مع لاعب القوة الجوية عمو يوسف ولكل منهما "12" هدفاً. وفي موسم 1975ـ 1976 كان زهراوي جابر هدّافاً لبطولة الدوري أيضاً مناصفة مع لاعب الزوراء ثامر يوسف، وفي الموسم التالي تمكن زهراوي جابر من تسجيل ستة أهداف ليكون في صدارة هدّافي بطولة الدوري، لكن إلغاء بطولة الدوري من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم آنذاك أضاع عليه اللقب مرة أخرى، علماً أنه سجل أهدافه الستة من أربع مباريات فقط وهذا دليل أكيد على ارتفاع قدراته ومهاراته التهديفية.مع المنتخباتبرغم أن زهراوي جابر كانت بداياته جيدة مع المنتخبات الوطنية عندما تواجد مع منتخب الشباب عام 1969 إلا أنه لم يكن محظوظاً بالمرة في التواجد مع المنتخبات الوطنية على الرغم من دعوته إلى صفوف المنتخب الوطني عام 1973، إلا أن وجود وفرة من المهاجمين الكبار آنذاك أمثال الشهيد بشار رشيد، علي كاظم، صباح حاتم، فلاح حسن، حازم جسام، صلاح عبيد، عبد الرزاق أحمد وغيرهم أضاع الفريق عليه خصوصاً وأن اللاعب في ذلك الوقت إذا شغل مركزا ما في التشكيلة الدولية تصبح هناك صعوبة بالغة جداً في تنازله عن المركز الذي يشغله. وفي عام 1976 دُعي زهراوي جابر مرة أخرى إلى صفوف المنتخب الوطني لكونه هدافاً لبطولة الدوري في ذلك العام إلا أن مدربي المنتخب لم يمنحوه الفرصة بسبب وجود مهاجمين عمالقة يمتلكون الخبرة والحيوية في خط الهجوم. وفي ذات العام أيضاً اختير إلى صفوف المنتخب العسكري، لكنه لم يشارك معه في تصفيات كأس العالم العسكرية لذات الأسباب، لأن المدربين آنذاك يفضلون اللاعبين المنسجمين فيما بينهم وكذلك أصحاب الخبرة، لذلك لم يكن لزهراوي جابر أي نصيب يذكر في خوض المباريات الدولية برغم الدعوات المتكررة له للعب مع مختلف المنتخبات الوطنية. وحقيقة الأمر أن زهراوي جابر غير مكترث لما حصل معه، لأنه كان على قناعة تامة أن تشكيلة المنتخبات الوطنية في ذلك الوقت كانت مليئة بالعمالقة حسب تعبيره.اعتزاله الإجبارييؤكد زهراوي أنه لم يكن راغباً باعتزال اللعب إلا أنه أُجبر على ذلك حيث روى لنا حكاية اعتزاله التي قال عنها: " لقد كنت في قمة عطائي الكروي وكذلك في أوج شبابي، حيث كانت لياقتي البدنية في القمة وطموحاتي أيضاً في القمة، لكن الأقدار شاءت أن تدمّر هذا العطاء والطموحات المرافقة له، لأن مدرب فريق الشرطة في عام 1978 الدكتور عبد القادر زينل أبعدني عن الفريق ولم يمنحني كتاب الاستغناء، لأن فريق القوة الجوية كانت لديه رغبة كبيرة في ضمّّي إلى صفوفه، إذ حاول الكابتن هشام عطا عجاج أن يجعلني لاعباً في صفوف فريق القوة لجوية إلا أن زينل رفض ذلك وبقيت لمدة أربع سنوات من دون لعب لذلك اعتزلت بهدوء ومن دون ضجيج يُذكر".ويكمل زهراوي جابر الحكاية التي أدت إلى إبعاده عن الشرطة بالقول: قبل مباراة الشرطة مع القوة الجوية بيوم واحد
نجوم في الذاكرة: زهراوي جابـر.. هدّاف فـذّ أنهـاه قـرار متسرّع
نشر في: 1 نوفمبر, 2011: 05:57 م