TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فضاءات: الـعـائـلـة الـمـنـتـجـة

فضاءات: الـعـائـلـة الـمـنـتـجـة

نشر في: 1 نوفمبر, 2011: 07:37 م

 إيمان محسن جاسمأشد ما نحتاجه الآن في العراق هو تنشيط اقتصاد العائلة العراقية بما يعزز من فرص القضاء على البطالة ونسبة الفقر .وقد يسأل البعض وما هو اقتصاد العائلة وكيف يتم تفعيل ذلك ؟ الجواب ببساطة بأن الكثير من التجارب الاقتصادية الناجحة في العالم انطلقت عبر تمويل المشاريع الصغيرة والمتواضعة لأشخاص وعوائل وصولاً لتمويل مشاريع متوسطة ، ومجموع هذه المشاريع هي مشاريع كبيرة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية.
 وتبنـّي المشاريع المتوسطة والصغيرة يُعــد الخطوة الأولى لمعالجة الواقع الاقتصادي العام واقتصاد العائلة على وجه الخصوص آخذين بنظر الحسبان إحداث منافذ من شأنها أن تقضي على البطالة وتوفر في الوقت نفسه موارد يومية للعائلة العراقية  ، هذه التجربة أو مجموعة التجارب موجودة في الصين وماليزيا وحتى في اليابان وفي أمريكا أيضا ، لكنها غائبة بشكل كبير ليس في العراق فقط، بل في الوطن العربي ،وغيابها يفاقم نسب البطالة ومستويات الفقر ويرهق كاهل الدولة بتوفير فرض عمل في دوائرها وهذا ما يجعلنا بعد سنوت قليلة ننفق كل مواردنا على رواتب الموظفين ونصنع بطالة مقنعة بشكل كبير جداً.ومن أبسط ما يمكن أن نشير إليه من جملة المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي مشاريع الخياطة التي تـُمارس فعلياً من قبل عدد من النساء في بيوتهن وكل ما يحتجن إليه من قروض ميسّرة لشراء أحدث المكائن وتنظيم عملية تسويق المنتجات ما يحفزهن على المزيد من التطوير مستقبلاً. وهذه الحالة تنطبق على معامل الدبس والمعجون وغيرها من المشاريع ذات القدرة الإنتاجية التي يمكنها أن تسد جزءا مهما من حاجة السوق كل في منطقته ،ناهيك عن دعم قطاعات أخرى وفق هذه الصيغة أي صيغة المشاريع الصغيرة والمتوسطة كدعم المزارع الصغيرة أو حقول الدواجن وغيرها.ومَن أتيحت له زيارة بلد مثل الصين سيكتشف بأن لُعب الأطفال وأجهزة كهربائية أخرى وحتى الهاتف النقال يتم تصنيعها داخل البيوت من قبل الأسر متضامنة مع بعضها البعض وهذا ما يتيح لها إمكانيات إنتاج أكبر عدد ممكن من الطلبات في وقت قياسي مع الأخذ بنظر الحسبان إنها تعمل وتنتج ن دون أن تغادر بيوتها. ولعل الإحصائيات الرسمية لدينا في العراق بشأن دعم المشاريع الصغيرة تؤشر بأنها وصلت لحدود 80000 مشروع نشط بقيمة 120 مليون دولار ولكنها نسبة عالية منها ليست مشاريع إنتاجية بقدر ما هي مشاريع تجارية واستيرادية لأن المبالغ المقدمة لهذه المشاريع لا تتجاوز الـ 5000 دولار ، وهذا المبلغ لا يمكن أن يوفر مؤهلات مشروع إنتاجي صغير بقدر ما هو رأسمال للتجارة ليس إلا. من هنا نجد ضرورة أن تكون هذه المشاريع منتجة وليست مروّجة لبضائع مستوردة ، لأن عملية الإنتاج بحد ذاتها تعني تشغيل أيدٍ عاملة بالدرجة الأولى، ومن ثم تكون قاعدة قوية لمشاريع أكبر، لأن المشاريع الصغيرة والمتوسطة قابلة للتطوير بالتقادم خاصة إذا ما توفرت لها عوامل الإستمرارية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram