TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :نحن فـي بلد آخر ..!

كتابة على الحيطان :نحن فـي بلد آخر ..!

نشر في: 1 نوفمبر, 2011: 09:14 م

 عامر القيسي  عزيزي المواطن الكريم نقولها لك بكل حزن وخيبة إن حصولك على اي درهم من إيرادات النفط سيؤدي بالبلاد إلى كارثة، بل ان برميلا واحدا من النفط لو منحتك إياه الحكومة خلال فترة الشتاء سيكون وبالا على الميزانية التي يصرف منها 70% على المواطنين من رواتب وخدمات تحت بند الموازنة التشغيلية. وللتأكد من كلامنا تعال نقرأ هذا التصريح للنائب عن التحالف الوطني وعضو اللجنة المالية في مجلس النواب هيثم الجبوري.
 فقد حذر الرجل من مغبة "توزيع مبالغ نقدية على المواطنين من إيرادات النفط السنوية كونها تمنع الدولة من تنفيذ مشاريعها الاستثمارية"، إذن عزيزي المواطن عليك أن تغسل يديك من واردات النفط لأنها تذهب إلى مشاريع عملاقة استثمارية فلماذا تكون أنانيتك هي الطاغية وتمنع بمطالبك الحكومة القضاء على البطالة بإقامة المشاريع الاستثمارية . السيد النائب يقول أيضا "لا يمكن للحكومة الاتحادية أن تقوم بتوزيع مبالغ نقدية من إيرادات النفط على المواطنين، لأن الموازنة التشغيلية القادمة وصلت إلى أكثر من 70% فلا يمكن تحميلها مبالغ أكثر على حساب الاستثمارية وفي حال توزيع المبالغ على المواطنين ستصل الموازنة التشغيلية إلى (100%) مما يؤدي الى توقف جميع المشاريع الاستثمارية.هل صدقت كلامنا فنحن لا نرجم بالغيب وعلينا أن نصدق الاختصاصي المالي في مجلس النواب، من أن مشاكل الميزانية وخراب الاقتصاد المحتمل من اتخاذ قرار  توزيع حصة للمواطن من إيرادات النفط، وليس من الامتيازات المبالغ فيها للنواب والوزراء وتخصيصات الرئاسات الثلاث ولا الفساد المالي المستشري في مؤسساتنا! فقط عندما يصل الأمر إلى المواطن يبدأ حديث التكنوقراط الاحترافي عن التشغيل والاستثمار والمشاريع العملاقة، ومثل هذا الكلام لم نسمعه في جلسات البرلمان التي كانت مخصصة للبحث في الامتيازات ورواتب التقاعد للنواب وبالنتيجة طبعا الوزراء والوكلاء وجيش من الحمايات بما فيها الوهمية، هذا البذخ لا يؤثر أبدا على الميزانية ولا يخدشها حتى  وإنما يساعدها على التوازن والتوافق مثل سياسيينا.ربما يكون، من وجهة نظر اقتصادية بحتة، توزيع بعض "التفاليس" على فقراء الوطن خطأ اقتصاديا وربما استراتيجيا لا خلاف على ذلك والأجدى بالحكومة الاهتمام بالمشاريع الاستثمارية العملاقة التي تساعد على القضاء أو تخفيف الكثير من الأزمات التي يعانيها ؟ ولكن اين هي المشاريع العملاقة التي تحرك السوق! هذا هو ميناء الفاو اليتيم يبحث عن المال منذ سنوات دون مجيب حتى أصبح مشكلة! لا معامل أعيدت إلى العمل ولا جسور بنيت، والدليل، هذه محافظة كربلاء التي يقال إنها أكثر المحافظات إنفاقا على المشاريع لم تستطع إنفاق أكثر من 22% مما هو مخصص لها من أموال؟ لماذا؟ طبعا بسبب الجهل وعدم وجود كفاءات قادرة على أن تخطط وترسم وتنفذ مشاريع على الأرض حتى لو اضطرت إلى جلبها من كوكب زحل  أنهم يعيدون الأموال للخزينة المركزية لأنهم لا يعرفون ما يفعلون بها؟فعن أية مشاريع استثمارية يتحدث النائب الجبوري؟ هل نحن في بلد آخر ولا نعلم؟ يقول مثل شعبي عراقي "باكة فجل لا تفلين كرصة خبز لتكسرين أكلي لما تشبعين"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram