 إكرام زين العابدين اخيراً قرر رؤساء اتحادات الخليج العربي واليمن نقل دورة خليجي 21 التي ستنظم في بداية عام 2013 من البصرة الى المنامة البحرينية لأسباب أمنية وتنظيمية وكذلك عدم جاهزية المنشآت والبنى التحتية العراقية للعرس الخليجي المقبل. نحن العراقيون نتعامل بعاطفتنا بعيداً عن منطق العقل في اغلب الامور الحاسمة ، لذلك نواجه العديد من المشاكل والعراقيل في طريق تحقيق احلامنا التي نعمل من اجل تحقيقها بنيات صادقة.
دورة خليجي 21 أُسندت الى العراق على أمل ان تنظـّم في مدينة البصرة منذ 2007 وما تلاها من تأكيد بعد هذا التاريخ في عام 2009 بمسقط ، لكننا للاسف تعاملنا مع الموضوع من خلال العاطفة وليس على منطق العقل والعوامل المتوفرة على ارض الواقع .لنكون منطقيين وواقعين ونسأل : هل أن إسناد مهمة تنظيم البطولات والدورات الرياضية هدفها بناء مدن ودول بكاملها من خلال العمل الجاد والمدروس الذي تنفذه الدول خلال سنوات تسبق الحدث الرياضي وتستفيد منها للسنوات التي تلي انتهاء الدورات والبطولات أم ان تنظيم البطولات هو عبارة عن بناء مدينة رياضية معزولة عن مركز المدينة وضواحيها وهدفها رياضي بحت ولا تستفيد منه هذه المدينة من خلال البهرجة الاعلامية غير المجدية والمدروسة ؟الجواب معروف وهو ما يخص الشطر الاول من السؤال الذي يؤكد على اهمية استغلال حدث تنظيم خليجي 21 بالبصرة وعمل ثورة عمرانية وبنائية بالمنشآت والبنى التحتية لمدينة البصرة .والآن وبعد ان نقلت الدورة لنسأل انفسنا : هل نجح المشرفون على المشروع بإقناع الآخرين من دول الخليج بأننا جاهزون لاستقبال خليجي 21 بالبصرة من خلال الاعمال العمرانية المتطورة والبناء المتواصل من طرق و جسور وفنادق وأسواق البصرة أم اننا لم نكن جادين وركزنا على بناء هيكل الملعب والمدينة الرياضية ولم ننجح في تشكبل خلية عمل مشتركة من كل الاطراف المعنية بالضيافة ، بحيث كان كل طرف يعمل بمفرده بعيداً عن الآخرين وتشتت جهود الجميع ولم نقنع المفتشين بأهليتنا لتضييف حدث يعد بمثابة كأس العالم للدول الخليجية من خلال التنافس المحموم والتصريحات القوية التي تصدر من اكثر من مسؤول عن الكر ة الخليجية ؟علينا نسيان ألم نقل الدورة بسرعة والاتجاه الى العمل المتواصل لإكمال كل مستلزمات المدينة الرياضية (درة الخليج العربي ) في البصرة والتنسيق مع جميع الاطراف التي تشترك في التضييف وبالأخص محافظة البصرة التي من الممكن ان تلعب دوراً محورياً ومهماً وتـُسهم في إعمار محافظة البصرة في الموعد المحدد في بداية عام 2013 ، وعندها سننقل رسالة بليغة وقوية الى الاشقاء الخليجين بأننا عملنا واجتهدنا وكان من المفروض ان تعطونا فرصة وتساندوننا بدل أن تؤجلوا حلمنا لسنوات أخرى.