أبرزت الصحيفة مخاوف الأمم المتحدة من أن تكون سوريا قد تعاونت مع الخبير النووي الباكستاني عبد القدير خان من أجل الحصول على برنامج للأسلحة النووية، وقد تعززت هذه المخاوف بعد التقارير التي تحدثت عن اكتشاف منشأة نووية غير معروفة في سوريا بالقرب من الحدود العراقية.
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن تقرير لوكالة أسوشيتد برس، إلى أن هذه المنشأة مطابقة تقريباً لخطط تصميم مفاعل تخصيب اليورانيوم التي تم تقديمها إلى ليبيا لتطوير برنامجها للتسلح النووي بمساعدة عبد القدير خان الملقب بأبي القنبلة النووية. وقد قام مسؤولون أمميون بزيارة دمشق الأسبوع الماضي للتحقيق فئ هذا الأمر على ما يبدو.ونقل التقرير عن محقق سابق بالأمم المتحدة قوله إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد حصلت على نسخ لمراسلات بين خان ومسؤول بالحكومة السورية وهو محيي الدين عيسى الذي اقترح على ما يبدو التعاون مع خان بعد الاختبار النووي الناجح الذي أجرته باكستان عام 1998. ويقول المحققون إنه لا يوجد دليل على أن المفاعل الموجود في مدينة الحصة قد تم استخدامه من قبل لأغراض نووية، وهو يستخدم الآن كمصنع لغزل القطن، إلا أن تصميمه وكذلك وجود مفاعل نووي آخر قامت إسرائيل بتفجيره عام 2007 يشير إلى احتمال قوي بأن سوريا كانت تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية ، وهو الافتراض الذي يزداد قوة أكثر مما كان عليه في وقت سابق. وتلفت الصحيفة إلى أن سوريا لم تعترف على الإطلاق بأن لديها برنامج للتسلح النووي، وأن الانتفاضة الشعبية التي تشهدها منذ أشهر والقمع الحكومي الوحشي لها قد صرف الانتباه عن الأنشطة النووية لدمشق في الأشهر الأخيرة. وكان مسؤولون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قاموا بزيارة سوريا الأسبوع الماضي لتجديد التحقيق في مفاعل دير الزور، الذي قامت إسرائيل بتفجيره قبل أربع سنوات، إلا أنه لم تظهر أية علامات على حدوث تقدم ملموس.وطالما كانت هناك شكوك بأن عبد القدير خان قدم التكنولوجيا النووية لسوريا، وهو التكهن الذي أشعله الرئيس السوري بشار الأسد باعترافه لمجلة نمساوية عام 2007 بأن الخبير الباكستاني قد اتصل بمسؤولي حكومته إلا أن سوريا لم تجبه.وتشير المراسلات بين المسؤول السوري محيي الدين عيسى وخان في التسعينيات إلى وجود نهج مبدئي على الأقل وإن لم يتطور إلى علاقة رسمية، ويوضح أحد مسؤولي الأمم المتحدة أن عيسى الذي كان يتولى منصب نائب وزير التعليم حينئذ كان قد هنأ خان بالإنجاز النووي لباكستان عام 1998 واتبعه باقتراح ببعض التعاون معه، بل وعرض على خان أن يقوم بعض المسؤولين السوريين بزيارته في مختبره.