TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: فلسطين فـي اليونسكو انتصار للقيم

في الحدث: فلسطين فـي اليونسكو انتصار للقيم

نشر في: 2 نوفمبر, 2011: 08:22 م

حازم مبيضينيشكل فوز فلسطين بالعضوية الكاملة في منظمة اليونسكو, خطوة تدعم الجهود الرامية للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة, وليس مهماً بعد نتيجة التصويت إن كانت الولايات المتحدة وكندا وألمانيا, وبالطبع إسرائيل, اعترضت على الخطوة, كما أنه ليس مهماً الآن أن تسحب إسرائيل والولايات المتحدة تمويلها لليونسكو, وليس صحيحاً أن هذا سيجعل من المستحيل على اليونسكو أداء وظيفتها, والصحيح أنه سيتسبب في أثر مضاعف على الهيئات المتخصصة الأخرى التابعة للأمم المتحدة,
 وعلى الجمعية العامة, علماً بأن أميركا ستفقد حق التصويت في اليونسكو إن امتنعت لعامين متتاليين عن تسديد التزاماتها, وبمعنى أن إدارة أوباما المتصهينة, تضحي بمصالح أميركا لمجرد التناغم مع سياسات نتنياهو وحكومته المغرقة في عنصريتها. انتصار الفلسطينيين في معركة الانضمام إلى اليونسكو, يؤكد ضرورة التمسك بهذا التوجه النضالي, مع إدراك أنه ليس الوحيد الذي يجب أن نركن إليه, فمعركة  بناء مؤسسات السلطة يجب أن تستمر جنباً إلى جنب مع المفاوضات, المشروطة بتحديد مرجعيتها وجدولها الزمني,  إضافةً إلى المضي قدماً في إنجاز الموضوع الأبرز المتمثل بالمصالحة الوطنية, التي ستمنح القضية قوةً مضاعفةً, افتقدتها منذ انفصال قطاع غزة, وتحوله إلى كانتون مشاغب, على أن يتم ذلك كله ضمن إستراتيجية تحظى بالدعم الشعبي, وبهدف إقلاق الاحتلال, ورفع كلف استمراره, كمقدمة لابد منها لإعلان فلسطين دولةً حرةً, يعترف بها العالم فعلياً, وليس على الورق فقط.من المهم هنا ملاحظة أن التضامن العربي في هذه القضية, قد أنجز نصراً تحدى به الإرادة الأميركية, المتماهية مع الموقف الإسرائيلي,  الرامي لمحو ثقافة وتراث الفلسطينيين, وأكد مجدداً أن موقف واشنطن ليس قدراً لا يمكن رده, وأن اليونسكو تصلح أن تكون ساحة معركة بخصوص القدس,خصوصاً أنَّ المنظمة الأُممية لا تعترف بضمها للدولة العبرية, وإن كانت ترى عدم تابعيتها لأحد، وهو أمر تستغله إسرائيل في سعيها المحموم لانتزاع نسبة القدس وآثارها إِليها, وهي خاضت بدعم أميركي, كما هي العادة, معركة شرسة  لتسجيل القدس أثراً إسرائيلياً, ضمن قائمةِ التراث العالمي, في محاولة لفرض أمر واقع على الأرض, لم يعد ممكناً اليوم, ولا في قادم الأيام, وللتذكير فان ربع ساعة من تدفق النفط القطري أو السعودي أو العراقي كفيل بإفقاد القرار مضمونه وأهدافه.بوقفها ضد عضوية فلسطين في اليونسكو, وقبلها في الأمم المتحدة, تكشف واشنطن زيف مزاعمها عن القيم, التي تحاول تسويقها في عقول ثوار الربيع العربي، وتقدم نفسها وصيةً عليها، ويمكن للفلسطينيين دون افتعال معركة مع واشنطن, استثمار هذا الانتصار, وتحويل معانيه ومرتكزاته الثقافية إلى قوة سياسية, تمنع الاحتلال من أية فرصة لمحو التراث, وتعيد رسم خارطة فلسطين التاريخية والتراثية, عبر محاولة الحصول على اعتراف أممي ببعض المواقع الفلسطينية, ضمن التراث العالمي للإنسانية؛ لتكون من المواقع التي تتمتع بحماية خاصة.يؤكد انضمام فلسطين إلى اليونسكو أن أغلبية كبيرة في العالم لا تريد التضحية بالفلسطينيين, وإبعادهم من المجتمع الدولي, وهو مؤشر على حجم التأييد الذي ستناله السلطة الفلسطينية, إن دفعتها حماقة الأميركيين إلى التوجه إلى الجمعية العامة لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة, ويفسر هذا حجم العصبية الإسرائيلية من القرار, حين تعلن أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الخطوة, وتتهم الرئيس الفلسطيني بالقيام  بخطوات أحادية, وبأنه يريد دولة بدون اتفاق سلام, ويرفض العودة إلى المفاوضات المباشرة ويعزز شراكته مع حماس, وكل هذا لا يعدو كونه ردود فعل غير متوازنة, وبعيدة عن واقع جديد بدأ يتبلور في المجتمع الدولي, نتيجة لنضالات الفلسطينيين أولاً, ولانكشاف التعنت الإسرائيلي بالدرجة الثانية, وانحياز واشنطن الأعمى للدولة العبرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram