عالية طالبقبل أن تبدأ الانتخابات أشبعنا سياسيو العراق تهديدا وتخويفا وترويعا وويلا وثبورا فيما لو انتخبنا غيرهم، وارتفعت الأصابع اللدنة البراقة التي تشي بأنهم ناضلوا جيدا في الغرف المضاءة بالعطور والوهج ومؤتمرات عراق ما قبل صدام وإرجاء التفكير بما بعد صدام حتى يقرر الله أمرا كان مفعولا، حتى إذا تحقق الحلم وانزاح ذلك النظام بكل جبروته، تسارع الجميع إلى تقليده والتشبه به واستذكار حركاته وسكناته وخطاباته ونبرته وثورته وتهديده وسطوته، ترقبا إلى يوم تحين الساعة وتختم "فليخسا الخاسئون" إطلالتهم في الفضائيات البراقة بأموال لا يعرف مصدرها إلا الله والراسخون في الارتباطات الإقليمية.
واليوم دخلت التهديدات والوعيد والثبور والنشور الجديد مرحلة أكثر حداثة مما سبق، الأغلب الأعم يصرخ ويتوعد بإجراءات لم يسبق تصورها ولا التفكير فيها، والأغلب الأعم يعمق تهديدنا بأننا سنرى ما لم يخطر لنا على بال، أنبقي الحال على ما هو عليه دون تدخل كل الحزمة التي ساهمت في تمويل الصراعات السياسية مرة أخرى من مجمل دول الجوار والأمم المتحدة والكونغرس والسفير الأميركي والخليجي والزمبابوي وربما سفير جزر القمر أيضا فيما لو فكرت بفتح سفارتها؟.سفراء ومنظمات وجمعيات ورؤساء وكتل وأحزاب وفضائيات وإعلام و و و، الكل مجمع على التفرغ لشأن العراق إلا سياسيي العراق فهم منشغلون بالتفرغ لكعكة العراق ومدى حصتهم في القضمة الأكبر دون التفكير بالتلاحم الوطني العراقي والتنازل الحقيقي لصالح أحداث هذا التلاحم الذي يرقبه كل الشعب العراقي بعين الأمل المنشود من داخل العراق إلى المنافي البعيدة إلى السجون والى المرضى وحتى من لم يصوتوا من شبابنا وأطفالنا يسألون هل كنتم على خطأ حين ذهبتم لتحققوا نصرة العراق بحكومة وطنية لا تسأل عن المناصب بقدر ما تسأل ما هو مستقبل أجيال العراق وثرواته وبنائه ولحمته ومبادئه الرصينة، التي بدأت ملامح الصراع القديم – الجديد تعاود أنشطتها بين التصريحات النارية والاتهامات المتبادلة التي يتنابز بها سياسيو العراق وهم يصفون بعضهم بالجهل السياسي والقيادي والتنظيمي !! ترى إن كانوا هم من يصرحون بعلانية جهلهم فلماذا نقبل إذن بهم ونترك مستقبلنا في يد من لا يعي الأمر جيدا؟شبابنا ممن لم يحق لهم التصويت نضجوا بأكبر مما تفعله بعض القوائم الآن وهي تتوعد الأيام القادمة بعودة الاضطراب والقلق والتخوف والاستلاب والرعب القاتل، شبابنا نضجوا أيها السياسيون فاحتكموا إليهم لتروا خشونة أصابعهم التي يحفرون فيها حجر العراق ليشيدوا مستقبله بعراق ما بعد الفتنة والضلالة وكل ضلالة إلى النار.
وقفة: فائزون وخاسرون
نشر في: 2 نوفمبر, 2011: 08:35 م