برلين / الوكالات rnأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد فوز ائتلافها بالانتخابات العامة أمس أنها ستكرس فترتها الثانية في الحكم لجهود إعادة الرخاء إلى الاقتصاد الألماني، أكبر اقتصاد في أوروبا.
وتشير النتائج إلى أن ميركل حققت نصرا قويا بحصول تكتل المحافظين الذي تقوده من الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي على 33 % من الأصوات فيما مني منافسوها من الحزب الديمقراطي الاشتراكي بهزيمة قاسية وتراجع ما حصلوا عليه من الأصوات إلى 23%.rnوستسعى ميركل إلى تشكيل ائتلاف مريح مع حلفائها من الحزب الديمقراطي الحر من شأنه أن يضمن لها قيادة 332 مقعدا من أصل 622 من البرلمان الألماني (البوندستاج).rnوقالت ميركل في خطاب فوزها في أنصارها: "لقد حققتم شيئا هائلا."rnوقالت إنها تود أن تكون مستشارة لكل الألمان في لحظة الأزمة، وإن تحالفها المقبل سوف يخرج ألمانيا من أسوأ أزمة تتعرض لها منذ أكثر من 60 عاما.rnاما الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي حكم مع ميركل خلال السنوات الاربع الماضية ضمن "ائتلاف واسع" فقد خاض الانتخابات تحت قيادة وزير الخارجية المنتهية ولايته فرانك فالتر شتاينماير، لكنه سجل أسوأ اداء في تاريخه الأمر الذي اعتبره شتاينماير "هزيمة قاسية".rnأما الحزب الديمقراطي الحر، الشريك المقبل في ائتلاف ميركل، فقد حصل على 15% من الأصوات، فيما حصل حزب اليسار على 12% وحصل حزب الخضر على 10%.rnوتعني هذه النتائج أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان شريكا صغيرا في الائتلاف الموسع على مدى السنوات الأربعة الماضية سوف يغادر الحكومة، لكن زعيمه استبعد أن يقدم على الاستقالة مفضلا مواصلة الكفاح من صفوف المعارضة.rnوقد سارع عدد من زعماء العالم إلى تهنئة ميركل على الفوز، وكان في مقدمتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي عبر عن اعتقاده بأن العلاقات الامريكية - الألمانية ستشهد مزيدا من القوة في ظل حكومة ألمانية قوية، حسبما أعلن البيت الأبيض.rnوثمة ملفات اقتصادية عديدة تنتظر ميركل من بينها ارتفاع نسبة البطالة وزيادة العجز وصعوبات النظامين التعليمي والصحي في حين بدأت البلاد لتوها الخروج من الانكماش.rnوعلى جدول اعمال الحكومة المقبلة ايضا المشاركة الالمانية في قوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان حيث تصاعدت حدة العنف.rnالى ذلك قالت تقارير صحفية ان زعيم الحزب الديموقراطي الحر غيدو فسترفيلي نجح في اعادة دور "صانع الملوك" في السياسة الالمانية الى حزبه خلال الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد حتى باتت المستشارة المحافظة انغيلا ميركل بحاجة لليبراليين لتشكيل الحكومة. rnوبعد فشله في انتخابات 2002 و2005 على التوالي، تمكن هذا المحامي البالغ من العمر 47 عاما من اخراج حزبه من المعارضة التي بقي فيها 11 عاما اذ سجل الاحد افضل نتيجة في تاريخه بفوزه بحوالى 15% من الاصوات وفق التقديرات الاولية التي بثتها قنوات التلفزيون.rnويتوقع ان يتولى غيدو فسترفيلي منصب وزير الخارجية ليسير بذلك على خطى افضلهم هانس ديتريش غينشر الذي تولى المنصب طوال 18 سنة وكان احد صانعي اعادة الوحدة الالمانية.rnويتوقع ان يبقى فسترفيلي، النحيل وطويل القامة والمعروف باناقته وبلاغته وفيا لافكاره الليبرالية ويدعو الى تبسيط قوانين الضرائب ويدافع عن حريات المواطنين في وجه الدولة بما في ذلك في مسألة الانترنت، ويرفض ان يتولى الجيش مهام الشرطة في الداخل.rnواعرب مؤخرا عن اسفه للكلفة التي سيتحملها دافعو الضرائب الالمان من اجل انقاذ شركة اوبل لصناعة السيارات، بينما اجمع باقي الطبقة السياسية بضجة على الاشادة بذلك في وقت كانت 25 الف وظيفة في المانيا مهددة.rnونجح فسترفيلي في تحديث مواقف حزبه في المسائل الاجتماعية، مع انتقاده "افكار 68" والمستفيدين من المساعدات الاجتماعية الذين "يجعلون الدولة تمول حقهم في الخمول". ويحبذ فسترفيلي ابراز التشديد على ان انغيلا ميركل هي "اول مستشارة المانية" وان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "تجري محادثات في دول تضطهد فيها النساء بشكل منهجي".rnوقال في حديث مع فرانس برس قبل بضعة اشهر "اننا نحن الالمان الذين نقرر من نختار لتمثيل حكومتنا استنادا الى معاييرنا السياسية والاخلاقية".
ميركل: استعادة الرخاء أولوية حكومتي المقبلة
نشر في: 28 سبتمبر, 2009: 08:09 م